تدخلت وزارة الخارجية الأميركية بسرعة لوقف "اتصالات سرية" افتضح أمرها بين الزعيم السابق لصرب البوسنة رادوفان كاراجيتش المتهم بجرائم حرب وكودي شيرار صهر ستروب تالبوت المساعد في وزارة الخارجية الأميركية. وحسب معلومات نقلتها صحيفة "بليتس" الصربية المستقلة الصادرة في بلغراد فإن هذه الاتصالات جرت بين دوشتان خايدوكوفيتش المبعوث من كاراجيتش وبين شيرار المتزوج من شقيقة تالبوت الذي يدير معهداً أميركياً للوساطة وحل النزاعات الدولية. وتوجت الاتصالات بلقاء بين الاثنين في فندق بمدينة نيس الفرنسية. وأفيد ان المحادثات تناولت "شروط استسلام كاراجيتش للجهات الدولية ومثوله أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي". ونقلت الصحيفة عن خايدوكوفيتش انه أبلغ شيرار ان كاراجيتش "يرفض الذهاب الى لاهاي لكنه لا يمانع بمحاكمته في الجمهورية الصربية البوسنية في أي اتهامات منسوبة إليه". ونفت ادارة الرئيس بيل كلينتون ان تكون لها علاقة بما أقدم عليه شيرار من مفاوضات مع خايدوكوفيتش، على رغم ان وزارة الخارجية الأميركية اكدت حصول الاجتماع الذي قالت انه "استهدف على ما يبدو اقناع كاراجيتش بتسليم نفسه الى محكمة لاهاي". ونأى تالبوت بنفسه عن هذه القضية إثر تسرب معلومات بأن موفد كاراجيتش "تمكن من اقناع شيرار بتأييد المطلب الصربي بتقسيم البوسنة الذي يتعارض مع اتفاق دايتون للسلام". وذكرت مصادر أميركية ان ديفيد بوسي العضو الجمهوري السابق في الكونغرس نشر على شبكة انترنت معلومات عن لقاء شيرار مع المبعوث الصربي. وكانت معلومات سابقة توفرت حول اقتراح اميركي بالكف عن ملاحقة كاراجيتش في حال مغادرته الأراضي البوسنية. ودأبت رئيسة صرب البوسنة السابقة بيليانا بلافيتش على التأكيد ان "صديقتها" وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت طلبت منها القيام بالمهمة لكنها "اخفقت في اقناع كاراجيتش الذي نهرها ورفض الاستجابة". يذكر ان اولبرايت تدخلت مرات عدة لدى محكمة لاهاي وقوات الحلف الأطلسي للافراج عن معتقلين من صرب البوسنة والكف عن ملاحقة آخرين. وأفادت مصادر اعلامية في بلغراد ان كلا من كاراجيتش وقائده العسكري الجنرال راتكو ملاديتش المتهمين بارتكاب جرائم حرب، غادرا البوسنة بتواطؤ من قوات الحلف الأطلسي.