اكدت مصادر رسمية اثيوبية ل "الحياة" في اديس ابابا ان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي الذي وصل امس إلى واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو بدأ سلسلة لقاءات في إطار القمة المصغرة التي يعقدها عدد من الزعماء الافارقة في محاولة لحل النزاع الحدودي بين اثيوبيا واريتريا المستمر منذ ايار مايو الماضي. ومن المتوقع ان يعرض رئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمنظمة الوحدة الافريقية، تقريراً يتضمن نتائج الجولات التي قام بها اعضاء لجنة الوساطة المنبثقة عن القمة الافريقية الاخيرة. ويتضمن التقرير مشروع اتفاق يدعو الى وضع حد للمعارك وخفض حدة التوتر ونزع السلاح من مناطق الحدود وتسهيل ترسيمها باشراف دولي. ومن المقرر ان يشارك الرئيس الاريتري اساياس افورقي في اجتماعات واغادوغو التي يحضرها الى جانب كومباوري وزيناوي الرئيس الجيبوتي حسن غوليد ابتيدون ورئيس زيمباوي روبرت موغابي والأمين العام للمنظمة الافريقية سالم احمد سالم والمبعوث الخاص للأمم المتحدة السفير محمد سحنون. واستبعدت مصادر رسمية في كل من اديس ابابا واسمرا حصول لقاء مباشر بين زيناوي وافورقي، لكنها اوضحت ان المحادثات التي ستجرى بينهما ستكون غير مباشرة عبر وسطاء، وان اللقاء المباشر ربما يتم في حال حصول اتفاق كامل على كل تفاصيل الخلاف.وفي موازاة ذلك، اكد مصدر ديبلوماسي افريقي في اديس ابابا ان المناوشات بين اثيوبيا واريتريا ما زالت مستمرة على الشريط الحدودي الفاصل بينهما، وان اصوات الانفجارات الناتجة عن استخدام المدافع الثقيلة تسمع من حين لآخر، وان عدداً من الجرحى ينقلون يومياً الى مستشفيات المدن المتاخمة للحدود في البلدين. واوضح المصدر نفسه، ان هذه المناوشات مستمرة منذ بداية الازمة في ايار الماضي والتي راح ضحيتها مئات القتلى من الجانبين على الرغم من التكتم الشديد الذي تلتزمه اسمرا واديس ابابا في هذا الشأن. من جهة اخرى، تواصل اثيوبيا دعم المعارضة الاريترية المقيمة لديها، كما تستمر اريتريا في مساعدة المعارضة الاثيوبية. وفي هذا الاطار نشرت صحيفة "افويتا" الناطقة باسم الحزب الحاكم في اثيوبيا مقابلة مع الامين العام ل "الجبهة الديموقراطية الثورية الاريترية" عبدالله محمود محمد اعتبر فيها ان "الازمة الجارية بين اثيوبيا واريتريا نتيجة طبيعية لنهج سياسات مختلفة في البلدين، وهي ليست ازمة حدود لان سياسة اثيوبيا في ظل النظام الحالي تستند الى الديموقراطية والتعددية الحزبية ومنح القوميات المختلفة الخيار في تقرير مصيرها. في حين تنهج اريتريا سياسة الحكم الفردي الذي تمارسه منذ استقلالها عام 1993"