اتهمت باكستانالهند أمس بأنها وراء تفجير قطار في اقليم السند أدى الى سقوط 24 قتيلاً و40 جريحاً. ورفع ذلك حدة التوتر بين البلدين غداة تبني مجلس الأمن قراراً حضهما فيه على ضبط النفس في ظل السباق النووي الذي انجرفتا اليه الشهر الماضي. ورفضت الهند قرار مجلس الأمن الذي يدعو البلدين الى التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، كما رفضت أي تدويل لقضية كشمير التي تشكل محور النزاع الأساسي مع جارتها باكستان. راجع ص 7 وبدأ رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف جولة خليجية قادته الى المملكة العربية السعودية، أمس، لشرح موقف بلاده إزاء التجارب النووية. واتهم شريف "جهات معادية" لم يسمها بالوقوف وراء الحادث. وكانت باكستان استقبلت بيان مجلس الأمن بابداء أسفها "لعدم ادراك المجتمع الدولي أهمية القضية الكشميرية التي تشكل جوهر الصراع والسبب الرئيسي للتوتر في جنوب آسيا". وأفيد ان شريف سيزور بريطانيا والولايات المتحدة وكندا لحشد تأييد الباكستانيين المقيمين في الخارج أملاً في تخفيف المعاناة عن كاهل شعبه في وجه الضائقة الناجمة عن العقوبات الاقتصادية. ووجهت الخارجية الباكستانية اتهاماً مباشراً وصريحاً الى الهند في ما يتعلق بانفجار العبوة الناسفة في قطار خيبر للبريد قبل وصوله الى بلدة خيربور في اقليم السند. وقالت ان الانفجار "عمل ارهابي بشع من تدبير أجهزة الاستخبارات الهندية". وحذرت من أن "استمرار هذه الأعمال الارهابية التي تطاول مدنيين ابرياء، يحول دون ايجاد حلول لمشاكل المنطقة". وكان مسؤولون في مصلحة السكة الحديد أفادوا ان القطار انطلق من كراتشي في طريقه الى بيشاور عبر روالبندي، ولدى وصوله الى مسافة تبعد ثلاثة كيلومترات عن خيربور، انفجرت على متنه عبوة ناسفة. ولم يحدد المسؤولون حجم العبوة كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادث. وأبلغت مصادر أمنية باكستانية "الحياة" امس ان الحادث جاء في أعقاب سلسلة تفجيرات كان آخرها في صالة سينما في لاهور أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص الخميس الماضي. وأضافت المصادر نفسها ان أجهزة الأمن اعتقلت في الأيام الماضية عدداً من عملاء الاستخبارات الهندية راو وبينهم هنود و"اعترف هؤلاء خلال التحقيق بأنهم جندوا من جانب نيودلهي لزعزعة الاستقرار في باكستان". ورأى وزير الاعلام مشاهد حسين القريب من رئيس الوزراء ان حزب جاناتا بارتي الهندوسي المتطرف الحاكم في نيودلهي، "لجأ الى سياسة العنف والتخريب بعد فشله في سياسة الابتزاز النووي". وجاء ذلك في اشارة الى تصريحات مسؤولين هنود في مقدمهم وزير الداخلية الهندي لال كريشان ادفاني الذي هدد في أعقاب التجارب النووية بتغيير الواقع الجغرافي - السياسي القائم واجتياح الشطر الباكستاني من كشمير الذي يعرف باسم كشمير الحرة. وتخوف مراقبون في اسلام آباد من وصول التوتر مع نيودلهي الى ذروته في وقت رفضت الحكومة الهندية أي وساطة في كشمير، كما رفضت قرار مجلس الأمن الذي دعا البلدين إلى اجراءات تبعدهما عن السباق النووي ومخاطره. وكانت الخارجية الباكستانية أبدت ترحيبها بمثل هذه الوساطة في شأن كشمير، كما أبدى رئيس الوزراء الباكستاني استعداده للحوار مع نظيره الهندي اتال بيهار فاجبايي. ووصل رئيس الوزراء الباكستاني إلى السعودية أمس. وأجرى محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز اطلعهما خلالها على نتائج التجارب النووية التي أجرتها بلاده والاستعدادات الباكستانية لمواجهة المرحلة المقبلة. كذلك التقى شريف عدداً من رجال الأعمال السعوديين والباكستانيين المقيمين في السعودية، ووضعهم في أجواء الاجراءات الاقتصادية التي ستتخذها بلاده في مواجهة العقوبات. ولم يتضح هل بحث مع أبناء الجالية الباكستانية قضية انشاء صندوق لدعم بلاده في هذه المرحلة. ويتوجه غداً إلى الكويت. وكان أجرى محادثات في أبو ظبي مع رئيس دولة الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان تركزت على التطورات في جنوب آسيا. وقالت مصادر مطلعة في أبو ظبي ان هدف الجولة الخليجية لرئيس الوزراء الباكستاني حشد الدعم من الحكومات الصديقة ومن أبناء الجالية الباكستانية المقيمين في الخليج. ولاحظ مراقبون ان شريف، الذي شدد في جولته الخليجية على الأمن القومي لبلاده في مواجهة التحديات الهندية، تفادى التعليق على "سياسة المعايير المزدوجة" المتبعة مع إسرائيل أو الخوض في "قدرات إسرائيل النووية" التي اثيرت في أسئلة من هذا النوع تعلقت بتقارير عن هجمات كانت تنوي إسرائيل القيام بها ضد المنشآت النووية الباكستانية بالتعاون مع الهند.