باريس - رنده تقي الدين كررت أمس باريس رغبتها في مواصلة الجهود من أجل تسوية ديبلوماسية للأزمة بين العراقوالأممالمتحدة فيما بحث وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ونظيره المصري عمرو موسى، الذي وصل أمس الى فرنسا من المغرب، في تفاصيل المساعي في هذا الاتجاه. وصرّح فيدرين عقب اللقاء: "أن فرنسا ماضية في استخدام كافة الإمكانات للتوصل الى تسوية سياسية وديبلوماسية للأزمة"، وأن محادثاته مع موسى "تخللها تقويم للوضع أظهر وجود تطابق تام في وجهات النظر"، وانهما "قررا عدم العدول عن الجهود بل على العكس مواصلتها". وذكر أن محادثاته مع موسى تناولت اضافة الى الأزمة العراقية، التدهور القائم على صعيد مسيرة السلام، ونهج برشلونة المجمّد نتيجة جمود السلام في الشرق الاوسط. وصرّح موسى من جهته أن لقاءه وفيدرين ينطوي على أهمية كبيرة في الظرف الحالي، وأن الطرفين متفقان على خطورة الموقف في العراق وعلى ضرورة التحرك، مشيرا الى تقدم على صعيد الموقف العراقي بالنسبة الى عمل المفتشين الدوليين عن أسلحة الدمار الشامل العراقية. وبالنسبة لعملية السلام، قال موسى أنه هنا ايضا اتفق الجانبان على خطورة الموقف وخطورة الشلل القائم على صعيد مسيرة السلام، وأنه لا بدّ من العمل المشترك للتعامل مع الموقف الخطير. وتابع انه وفيدرين قررا البقاء على اتصال مستمر في ما يتعلق بالمواضيع الثلاثة التي تم بحثها أي العراق والشرق الاوسط وبرشلونة. وأكد ردا على سؤال أن الموقف العربي من الازمة العراقية "يستند الى التقدم والوساطة في اطار التفاهم العربي - الفرنسي - الروسي وأن الكل يعمل على أساس التحرّك نحو صيغة مقبولة لتنفيذ قرارات الأممالمتحدة واحترام سيادة العراق في اطار صيغة مريحة بما يتيح تفادي العملية العسكرية". وعما تردّد عن إمكان تغيير رئيس اللجنة الدولية المكلفة ازالة الأسلحة العراقيةالمتحدة بتلر، قال موسى: "أن مثل هذا الامر ليس عائدا لمصر، فإذا كان هناك من يريد تغييره من الأطراف المعنية بالازمة القائمة مثل العراق، فإن هذا لا يعني ان بتلر لم يكن موفقا في الكثير من تصرفاته، وأن الجانب المصري أكدّ بصراحة انه تصرّف تصرفا سليما خصوصا في اطار الازمة الحالية". وكان الموفد الفرنسي الى بغداد برتران دوفورك اطلع أمس الرئيس جاك شيراك على نتائج مهمته واتصالاته مع الرئيس صدام حسين والمسؤولين الذين التقاهم في كل من سورية والقاهرة والسعودية والكويت. وذكرت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو - سوكريه ان دوفورك أستُقبِل في بغداد وفي العواصم الاخرى التي زارها بطريقة ممتازة وانه أعاد التذكير على أعلى المستويات بموقف فرنسا من الازمة مع العراق. وقالت أن الافكار والاقتراحات الملموسة التي عرضها دوفورك لتسوية ازمة تفتيش المواقع الرئاسية اعتبرت بأنها مثيرة للاهتمام ، وأن فرنسا تواصل التشاور على اعلى مستوى مع شركائها في مجلس الامن وخصوصا روسيا والولايات المتحدة ومع شركائها الاوروبيين وكذلك مع دول المنطقة. وعن الرد العراقي على الاقتراحات التي نقلها دوفورك قالت الناطقة انه أظهر استعدادا للقيام بخطوة الى أمام، لكن هذه الخطوة لا تزال غير كافية والتشاور مستمر للتوصل الى صيغة تحفظ دور اللجنة الدولية مثلما هو منصوص عليه في قرارات مجلس الامن، وتحفظ كرامة العراق. ورأت ان هناك أملا للتوصل الى حل وتجب مواصلة العمل على ذلك.