اتهمت موسكو امس حركة "طالبان" بارتكاب "مجازر عرقية" في المناطق التي سيطرت عليها الحركة اخيراً شمال افغانستان. وقالت ان القوات الباكستانية اسهمت فعلياً في العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة، الامر الذي سارعت اسلام آباد الى نفيه. وتزامن ذلك مع قيام الحركة بشن غارات جوية على منطقة باميان الشيعية المحاصرة الى شمال غربي كابول، باعتراف مسؤول في الحركة تحدثت اليه "الحياة" في اسلام آباد. وقال المسؤول وهو ديبلوماسي في السفارة الافغانية لدى باكستان يدعى حبيب الله فوزي اللهفوزي ان "طالبان" بدأت هجوماً في اتجاه آخر معاقل احمد شاه مسعود في جبل السراج. وفي تطور ملفت، اجرى وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز اتصالاً هاتفياً بنظيره الايراني كمال خرازي خلال وجود الاخير في العاصمة الاذربيجانية باكو. وقال الوزير الباكستاني خلال الاتصال ان الديبلوماسيين الايرانيين موجودون في باميان وتعهد ان تبذل اسلام آباد "قصارى جهدها" لتأمين نقلهم من المنطقة الى اسلام آباد ومنها الى بلادهم. غير ان ناطقاً باسم الخارجية الايرانية قال ان خرازي ابلغ نظيره الباكستاني انذاراً الى حركة "طالبان" بوجوب ان تطلق الديبلوماسيين فوراً، مشدداً انهم اعتقلوا لدى دخول الحركة الى القنصلية الايرانية في مزار الشريف السبت الماضي ونقلوا الى قندهار جنوبافغانستان. وتواصل الاعتصام امام مقر السفارة الباكستانية في طهران لليوم الثالث على التوالي امس. وطالب المشاركون باطلاق اقاربهم وبينهم مراسل الوكالة الايرانية. وندد المتظاهرون بباكستان والولايات المتحدة التي حملوها مسؤولية قرار "خطف" الايرانيين في افغانستان. وفي اسلام آباد، أكد مسؤول في حركة طالبان لپ"الحياة" ان قواتها بدأت هجوماً ليل امس باتجاه جبل السراج. وأشار حبيب الله فوزي وهو ديبلوماسي في سفارة افغانستان في اسلام آباد الى ان قوات الحركة وصلت الى منطقة جسر متك. وقال مسؤولون في "طالبان" في كابول في اتصال اجرته معهم "الحياة"، ان طائرات عسكرية تابعة قصفت مطار باميان في وسط البلاد في محاولة لتدمير الشريان الوحيد الذي يصل المنطقة بالعالم الخارجي. لكن وكالة الانباء الايرانية قالت ان الغارات الجوية التي شنتها طائرات "طالبان" لم توفر المدنيين وكانت "كثيفة ولم تفرق بين اخضر ويابس واستهدفت اساساً اماكن سكنية". وفي موسكو، اكد النائب الاول لوزير الخارجية الروسي بوريس باستوخوف ان بلاده لن تعترف بأي حكومة لافغانستان عدا حكومة برهان الدين رباني. وعزا هزائم التحالف المناهض لپ"طالبان" الى ان باكستان "شاركت بقوات برية وجوية في الهجوم". واضاف ان الذين يدعمون "طالبان" ينبغي ان يدركوا ان زعزعة الاستقرار في المنطقة "لن يعود بالخير على احد". لكنه نفى ان تكون لدى بلاده نية التدخل العسكري في افغانستان. وقال ان سيطرة الحركة على افغانستان سوف يحول هذا البلد الى "بؤرة ارهاب دولي".