انتزع تلمسانالجزائري كأس الأندية العربية أبطال الدوري الرابعة عشرة في كرة القدم بتغلبه على الشباب السعودي 3-1 أول من أمس في جدة، وتسلم قائد الفريق علي دحلب الكأس من رئيس الاتحاد العربي الأمير فيصل بن فهد أمام نحو 10 ألاف مشجع. ونجح المدرب يونس أفتسان في تحقيق أول لقب للأندية الجزائرية على مستوى أبطال الدوري منذ 1982. وبدأ تلمسان اللقاء بتشكيلته المعتادة والمكونة من محمد مزاير للمرمى وخير الدين كريمي وجواد يادل وكمال هبري وسمير خربوش للدفاع ورشيد هاشمي وعبدالمجيد قندوسي وعلي دحلب ومحمد ابراهيمي للوسط والسنغالي عيسى أيدرة ومحمد جلطي للهجوم، بينما لعب الشباب بتشكيلة اختلفت تماماً عن تلك التي لعب بها مدربه البرازيلي فييرا في مباراته السابقة أمام الاتحاد السعودي، وأشرك المدرب راشد المقرن حارساً وصالح الداوود ومحمد الحمدان وصالح صديق وعبدالرحمن العصفور في الدفاع وفهد السبيعي وفؤاد أنور وسالم سرور في الوسط وعبدالله الشيحان والأنغولي اكوا في الهجوم . ولعب الفريقان بطريقه 4-4-2 مع اختلاف التطبيق اذ ألزم مدرب الفريق الجزائري لاعبيه بأدوار دفاعيه وأوعز الى لاعبي الوسط مساندة المدافعين بالدرجة الأولى ومن ثم أداء الأدوار الهجومية . ونجح تلمسان في السيطرة على وسط الميدان واغلاق المنافذ المؤدية الى مرماه، وفشل فؤاد أنور في ابطال مفعول السيطرة التلمسانية فظهر الارتباك عليه ولم يستطع أن يقدم نصف ما قدمه في المباراة الماضية ضد الاتحاد، ولم يكن مدرب الشباب فييرا في حاجة لأن ينبهه أحد لوجود ثغرات واضحة وتباعد بين مدافعيه فالتزم الصمت تاركاً مدافعيه يواجهون هجمات تلمسان من دون غطاء أو مساندة من لاعبي خط الوسط. وكان الشباب البادئ في الهجوم وحاول لاعبوه كثيراً الوصول الى مرمى الحارس مزاير إلا أن التنظيم الدفاعي لتلمسان حال دون ذلك، ونفذ فؤاد أنور تسديدة مباشرة اعتلت المرمى 14 ثم حاول الداوود فلعب الكرة في يد الحارس 23، وسدد السبيعي بقوة تصدى لها الحارس 29 تلاه الأنغولي أكوا بتسديدة أخرى مرت بجانب المرمى 31. ومع توالي المحاولات الشبابية كان علي دحلب يمول مهاجمي فريقه بكرات متقنة شكلت خطورة على مرمى راشد المقرن وكشفت أن هناك خللاً في دفاع الشباب. وتلاعب قندوسي ودحلب بدفاع الشباب ومرروا كرات متناقلة بدقة الى أيدرة وابراهيمي. وتمكن أيدرة من احراز الهدف الأول لتلمسان عندما تلاعب قندوسي وجلطي بمدافعي الشباب ومرر الأخير الكرة بين المدافعين الى أيدرة الذي تجاوز الحارس المقرن ووضعها في المرمى 33... واندفع لاعبو الشباب نحو مرمى تلمسان بغية ادراك التعادل فسدد سرور كرة قوية ارتدت من الحارس مزاير ولم يفلح أكوا في متابعتها 36، ثم سدد الشيحان كرة مرت بجانب القائم، وقابل لاعبو تلمسان هذه المحاولات بهدوء يسبق العاصفة، اذ انطلق ابراهيمي بكرة انفرادية مستغلاً تفكك دفاع الشباب ووضع الكرة في المرمى محرزاً الهدف الثاني لتلمسان 42. وأحبط هذا الهدف معنويات لاعبي الشباب وصعّب من مهمتهم، وحاول المدرب فييرا أن يغير من وضع فريقه فاستعان بالعويران والعتيبي والقنات بغية تفكيك التماسك الدفاعي لتلمسان... وزادت تلك التغييرات من خطورة الفريق الشبابي، فتوالت الهجمات وكاد الأنغولي أكوا يحرز هدفاً لكنه فشل في التعامل مع الكرة السهلة التي وصلته أمام المرمى 50 ثم سدد الداوود 53 والسبيعي 54 والعويران 55 ولكن مزاير كان لهم بالمرصاد، وأهدر اللاعب البديل سعود القنات فرصة ثمينة عندما فشل في استثمار الكرة الانفرادية التي سنحت له 61. ومع توالي المحاولات الجادة من الشباب كان ولوج هدف في مرمى الحارس مزاير مسألة وقت لا أكثر، وبالفعل نجح صالح الداوود في احراز هدف الشباب الوحيد من ضربة رأسية لم يفلح الحارس مزاير في التصدي لها 64 ، واستمر الشباب في محاولاته الهجومية بغية ادراك التعادل، واستبسل لاعبو تلمسان في الذود عن مرماهم فتراجعوا معتمدين على الهجمات المرتدة ، وكاد ابراهيمي يسجل من كرة مرتدة لولا براعة الحارس المقرن 75، ومع خطورة هجمات تلمسان المرتدة كان الشباب مجبراً على الهجوم مهما كلفه الأمر، وأضاع الداوود فرصة التعادل عندما فشل في اقتناص كرة سهلة أمام مرمى تلمسان41، وشن علي دحلب كرة مرتدة مررها الى السنغالي أيدرة فانطلق بها وراوغ أكثر من مدافع ووضعها في المرمى محرزاً هدف تلمسان الثالث 90... وأعلن هذا الهدف رسمياً تتويج تلمسان بطلاً للأندية العربية ولم تكن الدقائق الأربع التي احتسبها الحكم المصري جمال الغندور لتغير مسار الكأس. تصريحات شبابية اعتذر الامير خالد بن سعد رئيس نادي الشباب لكافة الجماهير السعودية ونيابة عن كل لاعبي الفريق عن خسارة الشباب، ووجه شكره الجزيل الى الجماهير على مساندتها الشباب، ووعد بأن يعوضهم لاعبو الشباب بتحقيق بطولة النخبة العربية التي سينظمها نادي الجيش السوري بعد اشهر قليلة. من جهته قال فييرا ان فريقه سيطر تماماً على اجواء المباراة في شوطها الثاني، ولم يستغل من الفرص الكثيرة سوى فرصة واحدة فقط ، فيما كانت هناك اخطاء بسيطة استغلها لاعبو الخصم وسجلوا ثلاثة اهداف، وأضاف: "كان اللقاء عموماً مثيراً وقوياً من الطرفين، وكسبه الجزائريون لأنهم استغلوا الفرص المتاحة فالكرة اهداف وخصوصاً في النهائيات". أفراح جزائرية لم تسع الفرحة مدرب تلمسان أفتسان بعدما أطلق الحكم المصري جمال الغندور صافرته فانطلق الى أرض الملعب وعانق لاعبيه الذين حملوه على الأعناق، ورقص لاعبو تلمسان مع الجماهير الجزائرية التي حضرت الى السعودية لمساندة فريقها، وطافوا بأعلام الجزائر حول الملعب وسط تحية من الجماهير السعودية. وقال أفتسان للصحافيين: "كانت مباراة قوية ومثيرة ولم يكن فوزنا سهلاً... لعبنا مع الشباب في الدور الأول وعرفنا طريقة لعبه، وكنت مدركاً لقوته فنصحت اللاعبين بالسيطرة على وسط الملعب لأن قوة الشباب تكمن في وسطه ومتى ما أوقفنا وسط الشباب وحدينا من قدراته صار بأمكاننا الفوز عليه، وهذا ماحدث... ولا أخفي فخري بكوني أول مدرب يحمل كأس الأندية العربية أبطال الدوري الى الجزائر". دحلب حزين وبرغم فوز تلمسان بكأس البطولة الا أن علي دحلب قائد الفريق كان حزيناً لعدم منحه جائزة أفضل لاعب في البطولة ، وقال "كنت المرشح الأول للفوز بجائزة أفضل لاعب ولا أعلم لماذا حرمت منها... ربما كان ذلك لأننا حصلنا على كأس البطولة وكأس أفضل حارس. عموماً أنا سعيد جداً بكأس البطولة وهو الأهم". الشيحان أفضل لاعب وحصل فريق الشباب على جائزة اللعب النظيف، بينما حصل جمهور الفريق المضيف الاتحاد على جائزة الجمهور المثالي، وقدمت اللجنة المنظمة جائزة أفضل لاعب الى لاعب الشباب الدولي عبدالله الشيحان، وحصل محمد هشام مزاير حارس مرمى تلمسان على جائزة أفضل حارس في البطولة بعد منافسه قوية مع حارس الشباب راشد المقرن على الفوز باللقب، وانتزع مهاجم الاتحاد السعودي حمزة ادريس جائزة هداف البطولة برصيد خمسة أهداف. جوائز مالية حصل فريق تلمسان على 100 ألف دولار نظير فوزه بلقب البطل، بينما حصل الشباب صاحب المركز الثاني على 60 ألف دولار والاتحاد والوصل الاماراتي صاحبا المركز الثالث على 40 ألف دولار، وكل من الفرق الأربعة التي غادرت البطولة مبكراً على 10 الاف دولار، وفريق الشباب أيضاً على 50 ألف دولار أخرى لفوزه بجائزة اللعب النظيف.