تحدثت مصادر مطلعة في الادارة الأميركية عن اتفاق وشيك بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي يؤدي الى قرار يتخذه الرئيس بيل كلينتون يستثني بموجبه شركات تستثمر أكثر من 20 مليون دولار في قطاع الطاقة الايراني من قانون أميركي يفرض عقوبات عليها قانون داماتو. وقال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط مارتن انديك ان ايران يمكنها القيام ب "دور بناء" في الشرق الأوسط، مجدداً الدعوة الى حوار بين الحكومتين. ورأى ان الرئيس محمد خاتمي أكد عزمه بتحدي حكم المحافظين. وقالت مصادر الإدارة أن مذكرة أعدها كبار مستشاري وزيرة الخارجية مادلين أولبرايت خصوصاً وكيل الوزارة للشؤون الاقتصادية ستيوارت ايزنستات تنتظر على مكتب الوزيرة للتوقيع عليها. وتتضمن المذكرة توصية الى كلينتون باصدار الاستثناء من العقوبات التي تهدد شركات فرنسية توتال وروسية وماليزية وقعت العام الماضي صفقة مع الحكومة الايرانية لتطوير حقل للغاز في ايران. وتوقعت المصادر ان يتزامن قرار الادارة مع قمة الدول الصناعية الثماني في برمنغهام بريطانيا التي بدأت أعمالها أمس وأن يواجه باحتجاجات من أوساط الكونغرس كونه يمنع سريان قانون العقوبات ضد ايران وليبيا المعروف باسم قانون داماتو على أساس ان الدول الأوروبية وروسيا تتعاون مع الولاياتالمتحدة لمنع حصول ايران على أسلحة دمار شامل، والحد من "دعمها الارهاب". ويتوقع ان يؤدي قرار الادارة الى ارتياح لدى الدول الحليفة لواشنطن كونه سيزيل مشكلة تعترض العلاقات بينها، وسيشكل رسالة الى حكومة الرئيس محمد خاتمي تشجعها على اعتماد سياسة معتدلة بالقول والفعل تمهد لتطبيع العلاقات بين الولاياتالمتحدةوايران. وقال مسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي ان الادارة تأمل بالتوصل الى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وأن يعلن خلال القمة أو بعدها. واعترف بأن اتخاذ كلينتون قرار الاستثناء من قانون داماتو سيجعل أعضاء الكونغرس يثيرون ضجة واسعة. وأكدت المصادر ان القرار سيأتي تحت بند تعاون الدول الأوروبية وروسيا مع الجهود الأميركية في مواجهة سعي ايران الى الحصول على أسلحة دمار شامل ومعارضة تلك الدول وروسيا "الدعم الايراني للارهاب". وكانت الدول الأوروبية عارضت فكرة اتخاذ قرار استثناء يرتكز الى مبررات تتعلق بالأمن القومي الأميركي لأن ذلك سيؤدي الى إبقاء التهديد بفرض العقوبات مسلطاً على شركات من هذه الدول. ورفض انديك التعليق على أي شيء مرتبط بما تعتزم الادارة اتخاذه من قرارات في هذا الشأن، وأكد في شهادة عن ايران أدلى بها الخميس أمام لجنة العلاقات الخارجية التابعة لمجلس الشيوخ ان سياسة ايران لم تتبدل في مجالي "دعم الارهاب أو سعيها الى الحصول على أسلحة دمار شامل". لكنه لاحظ بارتياح الاشارات الصادرة عن محمد خاتمي. وتابع ان ايران يمكنها ان تلعب دوراً بناء في الشرق الأوسط وأن تكون لديها علاقات بناءة مع أميركا، مشيراً الى ترحيب كلينتون بذلك ومجدداً الدعوة الى قيام حوار بين الحكومتين. لكن المسؤول الأميركي استدرك قائلاً: "طالما ايران تهدد مصالح الولاياتالمتحدة واصدقائها في الشرق الأوسط سنستمر في معارضة هذه السياسات". وزاد ان الولاياتالمتحدة "ستتابع جهودها لضمان "تعاون دولي في مواجهة تهديدات أسلحة الدمار الشامل الايرانية وتهديداتها الارهابية". ولاحظ أن انتخاب خاتمي العام الماضي عكس رغبة في التغيير لدى الناخبين الايرانيين، مشيراً الى أن خاتمي أكد بوضوح "عزمه على تحدي حكم المحافظين". ولفت الى الأزمة في ايران الآن و"التحديات الحقيقية التي يواجهها خاتمي وهو يسعى الى اصلاح السياسة الداخلية والخارجية لايران". ورأى انديك ان الرئاسة في ايران لا تسيطر على السياسة المتعلقة بالأمن القومي أو المؤسسات الأساسية في البلاد مثل الجيش والشرطة والأمن والاستخبارات و"الحرس الثوري"، وأن هذه المؤسسات لا تزال في يد مرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي. ونبه الى ان السياسات الايرانية المتعلقة بالأمن القومي لا تزال تشكل مصدر قلق للولايات المتحدة و"إذا تمكن خاتمي من تحويل كلامه البناء الى تغيير حقيقي بالنسبة الى المسائل التي تهم واشنطن، سيؤدي ذلك الى وضع الأساس لرد ايجابي مناسب من جانب الولاياتالمتحدة وعلاقات أفضل بين الدولتين". وشدد على ان التغيير في السياسة الايرانية شرط ضروري لتحسين العلاقات "وسنستمر في الوقت ذاته في تركيز طاقاتنا على مواجهة التهديدات الايرانية في هذه المجالات". وكرر ان ايران "لا تزال في مقدم الدول التي تدعم الارهاب".