دخلت روسيا امس بشكل مباشر على خط الازمة الافغانية، متهمة باكستان بتقديم الدعم العسكري لحركة "طالبان". وجاء ذلك في وقت وضعت القوات الروسية في طاجيكستان في حال "تأهب قصوى" فيما واصلت "طالبان" التقدم بخطى ثابتة في اتجاه الحدود الطاجيكية مرغمة قوات التحالف المناهض لها على الفرار في كل الاتجاهات. ورأت الخارجية الروسية ان تقدم "طالبان" في الشمال الافغاني "يهدد فعلياً الحدود الجنوبية لمجموعة الدول المستقلة" الاتحاد السوفياتي السابق. وقال الناطق باسم الخارجية الروسية فاليري نيستيروشكين ان "عسكريين باكستانيين ساهموا بصورة مباشرة في العمليات" التي قامت بها"طالبان" الى جانب "تقديم دعم تقني ومادي" للحركة. وراوحت ازمة الديبلوماسيين الايرانيين المفقودين مكانها فيما اكدت "طالبان" مجدداً انها لم تتعرف على ديبلوماسيين في عداد الايرانيين الذين اعتقلتهم ووصفتهم بأنهم "خبراء عسكريون" كانوا يساعدون التحالف المناهض لها. واعلن ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي يستعد للقيام بجولة في جمهوريات آسيا الوسطى للبحث في التطورات الافغانية. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية في اسلام آباد ان زعيم التحالف الرئيس المخلوع برهان الدين رباني انتقل الى ولاية بدخشان القريبة من الحدود مع طاجيكستان ومعه زعيم الحزب الاسلامي قلب الدين حكمتيار الذي سرت اشاعات صباحاً عن مقتله، سرعان ما كذبها في حديث الى الاذاعة الايرانية. وفقد الاتصال ظهراً مع القائد الطاجيكي احمد شاه مسعود وزعيم الاتحاد الاسلامي عبد رب الرسول سياف اللذين كانا في جبل السراج قبل ان تتقدم "طالبان" للسيطرة على مدينة طالوقان عاصمة ولاية تخار المجاورة التي كانت قوات مسعود تتولى الدفاع عنها. واعربت مصادر افغانية قريبة من التحالف المناهض لپ"طالبان" عن اعتقادها ان مسعود وسياف توجها الى منطقة وادي بنجشير الاكثر اماناً. واعترفت الاذاعة الايرانية بتقدم "طالبان" في شمال شرقي افغانستان بعدما كانت بياناتها تؤكد محافظة التحالف المناهض للحركة على مواقعه. غير ان الاذاعة اصرت على ان "طالبان" تواجه جيوب مقاومة في مزار الشريف عاصمة الشمال الافغاني. وطالب عدد من السفراء الافغان في الخارج الذين ما زالوا على ولائهم لرباني، بأن يمارس المجتمع الدولي ضغوطاً على باكستان لتوقف تدخلها لمصلحة "طالبان". واتهم السفير الافغاني في واشنطن المافيا الاوكرانية بتوفير اسلحة ثقيلة ودبابات لحركة "طالبان" ما استدعى نفياً رسمياً من كييف. وسارت تظاهرة امام السفارة الباكستانية في طهران مطالبة بالافراج عن المعتقلين الايرانيين لدى "طالبان" وبينهم صحافي وثمانية اعضاء في منظمة انسانية وديبلوماسي، حسبما اعلنت وكالة الانباء الايرانية. وكانت ايران اتهمت الحركة باعتقال هؤلاء لدى دخولها القنصلية الايرانية في مزار الشريف السبت الماضي. واعلن قائد القوات الروسية في طاجيكستان الجنرال فالنتين ارلوف حال التأهب القصوى وحذر من "انفجار" الوضع على الحدود الطاجيكية - الافغانية. وأكدت وزارة الخارجية الروسية ان موسكو "تحتفظ بحق الدفاع" عن حقوق الكومنولث لوقف زحف محتمل لقوات "طالبان". واضاف ان استيلاء "طالبان" على المناطق المجاورة لطاجيكستان وسائر دول الكومنولث المجاورة لافغانستان يجعل الوضع "قابلاً للانفجار".