اعتبر وزير الخارجية اللبناني فارس بويز ان الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني امس "رسالة موجّهة الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان بأنها لا تريد الانسحاب من الجنوب كما تحاول ان توحي بذلك، تهرّباً من الضغوط الدولية"، بعد ساعات على شنّ طائرات حربية اسرائيلية غارات على مناطق في اقليم التفاح. واعتبر بويز قبل مغادرته بيروت الى القاهرة على رأس وفد للمشاركة في الدورة الپ109 للمجلس الوزاري لجامعة الدول العربية، "ان على مجلس الامن ان ينفذ القرار 425 الصادر عنه، وعلى الامين العام ان يخطو الخطوات التي يراها مناسبة لتنفيذه، والامين العام زار لبنان واستمع الى وجهة نظره حيال الطروحات الاسرائىلية وقال انه سيجتمع في اسرائيل مع المسؤولين للتأكد من نيّاتهم حيال هذا الموضوع، علماً اننا نعتبر ان لا نيات جدية في اسرائيل لتنفيذ هذا القرار كما صدر عن مجلس الأمن بمقدار ما انها تقوم بمناورة سياسية واضحة على كل الجبهات، كما يعمد بنيامين نتانياهو على الجبهة الفلسطينية الى تفريغ اتفاق اوسلو من مضمونه عبر الاثبات ان الفلسطينيين لا يستطيعون ادارة شؤونهم. ويتولى ايضاً على مستوى الملف السوري تفريغ المحادثات بطرحه العودة الى النقطة الصفر، وعلى المستوى اللبناني تفريغ القرار 425 عبر اضافة شروط لا يتضمنها من شأنها ان تدخلنا في تفسيرات واجتهادات تلغي هذا القرار وصيغته التنفيذية". وأضاف: "ان اسرائيل جرّبت كل انواع الانفجارات وكانت النتيجة أن أصابتها بشظاياها". وأمل "ان تضغط واشنطن على اسرائيل لتنفيذ القرار الرقم 425، خصوصاً ان الولاياتالمتحدة هي التي عرضت هذا القرار، وهناك مسؤولية معنوية في مثابرتها وفي تأكيدها على إلزامية تنفيذه". وتعليقاً على طرحي الانسحاب الاسرائيلي، قال بويز: "علينا ان نفصل بين مفهومي الانسحاب. وإذا كنا نتحدث عن القرار الرقم 425 اي الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط فلا اعتقد ان اسرائيل تنوي ذلك بل تحاول المناورة لتفريغ هذا القرار. اما اذا كنا نعني بانسحابات تكتيكية تفرضها عليها اعمال المقاومة او مقتضيات عسكرية فهذا امر ممكن وحصل مثله في السابق في مناطق صغيرة ووارد في اي لحظة، فهذا الانسحاب لا معاني سياسية له ولا يرتّب اي نتائج". موقف اسرائىلي وفي المقابل، اعلن قائد وحدة الارتباط الاسرائيلي ايريز ريشتاين امس "ان الجيش الاسرائىلي باقٍ ألف سنة في المنطقة الحدودية المحتلة ما دامت هناك ضرورة لذلك. وقال: "ان اي تغيير على صعيد وجود الجيش الاسرائيلي في الشريط الحدودي لن يحصل في المدى المنظور ما دامت السياسة في الشرق الاوسط لن تتغير". وأضاف: "ان اي انسحاب لن يتم قبل تفكيك البنية التحتية لحزب الله وضمان حقوق سكان المنطقة المحتلة". ورأى، بعد زيارة لبلدة القليعة الجنوبية داخل الشريط المحتل، "ان الدولة اللبنانية تضغط على السكان في الشريط من اجل التعاون مع اجهزتها الأمنية". وقلّل من قدرتها على بسط سيطرتها على المنطقة بعد انسحاب اسرائيل منها، محذراً "السكان من التعاون مع الدولة اللبنانية". موقف اميركي في غضون ذلك، قال رئيس لجنة مراقبة وقف النار المنبثقة من "تفاهم نيسان" ابريل الاميركي جوزف سوليفان: "ان درجة التعرض للمدنيين خفّت اكثر فأكثر في الاشهر الاخيرة"، مؤكداً "متابعة الجهد لحماية المدنيين ضمن الدرجة التي يتفق عليها الاطراف جميعاً". كلام سوليفان جاء بعد لقائه رئىس المجلس النيابي نبيه بري في ساحة النجمة برفقة السفير الاميركي في لبنان ريتشارد جونز الذي اوضح "ان البحث تناول في شكل مقتضب زيارة كوفي أنان للمنطقة والمواضيع العامة المتعلقة بالقرار الرقم 425 من دون البحث في اي شيء جديد". الوضع الميداني وفي الوضع الميداني شنّت طائرات حربية اسرائيلية صباح امس غارة على مزرعة عقماتا في اقليم التفاح ثم نفّذت ظهراً اربع غارات بين عقماتا وسجد، ولم يفد عن وقوع اصابات، فيما قال ناطق عسكري اسرائىلي: "ان الطائرات اصابت اهدافها وعادت الى قواعدها سالمة". وأعقب ذلك تحليق كثيف وغارات وهمية فوق اقليم التفاح. وكانت قوات الاحتلال قصفت بلدات قبريخا وفرون وتولين في القطاع الأوسط. ونفّذت "المقاومة الاسلامية"، الجناح العسكري لپ"حزب الله"، "سلسلة هجمات" و"استهدفت موقع بئر كلاب وسجد في اقليم التفاح وظهراً موقع زمريا في البقاع الغربي، وفجّرت عبوة ناسفة بدورية لجيش لبنان الجنوبي الموالي لإسرائيل على طريق أنان واستهدفت صباحاً موقعاً اسرائيلياً في تومات نيحا وتجمعاً آخر في القطاع الأوسط، ونفّذت بعد الظهر هجوماً على القوات الاسرائىلية عند مثلث القصير بالاسلحة الرشاشة والصاروخية، وعملية على موقع الدبشة الاسرائىلي في اقليم التفاح بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية".