أعلن الحزب الوطني الديني مفدال إصراره على إطاحة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو وتقديم موعد الانتخابات البرلمانية في الدولة العبرية في ضوء التوقيع على اتفاق قمة واي بلانتيشن، فيما أعلن حزب العمل المعارض رفضه تشكيل "حكومة وحدة وطنية" مع حزب ليكود الحاكم. وقال رئيس حزب "مفدال" اليميني المتطرف اسحق ليفي الذي يشغل اعضاؤه تسعة مقاعد في الكنيست الاسرائيلية انه يؤيد تقديم موعد انتخابات الكنيست "بغض النظر عن العواقب التي يمكن ان تنجم عن هذا القرار" في تلميح الى امكانية وصول حزب العمل المعارض الى سدة الحكم. واجرى ليفي اتصالاً هاتفياً برئيس حزب العمل ايهود باراك للبحث في مسألة تبكير الانتخابات خلال اجتماع طارئ عقده الحزب امس لبحث موقف مفدال من الاتفاق. وفي الوقت ذاته أعلن رئيس لجنة القانون والدستور في الكنيست حنان بورات وهو من حزب "مفدال" ان اللجنة ستناقش اليوم الاثنين مشروع قانون تقديم الانتخابات الذي مرر بالقراءة الأولى قبل فترة وحاول الأخير تأجيل مناقشته أملاً بأن يحجم نتانياهو عن اعادة 13 في المئة من أراضي الفلسطينيين. وقال بورات في ختام الاجتماع ان حزبه سيصوت ضد الاتفاق عند عرضه امام الكنيست للتصويت مضيفاً انه يجري اتصالات مع حزب العمل في هذا الخصوص. وعلى رغم اعلان الاحزاب الاسرائيلية المعارضة عن توفير "شبكة أمان" لنتانياهو خلال التصويت في الكنيست على الاتفاق، إلا ان حزب العمل يرى انه لا مناص من اجراء انتخابات جديدة في غضون أربعة أشهر بعد ان بات من الواضح تفسخ ائتلاف حكومة نتانياهو. وقال النائب الاسرائيلي العمالي حاييم رامون ان الحكومة الاسرائيلية بتشكيلتها الحالية لن تستمر بعد التوصل الى اتفاق حول الانسحاب الاسرائيلي الثاني من الاراضي الفلسطينية. واكد في تصريحات صحافية انه يتوجب على رئيس حزب العمل باراك ورئيس الوزراء نتانياهو "أن يجلسا معاً لتحديد موعد اجراء الانتخابات المبكرة" التي من المرجح ان تجرى في شباط فبراير المقبل. وطالب حزب الطريق الثالث وسط حزب العمل المعارض تأجيل تقديم اقتراح بحل الكنيست لمدة ثلاثة اشهر حتى يتسنى لنتانياهو تنفيذ الاتفاق الذي سيحظى بتأييد ساحق في البرلمان الاسرائيلي. ورفض رئيس حزب العمل المعارض من جهته الدعوات لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقال باراك في تصريحات صحافية ان من يتحدث عن هذا الخيار من الحزبين ليكود والعمل "له مصالح شخصية". وأعلنت مصادر مقربة من العمل ان اتصالات بين حزبي "مفدال" و"تسومت" اليمينيين تجرى لدراسة "امكانية العمل المشترك". وشرع رئيس ما يسمى "جبهة أرض اسرائيل" النائب ميخائيل كلاينر بإجراء اتصالات مكثفة لتشكيل حزب يميني ثالث يضم النواب الاسرائيليين الرافضين لسياسة نتانياهو والاتفاق الذي توصل اليه مع الفلسطينيين والاميركيين. وتسلم زعماء المستوطنين اليهود في الضفة الفلسطينية المحتلة نسخة من اتفاق واي بلانتيشن وعقدوا بدورهم اجتماعاً طارئاً لبحث الإجراءات التي سيتخذونها لمنع تنفيذ الاتفاق، بالاضافة الى اغلاق الطرق الرئيسية التي تصل بين المدن الفلسطينية والتي بلغ عددها امس 20 طريقاً. ووصف النائب بني بيغن ليكود الاتفاق الذي وقعه رئيس حزبه نتانياهو بأنه خيانة داعياً الى اطاحة نتانياهو. وأوصى جهاز المخابرات الداخلية الاسرائيلية شين بيت بتشديد الحراسة الأمنية على نتانياهو وثلاثة من وزرائه الذين شاركوا في مفاوضات واي بلانتيشن التي أفضت الى الاتفاق بعد ورود أنباء حول نية تنظيم ارهابي اسرائيلي تصفية شخصيات سياسية اسرائيلية. وقالت صحيفة "معاريف" الاسرائيلية ان المعنيين هم وزراء الخارجية والدفاع والتجارة والصناعية ارييل شارون واسحق موردخاي وناثان شارانسكي. وفي محاولة لامتصاص غضب الاسرائيليين المعارضين للاتفاق أعلن سكرتير الحكومة داني نافييه انه لن يتم تسليم الفلسطينيين أي جزء من الأراضي الفلسطينية قبل ثلاثة اسابيع لحين تنفيذ الالتزامات التي تعهدوا تنفيذها في الاتفاق. وقال نافييه ان عملية اعادة الانتشار ستتم على ثلاث مراحل "شرط ان يفوا الفلسطينيين بالتزاماتهم".