استمرت امس حال التوتر بين اريتريا واثيوبيا بسبب النزاع الحدودي بينهما الذي اندلع في السادس من الشهر الجاري. وفيما اكد مصدر اريتري ل "الحياة" ان العمليات العسكرية توقفت بين الجانبين في المناطق الحدودية جنوب غربي اريتريا، بدأ الرئيس الجيبوتي حسن غوليد ابتيدون وساطة في محاولة لحل النزاع، باجتماع مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في اديس ابابا. وكان كل من البلدين اتهم الآخر باجتياح حدوده مؤكداً ملكيته للاراضي المتنازع عليها، وحمل كل منهما الآخر مسؤولية اندلاع الاشتباكات التي ادت الى سقوط قتلى من الجانبين. واجتمع مجلس الوزراء الاثيوبي في وقت متقدم من مساء امس للرد على بيان كان اصدره مجلس الوزراء الاريتري اول من امس واقترح فيه إجراء مفاوضات سلمية في حضور طرف ثالث مراقب، او اللجوء الى تحكيم دولي لبت النزاع. كما قوّم المجلس الاثيوبي وساطة غوليد الذي يجري اتصالات بصفته رئيس الدورة الحالية ل "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد، لكنه لم يُصدر اي بيان يوضح ما دار في الاجتماع. وعلمت "الحياة" من مصادر جيبوتية مطلعة ان الرئيس غوليد اجرى اتصالات هاتفية عدة تحادث خلالها مع مسؤولين اثيوبيين واريتريين في شأن النزاع وسُبل حله، وذلك قبل وصوله صباحاً الى اديس ابابا يرافقه الامين العام التنفيذي ل "إيغاد"، الاريتري الجنسية، تكيسني غابراي. واجتمع غوليد مع زيناوي مباشرة لدى وصوله الى العاصمة الاريترية وبحث معه في وسائل احتواء الازمة. ثم التقى عدداً من المسؤولين الاثيوبيين للهدف نفسه. وكان من المتوقع ان يغادر غوليد الى اسمرا، لكنه أرجأ الزيارة وعاد الى بلاده، نظراً الى ان الرئيس الاريتري اساياس افورقي غادر اسمرا الى رواندا حيث من المقرر ان تُعقد قمة التضامن والتنمية في منطقة البحيرات العظمى. وكان النزاع الحدودي الاريتري - الاثيوبي بدأ منذ حوالي سنة، لكن الجانبين كانا يقللان من خطورته رغم حصول مناوشات بينهما. وشكل الجانبان لجنة مشتركة لترسيم الحدود. ولاحظ مراقبون في العاصمة الاريترية ان بين اسباب تدهور العلاقات، وصولاً الى النزاع المسلح، عوامل اخرى، منها اعتماد اريتريا عملة خاصة بها في تشرين الثاني نوفمبر الماضي وتوقفها عن استخدام العملة الاثيوبية. وعلى رغم صعوبة التكهن بتطورات النزاع، استبعد المراقبون اندلاع حرب بين البلدين، الا ان من الثابت ان الحكومة الاثيوبية تحتاج الى استقرار لتركيز دعائم حكمها وتشرف على التحولات التي احدثتها في واقع الشعوب الاثيوبية ونهج التعددية الذي اعتمدته للمرة الاولى في تاريخها. وكان وزير الدفاع نائب رئيس الوزراء الاثيوبي نفرا والوا اشار الى كفاءة بلاده. وقال في تقرير الى البرلمان الاثيوبي الثلثاء الماضي ان هذه القوات تتمتع بكفاءات عسكرية عالية وان هناك خططاً تمكنها من مواجهة كل التحديات وحماية سيادة البلاد.