توالت ردود الفعل في الكيان الإسرائيلي على قرار رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خوض الانتخابات المقبلة في قائمة موحدة بين حزبه "الليكود" وحزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة وزير خارجيته العنصري افيغدور ليبرمان. وتحدثت الاذاعة الاسرائيلية عن ما وصفته ب" تحفظ جزء من نشطاء الليكود من إعلان نتنياهو تشكيل التحالف مع ليبرمان لخوض الانتخابات المقبلة في 22 كانون الثاني/يناير المقبل. وحسب الاستطلاع الذي نشرته القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي ستحصل القائمة المشتركة لحزب الليكود بزعامة نتنياهو وحزب ليبرمان "اسرائيل بيتنا" على 33 مقعدا فقط. وهذه النتيجة تمثل تراجعا عن نتيجة استطلاع اجرته قناة "كنيست 99 " وتوقع حصولهما معا على 39 مقعدا قبل الاعلان عن تحالفهما غير المتوقع. وجاءت نتيجة الاستطلاع مغايرة لتوقعات نتنياهو الذي تصور انه بالاندماج مع منافسه القوي لحشد أصوات القوميين المتشددين سيحصل على "قوة تأييد قوية متجانسة" ليفوز بثالث فترة له كرئيس لوزراء اسرائيل. واشارت نتائج الاستطلاع ان أحزاب المعارضة المتراجعة بفضل أداء الاقتصاد الاسرائيلي المستقر وخيبة الأمل بشأن عملية السلام المتعثرة مع الفلسطينيين، الى انها ستكتسب دفعة من التوجه الأيديولوجي المحافظ لرئيس الوزراء نتنياهو صوب معسكر ليبرمان. وذكرت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس ان تحالف نتنياهو وليبرمان اثار استياء في حزبيهما. وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" ان "عددا كبيرا من وزراء ونواب وناشطي الليكود (حزب نتنياهو اليميني) يعتقدون ان هذا التحالف سيضر بحزبهم". واضافت ان "نصف وزراء الليكود يعارضون هذا القرار او يشككون فيه". ونقلت صحيفة "معاريف" من جهتها عن وزير في الليكود طلب عدم كشف هويته، انتقاده نتنياهو لانه وضع الحزب "في وضع مستحيل. لم يشاورنا (...) راهن على مستقبلنا وفقط ليتمكن من ضمان ولاية ثالثة في السلطة". ويأتي هذا الاستياء فيما يستعد 3700 عضو في مؤتمر الليكود للاجتماع اليوم الاثنين في تل ابيب لاقرار تحالف نتنياهو- ليبرمان. وذكرت "معاريف" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق ايهود أولمرت يفكر جديا الآن في إقامة حزب مركزي جديد لمواجهة تحالف نتنياهو- ليبرمان. وقدر مسئولون في حزب "كاديما"، اثر محادثات جرت بينهم وبين أولمرت نهاية الأسبوع الماضي أن فرص الأخير للتنافس في الانتخابات ارتفعت من جديد، في أعقاب الإعلان عن توحيد القائمة الانتخابية لحزبي "الليكود" و"إسرائيل بيتنا". وسئل نتنياهو إذا كان ليبرمان يستطيع أن يختار أي حقيبة من الحقائب الثلاث المهمة في الحكومة المقبلة، فأجاب "بنعم، يستطيع أن يختار حتى وزارة الدفاع إذا أراد ذلك ولكني فهمت منه أنه لا يزال يفضل وزارة الخارجية".