أكد وزير خارجية لبنان فارس بويز عقب اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ان "الرجل لا يحمل طرحاً" في موضوع القرار الدولي الرقم 425 فيما ارجأت اسرائيل اسبوعين اعلان موقف من الانسحاب في انتظار زيارة يقوم بها وزير دفاعها اسحق موردخاي لواشنطن الاسبوع المقبل لاقناعها بخطته للانسحاب من جنوبلبنان حيث جرح امس ستة جنود اسرائيليين بشظايا قذيفة اطلقها "حزب الله". وفيما لاحظ الامين العام للمنظمة الدولية حصول "امور على الارض" منذ 20 عاماً تطرح اسئلة عن كيفية تطبيق الپ425، نقل بويز عن انان الذي وصل امس الى بيروت من القاهرة في زيارة تستمر الى اليوم: "جئت كمستمع ومستكشف لأكوّن افكاراً". وأوضح ل "الحياة" ان الأمين العام "لم يحمل اي رسالة حتى كساعي بريد"، و"لم يسأل عن الجيش وقدراته" في حال تنفيذ إسرائيل القرار الرقم 425 القاضي بانسحابها من جنوبلبنان. راجع ص 2 و3 وفي الوقت الذي استمر التجاذب الداخلي في شأن اقرار مشروع الزواج المدني الذي اعلن اجتماع اسلامي في دار الفتوى رفضه رفضاً قاطعاً، أكدت مصادر قريبة من الأمين العام ان أنان "لا يريد ان يُستخدَم لتحويل الأنظار عن افتقاد التقدم على المسار الأساسي أي المسار الفلسطيني - الإسرائيلي" من خلال مناورات في شأن القرار 425. وقالت ان أي دور لأنان في موضوع ال425 "بات مستبعداً في هذه المرحلة" نظراً الى ان الطروحات الإسرائيلية في شأن تنفيذ القرار تعكس "انقساماً" في الصفوف الإسرائيلية. وذكرت المصادر ان الأمين العام "يدرك أيضاً المواقف اللبنانية والإسرائيلية". وأضافت انه "منفتح الذهن، إنما بالغ الحذر" حيالها. وزادت "لن يُدفَع أو يُهَرْوَل في أي شأن" خصوصاً ان هناك "مجالات قد يمكن الأممالمتحدة لعب دور فيها عندما تتوافر الظروف الملائمة وإذا رغبت الأطراف المعنية في ذلك". ووصف أنان في تصريحاته، المحادثات مع بويز بأنها كانت "صريحة ومفيدة"، وأكد بدوره ان هدف زيارته الاقليمية هو "لأصغي" الى حكومات المنطقة "ولأتعلم وأستخلص معها ولأشجعها على السير قدماً في عملية السلام". وتمنى ان "تثمر الجهود التي تقوم بها الولاياتالمتحدة" باعتبارها "الوسيط" الذي يجب ان ندعمه ليقوم بعمله. فإذا كثُر الطباخون تفسد الطبخة". وقال ان المحادثات تطرقت الى القرار 425 و"نحن بحثنا فيه وفي طريقة تطبيقه. والسؤال: ما هي مراحل تطبيقه؟". لأن الكثير حصل في السنوات العشرين المنصرمة. هناك أمور وقعت على الأرض. فكيف ستؤثر في تطبيق القرار؟ وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها؟ ومن سيتخذها؟ هذه مسائل مطروحة ويجب النظر فيها جدياً". وبحسب بويز، لم يطرح الأمين العام هذه التساؤلات أثناء المحادثات. وأضاف "نحن قلنا أننا نطالبكم بتنفيذ القرار 425 وفقاً لنصه ولما ورد في تقرير الأمين العام والقرار 426". وأشار الى الفقرة الثامنة من القرار 426 التي وضعت "ترتيبات مرتبطة بالإنسحاب وفقاً للقرار 425 تتم مع كل من لبنان وإسرائيل... ترتيبات تضعها القوات الدولية بين لبنان وإسرائيل... ترتيبات لوجستية لتأمين الإنسحاب تقوم بها الأممالمتحدة مع إسرائيل من دون تفاوض معنا". وفي إشارة الى ما ذُكر في الصحافة عن رسالة الى الأمين العام السابق خافيير بيريز دو كويار يحمل كوفي أنان فحواها معه، أكد بويز ان الأمين العام لم يتطرق على الإطلاق الى نص تلك الرسالة وروحها. وتضمنت تلك الرسالة حصيلة مشاورات مع لبنان وسورية وإسرائيل في شأن القرار 425، وعلى أساسها أجريت محادثات عسكرية لبنانية - إسرائيلية في الناقورة على مدى 14 جولة عامي 1984 و1985 لم تسفر عن نتيجة. وأكد الوزير اللبناني ان "لا استعداد لدينا لتكرار مفاوضات الناقورة" و"لن