وصل المتهمان الصربيان ميلان سيميتش وميروسلاف تاديتش الى لاهاي حيث مقر المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في مناطق يوغوسلافيا السابقة. وترافق ذلك مع اشادة المسؤولين الدوليين بإقدام هذين المتهمين على تسليم نفسيهما طوعاً الى العدالة وحضوا المطلوبين الآخرين على الاقتداء بهما. ونقلت اذاعة بلغراد أمس الاحد عن مصادر في لاهاي انها "تتوقع ان يمثل المتهمان الصربيان أمام المحاكمة خلال الاسبوع الحالي بإبلاغهما بالتهم الموجهة اليهما وسؤالهما عن موقفهما من الجرائم المنسوبة اليهما. وكان المتهمان سيمتيش وتاديتش سلما نفسيهما الى أحد مراكز شرطة صربة البوسنة مساء أول من أمس السبت الذي قام بدوره بتسليمهما الى وحدة تابعة لقوات حلف شمال الاطلسي بحضور ممثل عن السفارة الاميركية في ساراييفو حيث تم نقلهما الى قاعدة للقوات الدولية في منطقة توزلا ومن ثم الى لاهاي. وعرض تلفزيون ساراييفو أمس صوراً للمتهمين وهما في حراسة القوات الدولية اذ أعلنا "أنهما قررا المثول أمام المحكمة انطلاقاً من ثقتهما ببراءتهما ورغبتهما في اثبات ذلك امام العدالة لحسم قضيتهما والعيش بحرية". وأكد المتهمان ثقتهما بالمدعية العامة لمحكمة لاهاي لويزا اربور التي وصفاها بأنها "المواطنة التي تنتمي الى دولة كندا ذات الديموقراطية العريقة" وهو ما اعتبره المراقبون دليلاً على ارتباط هذه الخطوة الصربية الأولى من نوعها بالمحادثات التي اجرتها اربور الاسبوع الماضي مع المسؤولين الصرب في البوسنة وصربيا والاتفاقات التي تم التوصل اليها بين الطرفين. وكانت اربور ذكرت في أحد تصريحاتها بوسانسكي شاماتس المدينة التي حدثت فيها الجرائم المنسوبة الى المتهمين اللذين سلما نفسيهما. وأشارت صحيفة "بليتس" المستقلة الصادرة في بلغراد الى ان اربور وعدت بپ"توجيه تهم ضد الذين ارتكبوا جرائم بحق الصرب ومعاقبتهم بأحكام صارمة". وكان ميلان سيميتش أثناء الحرب، محافظاً لمدينة بوسانسكي شاماتس في حين كان ميروسلاف تاديتش رئيساً لشؤون تبادل الأسرى والمدنيين فيها ويوجد اضافة اليهما ثلاثة متهمون آخرون بجرائم الحرب التي حدثت في هذه المدينة وهم: بلاغوي سيميتش وسيمو زارميتش وكانا من كبار العسكريين الصرب في المدينة اثناء الحرب وسلوبودان ميلكوفيتش وهو من صربيا تطوع خلال الحرب في جيش صرب البوسنة. وأشاد الأمين العام لحلف شمال الاطلسي خافيير سولانا بما قام به المواطنان الصربيان ودعا الى ان "يكونا قدوة للمتهمين الآخرين الهاربين للمثول أمام العدالة والتخلص من الملاحقة الدولية لهم وتفادي إلقاء القبض عليهم من قبل القوات الدولية وإرغامهم على الخضوع لطلب محكمة لاهاي".