شلّت الأزمة الحزبية التي تعصف في اسرائيل قدرة الحكومة على اتخاذ قرار بشأن الأوضاع الأمنية المتدهورة في جنوبلبنان المحتل. وانفضت جلسة الحكومة الاسرائيلية، للمرة الثانية أمس، من دون أن يتوصل الوزراء ورؤساء الأجهزة العسكرية الى قرار لوضع حد لهجمات المقاومة اللبنانية على المستوطنات اليهودية شمال اسرائيل، بسبب انشغال نتانياهو بسلسلة من المشاورات والمفاوضات مع قادة حزب ليكود الذي يتزعمه لضمان ترشيحه مرة أخرى لرئاسة الوزراء في الانتخابات العامة المقبلة. وتقرر ارجاء مناقشة الوضع في الجنوباللبناني الى اليوم الاثنين كي يتمكن نتانياهو من التفرغ لاجتماع اللجنة المركزية لحزب ليكود مساء أمس الأحد، لتحديد موعد الانتخابات الداخلية على زعامة ليكود والقائمة الانتخابية للكنيست. والتقى نتانياهو على انفراد مع وزير دفاعه اسحق موردخاي، وقالت مصادر اسرائيلية انهما ناقشا آخر المستجدات "الأمنية والحزبية والسياسية" لكنها أشارت الى ان الرجلين فشلا في حل الخلافات بينهما. وأكد قريبون من موردخاي انه يفكر جدياً في الانسحاب من حزب ليكود والانضمام الى حزب وسط بعدما علم بالمؤامرات التي يحيكها نتانياهو ضده، لإضعاف موردخاي داخل الحزب مخافة ان يخوض الانتخابات الداخلية في الحزب ضده. وحقق نتانياهو نجاحاً أمس عندما تمكن من اقناع رئيس بلدية القدس الاسرائيلي وأحد قادة ليكود ايهود أولمرت بالتراجع عن نيته ترشيح نفسه لزعامة ليكود. وبرر أولمرت تراجعه بالقول ان "الظروف لم تنضج بعد"، وفي المقابل أعلن النائب عن حزب ليكود رئيس لجنة الأمن والخارجية في الكنيست عوزي لانداو، خلال مؤتمر صحافي عقده في تل أبيب، وقوفه ضد رئيس الوزراء وخوضه الانتخابات الداخلية في الحزب "لانقاذه من نتانياهو". واعترف لانداو بأن فرص نجاحه أمام نتانياهو "ضئيلة" لكنه دعا جميع أعضاء ليكود الى "التغيير والعودة الى الجذور" الداخلية لحركة حيروت اليمينية العمود الفقري للحزب. وفي انتظار الخروج المتوقع للمزيد من زعماء الحزب من صفوفه، وعلى رأسهم الوزير المستقيل بني بيغن والوزيرة ليمور ليفنات موقف وزير الخارجية ارييل شارون لم يتضح بعد لكنه لم يعلن دعمه لنتانياهو، يبقى لنتانياهو الأعضاء القريبون منه والمؤيدون لحكومته، لكن التركيبة المقبلة للحزب لن تكون من الأشكال شبيهة بالتركيبة الأصلية بعدما غادرها معظم المعروفين ب "الأمراء" ليعلنوا ترشيحهم لانتخابات رئاسة الحكومة، ومنهم دان ميريدور