نُجَّر الى اتفاق 17 أيار مايو آخر" الذي يتضمن ترتيبات أمنية مرفوضة. وكان أنان وصل الى بيروت ظهراً. وفور خروجه من المطار خرقت أمهات المعتقلين في السجون الإسرائيلية الطوق الرسمي للإستقبال لمناشدته التدخل لإطلاق أولادهن من معتقل الخيام منذ 1985 "من دون تهم أو محاكمات حيث لا يُسمَح لنا ولا للجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارتهم". ووعد الأمين العام "ببذل الجهود للضغط على إسرائيل من أجل السماح للصليب الأحمر بدخول المعتقلات". وقال "سنناضل من أجل حقوق الإنسان ومن أجل كل واحد منكم". وأجرى أنان محادثات رسمية مع كل من وزير الخارجية ظهراً، ثم مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري فرئيس الحكومة رفيق الحريري مساء. ودشّن الأمين العام مقر اللجنة الإقتصادية - الإجتماعية لغرب آسيا أسكوا، فأعلن "أنا بيروتي". ولم يفوّت بويز الفرصة حتى أمام الضيف الدولي فتطرق الى موضوع "الزواج المدني" في خطابه أثناء الإحتفال. على هذا الصعيد، أفاد مراسلو "الحياة" في بيروت ان ردود الفعل المرحبة او المضادة في شأن إقرار هذا المشروع في مجلس الوزراء تواصلت أمس، مع غلبة تحرك المعارضين وأبرزهم لقاء دار الفتوى بين مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام محمد مهدي شمس الدين في حضور نائبه المفتي الجعفري الشيخ عبدالأمير قبلان، الذي انتهى الى بيان برفض المشروع "لمساسه بجوهر عقيدة المسلمين وإيمانهم الديني". وفي القدسالمحتلة، ارجأ المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر اعلان موقف من الانسحاب من لبنان اسبوعين، بسبب انشغال وزيري الدفاع والبنى التحتية اسحق موردخاي وارييل شارون، عضوي المجلس، في سفرات خارج البلاد. وعقد المجلس المصغر الذي يعنى بالمسائل الأمنية، اجتماعاً استغرق ثلاث ساعات، ناقش خلاله خطتين للانسحاب، قدم الأولى موردخاي والأخرى شارون. ونقلت مصادر إسرائيلية عن مسؤولين شاركوا في الجلسة أن غالبية المجتمعين، بمن فيهم رئيس الحكومة، يؤيدون خطة المؤسسة العسكرية للانسحاب التي وضعها موردخاي الذي سيتوجه إلى واشنطن الأسبوع المقبل في مسعى لاقناع الولاياتالمتحدة بدعم خطة الانسحاب. وتشترط خطة موردخاي التوصل إلى تفاهم مع لبنان عن طريق فرنسا لضمان "أمن إسرائيل"، فيما يقترح شارون انسحاباً محدوداً أحادي الجانب ينفذ على مراحل ويمنح الدولة العبرية "حق الرد بقسوة" على أي هجوم من "حزب الله" بعد الانسحاب. وقال منسق الشؤون الإسرائيلية في لبنان أوري لوبراني الذي حضر الجلسة في تصريح للاذاعة الإسرائيلية: "من الصعب الانسحاب من لبنان من دون التوصل إلى تسويات ومداولات هي جزء لا يتجزأ من القرار 425". وأعرب عن اعتقاده ان الانسحاب من جانب واحد كما يطرحه شارون ما هو إلا "صيغة للعودة إلى لبنان بعد زمن قصير جداً"، مضيفاً انه "من دون ضمانات بأن الارهاب لن يلاحقنا، علينا أن نبقي الوضع على ما هو الآن مع كل الألم الذي يسببه لنا. ولن نخرج من الجنوباللبناني طالما لن يكون من الواضح من سيواجه حزب الله وقدراته العسكرية حسبما نريد". وأبدى لوبراني، الذي يدعم بصورة مطلقة خطة موردخاي للانسحاب، ثقته بقدرة الجيش اللبناني على ضمان الأمن والهدوء في المناطق التي ستنسحب منها إسرائيل. ورفض لوبراني نفي أو تأكيد ما أوردته الصحف الإسرائيلية أمس عن رسالة سورية إلى الإسرائيليين، عبر طرف ثالث، تؤكد أنها "لن تعرقل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب". وقال: "لم اسمع بهذه الرسالة واعتقد بأن عدم منع سورية للجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب لا يعتبر جواباً لما تطالب به إسرائيل".