أكدت مصادر قريبة من رئيس الوزراء الجزائري السابق سيد احمد غزالي لپ"الحياة" انه اتخذ قراراً مبدئياً بترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة في نيسان ابريل 1999. لكنها شددت على انه لم يعلن هذا الترشيح بعد. وأوضحت المصادر ان غزالي سيعلن موقفاً سياسياً خلال الأيام المقبلة، وانه قد يتبعه باعلان ترشيحه. وقالت ان قرار الترشيح يتوقف على معطيات كثيرة اهمها انه يريد ان يتأكد ان الانتخابات ستكون "منافسة حقيقية"، اي انها ستكون حرة وقانونية. واعتبرت المصادر ان اعلان بعض وسائل الاعلام عن ترشيح غزالي فيه "تسرّع" لأن المرشح المفترض لم يدل بأي تصريحات. وكانت صحيفة "الوطن" اشارت الى ترشيح غزالي، كما ان وكالة "فرانس برس" اعلنته امس بصيغة مؤكدة قائلة ان رئيس الحكومة السابق سيعلن ترشيحه خلال الأيام المقبلة في مؤتمر صحافي يعقده في العاصمة الجزائرية. ونسبت الى مصدر قريب من غزالي قوله انه "سيعلن برنامجاً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً متطوراً ومنفتحاً على كل الجبهات". ونقلت الوكالة تصريحاً لغزالي الى "الوطن" قال فيه: "اذا توفرت الشروط الموضوعية فستكون لي فرصة حقيقية للنجاح". لكن مصادر قريبة من غزالي اكدت انه لم يدل بتصريحات. وكان غزالي 61 عاماً تولى رئاسة الحكومة الجزائرية من حزيران يونيو 1991 حتى شباط فبراير 1992، وهي الفترة التي شهدت فوز الجبهة الاسلامية للانقاذ في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية في كانون الأول ديسمبر 1991، وكانت الجبهة تأمل بالحصول على الغالبية المطلقة في الدورة الثانية منها. لكن الانتخابات الغيت. وفي حال ترشح غزالي فانه سيتقدم كمرشح مستقل لينافس وزير الخارجية السابق عبدالعزيز بوتفليقة 61 عاماً ورئيس الحكومة السابق مولود حمروش والشيخ محفوظ نحناح رئيس حركة مجتمع السلم حماس سابقا. وكانت جبهة التحرير الوطني الحزب الوحيد سابقا اختارت في 16 كانون الأول ديسمبر الجاري بوتفليقة مرشحاً لها ثم اعلن حمروش تولى رئاسة الحكومة من ايلول/ سبتمبر 89 الى حزيران/ يونيو 91 انه سيترشح خلال الأيام المقبلة. يذكر ان هذه الانتخابات الرئاسية المبكرة تأتي بعدما فاجأ الرئيس اليمين زروال الجزائريين بقراره في 11 ايلول سبتمبر الماضي اختصار ولايته التي تمتد خمسة اعوام وكان يفترض ان تنتهي في تشرين الثاني نوفمبر 2000، ولم يرشح نفسه مجدداً.