بدأ الرئيس الجزائري اليمين زروال أمس مشاورات مع قادة الأحزاب الممثلة في مجلس الشعب البرلمان، فالتقى رئيس "حركة النهضة" الشيخ عبدالله جاب الله لمدة ساعة، وتشاور معه في المهمات التي ستوكل إلى "الحكومة الانتقالية" المتوقع أن يعلن عنها الشهر المقبل. وقال مصدر قريب من الشيخ جاب الله إن الرئيس زروال التقاه على انفراد، وأبلغه أن هناك مهمتين ستقوم بهما الحكومة الجديدة وهما: اجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة في نيسان ابريل 1999، والتحضير لمؤتمر الدول الافريقية الذي سينعقد في الجزائر بعد الانتخابات مباشرة. وأوضحت المصادر ل "الحياة" ان زروال أكد لجاب الله ان التعديلات في الحكومة المقبلة تمس الوزارات التي لها علاقة بسير الانتخابات الرئاسية، وان الوزراء الجدد سيكونون من الشخصيات المستقلة. وقال مصدر مطلع ل "الحياة" إن الرئاسة استقبلت كذلك السيدين مزيان الشريف سفير سابق وعبدالمالك السائح قنصل في تونس. وأوضح ان من غير المستبعد ان تمنح لهما حقيبتان وزاريتان الداخلية والعدل. وتتحدث أوساط نافذة أن سفير الجزائر السابق في الأردن السيد الهاشمي قدور سيكون من بين المرشحين لإحدى الحقائب الوزارية، إلى جانب السيد محمد العربي أمقران عضو مجلس الأمة، منشق عن التجمع من أجل الثقافة والديموقراطية. في غضون ذلك، وجهت رئاسة الجمهورية صباح أمس دعوة إلى فريق عمل قدمت الأحزاب اسماء أعضائه إلى الرئاسة، للاجتماع يوم 5 كانون الأول ديسمبر المقبل في مقر رئاسة الجمهورية في المرادية للشروع في التحضير لأرضية اللجنة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات الرئاسية. وينتظر ان تعلن الشهر المقبل مجموعة من الشخصيات الوطنية المرشحة للرئاسة رسمياً دخولها المنافسة، وذلك في الذكرى ال 19 لرحيل الرئيس هواري بومدين التي توافق 27 كانون الأول. وهذه الشخصيات الوطنية من الوجوه البارزة في عهد الرئيس الراحل بومدين، ومن بينها السيد عبدالسلام بلعيد وزير الطاقة في عهد بومدين ورئيس سابق للحكومة. وقد تشكلت بالفعل لجان لمساندة ترشحه ولايات عدة. كذلك يتوقع أن يعلن السيد مولود حمروش رئيس حكومة سابقاً، ترشيحه، إلى جانب الدكتور طالب الإبراهيمي وزير سابق للخارجية، والعقيد أحمد بن شريف قائد الدرك سابقاً في عهد الرئيس بومدين. ولا يُستبعد أيضاً ان يعلن وزير الخارجية السابق السيد عبدالعزيز بوتفليقة عن ترشحه بعد ظهور لجان لمساندته في غرب البلاد. وفي موازاة ذلك، بدا ان حزبي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي يعانيان خلافات على مستوى القيادة. إذ انقسمت اللجنة المركزية لجبهة التحرير إلى أربع كتل، كل واحدة منها تطالب بدعم مرشح معين للرئاسة. وهذه الكتل هي: كتلة مولود حمروش التي تطالب بدعم ترشحه، وكتلة أحمد طالب الإبراهيمي التي تطالب بدعم ترشحه، وكتلة عبدالعزيز بوتفليقة التي تطالب بدعم ترشحه، وكتلة تدعم ترشيح السيد بوعلام بن حمودة الأمين العام للحزب. وتضم اللجنة الأخيرة اعضاء في المكتب السياسي للحزب الحاكم سابقاً. وعلى مستوى التجمع الوطني الديموقراطي، فإن الخلافات أصبحت داخل الحزب وخارجه. إذ استقال منه مبارك خلفة ممثل أبناء المجاهدين، ومحمد الشريف عباس الأمين العام للمجاهدين، ومحمد بتشين ممثل التيار المعارض لترشيح رئيس الحكومة أحمد أويحيى. وتتردد أنباء عن "مفاوضات" تجري بين مؤيدي أويحيى ومؤيدي رئيس الحكومة السابق مقداد سيفي لإطاحة الطاهر بن بعيبش المحسوب على بتشين، وذلك بعدما تحول جزء كبير من منظمة أبناء الشهداء التي كان يرأسها الطاهر بن بعيبش إلى حزب آخر بقيادة موسى تواتي. وترى أوساط سياسية أن كانون الأول المقبل سيكون حافلاً، إذ سيسجل رحيل رئيس الحكومة أويحيى وتعيين خليفة له بالنيابة لمدة ستة أشهر، على أن يشمل التغيير الحكومي وزراء كانت لهم علاقة بالاشراف على الانتخابات التشريعية والبلدية سابقاً. ولا يستبعد، في غضون ذلك، ان تنظم "لجنة الحوار والمصالحة" بقيادة عبدالحميد مهري اجتماعاً شعبياً في النصف الثاني من الشهر المقبل