أجرى العاهل المغربي الملك الحسن الثاني محادثات امس مع وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى الذي يزور المغرب بهدف حشد التأييد لمبادرة عربية - فرنسية ترمي الى تقديم مشروع الى مجلس الأمن في شأن السماح للمفتشين الدوليين بزيارة عدد من المواقع الرئاسية في العراق. ومن المقرر ان يتوجه موسى الى باريس في وقت لاحق لمواصلة المشاورات في الاقتراح. وكان صرح لدى وصوله الى المغرب بأن الموقف المصري والعربي يتمثل في "محاولة العمل بكل الوسائل لإنجاح الخيار الديبلوماسي والتوصل الى حل منصف ومقبول للأطراف المختلفة". ورأى ان الموقف الأوروبي يركز على دعم الجهود الديبلوماسية "ومنحها الأولوية والاستمرار والوقت اللازم لإنجاحها". وصرح موسى أيضاً الى وكالة المغرب العربي في القاهرة بأن "الكل يتساءل لماذا الخيار العسكري الآن، خصوصاً في ضوء العقبات الكبيرة التي تواجهها مسيرة السلام بسبب تحدي السياسة الاسرائيلية قرارات مجلس الأمن، الذي هو نفسه أصدر القرارات الخاصة بالعراق والتي يراد تطبيقها"؟ ورأى ان هناك "إزدواجية في التعامل، مما يثير مشاعر الرأي العام العربي وهو وضع غير مقبول لأي عملية متوازنة ومنصفة". ان الخيار العسكري لحل الأزمة العراقية لا يصلح لأن يكون على الأقل الخيار الأول، بل لا يصلح لأن ان يكون خياراً على الإطلاق. وأضاف: "يتضح من المحادثات التي أجرتها مصر مع الادارة الاميركية ان واشنطن تريد ايضاً ان تعطي للجهود الديبلوماسية فرصتها". واعرب عن اعتقاده بأن هذا الموقف "أمر لا بأس به، ونرجو ان ينتهي الى عدم استخدام الخيار العسكري وان تسفر الجهود الديبلوماسية عن نتائج مثمرة". وأشار موسى الى ان "هناك استجابة عراقية لبعض المبادرات القائمة وآخرها ما أعلن في شأن احتمالات فتح القصور الرئاسية الثمانية محل الخلاف أمام التفتيش". واعتبر ان التحرك العراقي في هذا المجال "لا بأس به، خصوصاً ان بغداد كانت ترفض هذا التفتيش". الى ذلك ذكرت مصادر مطلعة ان محادثات موسى في الرباط تطرقت الى تطورات أزمة السلام في الشرق الأوسط، وآفاق العلاقات المغربية - المصرية، اذ من المقرر ان يزور العاهل المغربي القاهرة في وقت لاحق من الشهر الجاري. وكان الحسن الثاني أرجأ زيارة كانت مقررة قبل نهاية العام الماضي.