أعلنت حركة "طالبان" أنها سيطرت أمس على مدينة ايبك عاصمة مقاطعة سامنغان، شمال افغانستان، اثر هجوم جديد استهدف مواقع قوات المعارضة. وقررت روسيا وأوزبكستان وطاجيكستان عقد قمة ثلاثية لمواجهة الخطر الذي باتت تشكله عليها نجاحات "طالبان"، فيما توجه الرئيس الأوزبكي إسلام كريموف الى منطقة الحدود مع افغانستان لتفقد الوحدات العسكرية، وحض القائد الطاجيكي الأفغاني أحمد شاه مسعود الدول المجاورة على اتخاذ اجراءات و"عدم الاقتصار على البيانات" في مواجهة زحف قوات "طالبان". ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي أمس دعوته "طالبان" إلى وقف "أعمال اللصوصية في أفغانستان" والقبول بتشكيل حكومة ائتلافية. وكشف وزير الخارجية الباكستاني سرتاج عزيز ل "الحياة" انه ينوي ايفاد مبعوث إلى قندهار للبحث مع "طالبان" في مصير الديبلوماسيين الايرانيين المفقودين منذ استيلاء قوات الحركة على مزار الشريف، في حين نفت إسلام آباد اتهامات بأنها تقدم دعماً لوجستياً ل "طالبان". وسقطت ايبك بعد مقاومة شديدة من قوات الجنرال الأوزبكي عبدالرشيد دوستم والجماعة الاسلامية التابعة للرئيس السابق برهان الدين رباني، كما أوردت وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية. وأفادت الوكالة ان 17 مقاتلاً من قوات المعارضة قتلوا وأسر 13 آخرون خلال العملية. ويأتي سقوط ايبك الواقعة على بعد 313 كيلومتراً شمال كابول بعد سيطرة قوات "طالبان" على مزار الشريف شمال الأسبوع الماضي. وقال ناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية في بيان يمثل اول رد فعل رسمي من إسلام آباد على القلق الذي أعربت عنه روسيا وإيران ودول عدة في آسيا الوسطى ان باكستان "لم تساعد ولم تتدخل عسكرياً في افغانستان". واعتبر ان التحالف المناهض ل "طالبان" في شمال افغانستان، هو الذي تلقى دعماً عسكرياً من الخارج. وأجرى كريموف اتصالاً هاتفياً بنظيره الروسي بوريس يلتسن، أعلن الطرفان بعده أنهما سيعقدان مطلع تشرين الأول اكتوبر اجتماعاً ينضم إليه الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف لدرس الأوضاع في منطقة الحدود في ضوء زحف "طالبان" شمالاً. وأفاد المكتب الصحافي للكرملين أن الجانبين أكدا "ضرورة تفعيل الترويكا لمواجهة التطرف الإسلامي". وتفقد كريموف أمس منطقة سورهاند المجاورة للحدود، وانتقل منها إلى تيرمز حيث توجد أهم الوحدات العسكرية، فيما نفت مصادر رسمية في طشقند وجود نية للقيام بعمل عسكري لدعم الجنرال دوستم الذي فقد أهم معقل له بسقوط مدينة مزار الشريف. وذكر قائد قوات الحدود الروسية نيكولاي بورديوجا أن وحداته "مستعدة للقتال"، مؤكداً أنه سيتوجه إلى العاصمة الطاجيكية دوشانبه للنظر في اجراءات لتعزيز الحدود. لكنه شدد على أن افغانستان "ينبغي أن تحل مشاكلها بنفسها". واعتبر أحمد شاه مسعود في مقابلة أجراها التلفزيون الروسي داخل الأراضي الأفغانية ان استمرار الدول المجاورة في اصدار بيانات من دون القيام بأي عمل "قد يؤدي إلى تكرار السيناريو الأفغاني في هذه الدول". واتهم باكستان ب "التدخل المباشر"، مشيراً إلى أنها شاركت ب "تشكيلات عسكرية كاملة" في العمليات الأخيرة في افغانستان. إلى ذلك، صرح وزير خارجية باكستان بأن بلاده عرضت على السفير الإيراني أن يرافق مبعوثه الديبلوماسي الباكستاني في زيارته لقندهار كي يتعرف عن كثب إلى مصير الديبلوماسيين الإيرانيين ويستفسر عن مصيرهم مباشرة. وأضاف، في حديث إلى "الحياة"، انه اتفق مع نظيره الإيراني كمال خرازي خلال اتصال هاتفي بينهما الأحد الماضي على ألا تؤثر التطورات الأخيرة في أفغانستان على العلاقات بين البلدين. وأكد ان باكستان لم تقدم أي مساعدات عسكرية أو مادية ل "طالبان"، لكنه أضاف ان وجود باكستانيين في صفوف الحركة ليس جديداً.