ضمت طهران صوتها إلى موسكو أمس واعتبرت أن التطورات في أفغانستان تشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي. واتهمت الولاياتالمتحدة باستخدام حركة "طالبان" أداة "لإحكام الحصار حول إيران"، حسبما صرح المسؤول عن الملف الأفغاني في الخارجية الإيرانية علاء الدين بروجردي. ووضعت أوزبكستان قواتها في حال استنفار بعد سيطرة "طالبان" أمس على مرفأ ميرتان النهري على الحدود بين البلدين، وهو تطور مهم قطع على التحالف المناهض للحركة آخر المنافذ له إلى الخارج. وكانت الحركة استولت أمس أيضاً على مدينة نهرين وتقدمت منها في اتجاه بولي خمري عاصمة ولاية بغلان وسيطرت عليها، مجبرة فلول القوات المناهضة لها على الانسحاب في اتجاه منطقة باميان الشيعية المحاصرة. وبدأت الحركة العمل على تشغيل مطار مزار الشريف بعد تطهير المنطقة بكاملها، فيما بادرت إلى تطبيع علاقاتها مع الخارج، بإبرام اتفاق مع الأممالمتحدة للسماح لمنظمات الاغاثة الدولية بالعودة إلى العمل في كابول. وظلت قضية الأسرى الإيرانيين لدى "طالبان" تتفاعل، خصوصاً بعدما اتضح لإيران ان الديبلوماسيين ال 11 الذين تبحث عنهم موجودون رهن الاعتقال في قندهار معقل الحركة جنوبافغانستان. ووقعت مشادات على مدخل السفارة الباكستانية في طهران بين حرس السفارة ومتظاهرين مطالبين باطلاق سراح الأسرى، عمدوا إلى تحطيم زجاج المقر بعد رفض السماح لهم بمقابلة السفير أو من ينوب عنه. ولم يكن الجو في كواليس السلطة في طهران أقل توتراً، إذ وجه بروجردي انتقاداً شديد اللهجة إلى "طالبان"، واعتبر أنها "أداة لتمرير سياسة أميركا المعادية لإيران على حدودنا". ووصف الحركة بأنها "صنيعة قوى أجنبية ولا تحظى بأي شعبية"، مشدداً على أن بلاده "ستضرب بقوة وتتعامل بحزم مع أي محاولة تستهدف الاخلال بأمنها القومي أو القيام بأعمال تخريب على الحدود". جاء ذلك في وقت بدأ وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي جولة في آسيا الوسطى تقوده إلى اذربيجان وكازاخستان وتركمانستان. ويتوقع أن تحتل التطورات الأفغانية موقع الصدارة لمحادثاته في الدول الثلاث. في الوقت نفسه، قررت موسكو تعزيز قواتها المرابطة على حدود افغانستان وذكر وزير الدفاع الروسي ايغور سيرغييف ان الوضع "معقد للغاية" ووافق على اقتراح دوشانبه عقد اجتماع طارئ لوزراء دفاع الكومنولث، فيما حذرت حكومة طاجيكستان من "تدفق جماعي" للاجئين عبر الحدود.