القدس المحتلة - أ ف ب - أثار اعلان وزير المال الاسرائيلي ياكوف نئمان استقالته من الحكومة وجمود عملية السلام بعد زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون اجواء في اسرائيل شبيهة بالاجواء التي تسبق الانتخابات. وقال موظف كبير في رئاسة مجلس الوزراء الاسرائيلي لوكالة "فرانس برس" طالباً عدم الكشف عن اسمه ان "رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو سيقرر بعد اسابيع قليلة ما اذا كان يريد اجراء انتخابات مبكرة". واوضح "في حال قرر هذه الانتخابات المبكرة، ستجرى مبدئيا بعد اربعة اشهر في موعد يحدد مع المعارضة العمالية". ويواجه ائتلاف بنيامين نتانياهو تهديدا يأخذ شكل تصويت على الثقة في البرلمان قد يجرى الاثنين المقبل اذ ان الاحزاب اليمينية المتطرفة تريد اطاحة الحكومة لمنع اعادة اراض الى الفلسطينيين. وقالت وزيرة الاتصالات ليمور ليفنات من تكتل ليكود بزعامة نتانياهو ان "الامور لا يمكن ان تستمر على هذا النحو ويجب اجراء انتخابات مبكرة". واعتبر زعيم حزب العمل ايهود باراك في تصريح اذاعي ان "منتصف حزيران يونيو موعد مناسب لأن الانتخابات ستجرى في هذه الحالة بعد اشهر قليلة على تطبيق اتفاق واي ريفر الذي اقره 75 نائباً من اصل 120 ووافق عليه اكثر من 80 في المئة من الاسرائيليين". ونفذت اسرائيل بموجب اتفاق واي ريفر انسحاباً اول الشهر الماضي من 2 في المئة من الضفة الغربية. وكان من المفترض ان تنفذ انسحاباً آخر من 5 في المئة من هذه المنطقة غداً الجمعة لكن نتانياهو ارجأه رغم الضغوط الاميركية، وتحجج ب "انتهاكات" الفلسطينيين لاتفاق واي للمحافظة على ائتلافه الحكومي الهش. ويخسر نتانياهو قريباً حليفاً جديداً بسبب استقالة وزير المال نئمان من منصبه. واعلن نبأ استقالة نئمان الناطق باسم وزارة المال موتي شيرف الذي قال ان نئمان ارسل استقالته بالفاكس وسلمت الى نتانياهو. وكان الناطق باسم رئيس الوزراء ديفيد بار ايلان اعلن قبل ذلك ان "نئمان اعرب عن رغبته بالاستقالة من منصبه". وفي غضون سنتين ونصف سنة، تخلى ثلاثة وزراء عن مناصبهم في حكومة نتانياهو هم بيني بيغن علوم ودان ميريدور مال وديفيد ليفي خارجية. واعربت ليفنات عن خشيتها من مواجهة صعوبة في اعتماد ميزانية العام 1999 بعد استقالة نئمان وحضت كلا من نتانياهو وباراك على تشكيل حكومة وحدة وطنية. واضافت ان حكومة كهذه "مستحسنة حتى الرابع من ايار مايو المقبل اقله" موعد انتهاء المرحلة الانتقالية للحكم الذاتي الفلسطيي الذي يستمر خمس سنوات، في تلميح الى المفاوضات المقررة حول الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية. واعتبر زعيم الغالبية في البرلمان مئير شتريت الذي يدعو ايضا الى الوحدة الوطنية ان "الحكومة ستكون بحكم المنتهية اذا لم تحقق اي تقدم في عملية السلام". واعتمد وزير الدفاع اسحق موردخاي الخط ذاته واعرب حسبما اوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" عن "استيائه الشديد من موقف نتانياهو المتشدد" والذي أدى الى عدم تطبيق اتفاق "واي" والى خلافات مع الولاياتالمتحدة. وفي دلالة على التوتر الداخلي في الحكومة، اعلن مكتب رئيس الوزراء انه يعتبر "الاشاعات الصادرة عن مصادر مجهولة في وزارة الدفاع خطرة جداً". واعتبرت الصحف الاسرائيلية ان نتانياهو محاصر تماما. ولخصت صحيفة "معاريف" الوضع بقولها "ان كل الخيارات المتوافرة لنتانياهو سيئة". وفي حال أطاح البرلمان الاسرائيلي بالحكومة يفترض ان يدعى الناخبون الاسرائيليون الى انتخابات في غضون ستين يوماً. وفي حال احتفظت الحكومة بثقة البرلمان سيبقى نتانياهو تحت تهديد محاولة جديدة لإطاحة حكومته