ينهي رئيس الإدعاء العام لمحكمة لاهاي سيرج براميرتز اليوم، زيارته للبوسنة التي استغرقت ثلاثة أيام وبحث خلالها مع المسؤولين البوسنيين في قضايا المتهمين بارتكاب جرائم حرب. وينتقل براميرتز إلى كوسوفو وصربيا لاستكمال جولة بلقانية. وأفاد براميرتز في تصريحات في ساراييفو ، بأنه «يجب عدم الافساح في المجال في كل المنطقة امام اختباء المتهمين بارتكاب جرائم حرب، خصوصاً ( القائد العسكري السابق لصرب البوسنة ) راتكو ملاديتش و (الزعيم السابق لصرب كرواتيا ) غوران خاجيتش». ودعا السلطات البوسنية إلى مزيد من التعاون مع المحكمة الدولية و «ملاحقة الشبكات التي تساعد المتهمين بارتكاب جرائم حرب على مواصلة الفرار». وتأتي محادثات براميرتز مع المسؤولين البوسنيين، في وقت تتزايد التكهنات بانتقال ملاديتش وخاجيتش إلى المناطق الجبلية الصربية في شرق البوسنة ، وذلك بعد الاجراءات الواسعة التي اتخذتها السلطات الصربية لاعتقالهما. من جهة أخرى، أجرى المنسق الدولي لعملية السلام البوسنية فالينتين إينسكو محادثات في بلغراد أمس مع الرئيس الصربي بوريس تاديتش ورئيس حكومته ميركو سفيتكوفيتش، هي الأولى من نوعها منذ تسلمه مهام منصبه أواخر آذار (مارس) الماضي. ونقل تلفزيون بلغراد عن اينسكو، أن محادثاته « تركزت على قضايا منطقة البلقان وخصوصاً الأوضاع في البوسنة، وتعاون الحكومة الصربية من أجل استقرار المنطقة باعتبارها تمثل ركناً رئيسياً فيها». في الوقت ذاته، اعلن مسؤولون في ساراييفو ان الشرطة البوسنية اعتقلت مطلع الاسبوع، مقاتلين عربيين سابقين ونقلتهما الى مركز للهجرة في ساراييفو وهي الخطوة الاولى قبل ترحيلهما. وجاء في بيان للشرطة ان هذين «المواطنين الاجنبيين» اعتقلا في مدينة زينيتسا وسط البوسنة لدخولهما في شكل غير شرعي الى البلاد، ولكنها لم تكشف عن هويتهما. ومع ذلك، قال احد المحامين ان احدهما هو موكله موضحاً ان اسمه ايمن عوض وهو سوري الجنسية و جاء الى البوسنة خلال الحرب (1992-1995) للقتال في صفوف القوات البوسنية في وحدة المجاهدين. واوضح المحامي عثمان موللوفيتش ان الثاني يدعى عبدالله بعورة وهو عراقي. وكانت السلطات البوسنية سحبت العام الماضي جنسية ايمن عوض المتزوج من بوسنية وله منها ثلاثة اولاد. واستأنف عوض هذا القرار امام محكمة البوسنة والهرسك، كما اعلن محاميه. وقال مسؤول بوسني كبير ان الشرطة تبحث عن اثنين آخرين من الأجانب. واوضح دراغان ميكتيتش ان «هؤلاء الاشخاص الذين سحبت منهم الجنسية البونسية يشكلون تهديداً للأمن القومي». وفي اطار الحرب على الارهاب بعد هجمات 11 ايلول (سبتبمر) 2001، طلبت واشنطن من ساراييفو سحب الجنسية البوسنية من بعض المتطوعين المسلمين الذي بقوا في البلاد.