في ساحة الجندي المجهول قبالة المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، اقيمت امس خيمة اعتصام كبيرة ايذاناً بتصعيد الاضراب الذي بدأه نحو ألفين من المعتقلين السياسيين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. وأعلن المئات من أهالي المعتقلين وشخصيات وطنية وممثلون عن فعاليات نقابية وسياسية إضراباً عن الطعام تضامناً مع قضية الأسرى الفلسطينيين التي تحولت الى قضية جماهيرية. وقال هشام عبدالرازق مسؤول ملف الأسرى في السلطة الوطنية الفلسطينية الذي انضم الى المعتصمين في الاضراب عن الطعام، ان الإضراب سيستمر حتى اطلاق الأسرى. وأضاف: "نريد ان نوجه رسالة الى المجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي والأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، لحضهم على العمل من أجل اطلاق الأسرى من السجون الاسرائيلية"، مشيراً الى ان الرئيس ياسر عرفات بعث برسالة الى الرئيس بيل كلينتون طالبه فيها بالتدخل من أجل حل قضية الأسرى. وقال عبدالرازق: "لا يمكن ان نبني السلام وأسرانا يقبعون في السجون"، معلناً ان "أكثر من ألفين من المعتقلين في السجون الاسرائيلية بدأوا فعلاً اليوم الاحد إضراباً مفتوحاً عن الطعام تعبيراً عن رفضهم استمرار اعتقالهم بعد مضي خمس سنوات على توقيع اتفاقات السلام". وفي القدس وطولكرم وبيت لحم ومعظم مدن الضفة الغربية، اقيمت مخيمات اعتصام مماثلة، وأعلن عن القيام بفعاليات جماهيرية تعبيراً عن التضامن مع الأسرى في إضرابهم المفتوح. ودعا نادي "الأسير" الفلسطيني الذي ينظم هذا التحرك الى مشاركة المواطنين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية اليوم الاثنين في مسيرات شعبية حاشدة تستمر خلال الأيام المقبلة. وقال في بيان ان "رفض رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو التعاطي مع قضية الأسرى، هو بمثابة اعلان حرب على الشعب الفلسطيني واستهتار بنضاله وكرامته الوطنية". وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي اعتبر أول من أمس نادي "الأسير" الفلسطيني في القدس منظمة محظورة، لكن رئيس النادي في القدس قدورة فارس أكد أن هذه الاقوال "تفضح حقيقة نيات حكومة اسرائيل، وهي لن تثني الفلسطينيين عن الاستمرار في فعالياتهم التضامنية مع الأسرى وصولاً الى اطلاقهم"، مؤكداً ان نادي "الأسير" في القدس "لا يستأذن من اسرائيل لكي يواصل نضاله". الى ذلك أ ف ب، رويترز دعا نائبان اسرائيليان احدهما من الغالبية والآخر من المعارضة، امس الى اطلاق معتقلين فلسطينيين حتى ولو شاركوا في عمليات دامية. وصرح النائب الليكودي جدعون عزرا للاذاعة الاسرائىلية: "ليس هناك ما يدعو الى ابقاء فلسطيني في السجن اعتقل منذ 20 عاما بحجة ان يديه ملطختان بالدم، فيما يمكن لكل معتقل يهودي من معتقلي الحق العام المحكومين بالسجن المؤبد بتهمة القتل، الخروج من السجن بعد 17 سنة على اقصى حد". ودعا جدعون، وهو مسؤول سابق في جهاز الامن الداخلي شين بيت، الى اطلاق معتقلي حركة "فتح" الموجودين في السجن منذ 20 عاماً وتتجاوز اعمارهم 45 سنة. الا انه اعلن معارضته اطلاق اسلاميين ينتمون الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس او "الجهاد الاسلامي" بحجة ان هاتين الحركتين لا تزالان تضعان قنابل. واعرب النائب اليساري المعارض ران كوهين، عن تأييده اطلاق معتقلين من "فتح" حبسوا قبل توقيع اتفاقات السلام منذ خمس سنوات. من جهة اخرى تجددت المواجهات بين متظاهرين فلسطينيين وجنود اسرائيليين في منطقة سلفيت شمال الضفة الغربية امس احتجاجا على مصادرة الاراضي والاستيطان .