إذا بدأت كأس ابطال الاندية العربية الرابعة عشرة لكرة القدم التي يستضيفها نادي الاتحاد السعودي في جدة بمفاجأة كبيرة تمثلت بخسارة صاحب الضيافة أمام الوصل الاماراتي فأن مفاجأة أكبر تلتها وتمثلت بسقوط النادي الافريقي التونسي حامل اللقب أمام الرفاع الغربي البحريني صفر-3 ضمن المجموعة الثانية. وشهدت المباراة اثارة وندية امتعت الجماهير القليلة الحاضرة في الملعب. ولم يكن اكثر التونسييين تشاؤماً يتوقع قبل المباراة أن يخسر الأفريقي بمثل هذه النتيجة القاسية، خصوصآً أن الفريق يضم عدداً وافراً من النجوم الدوليين. ولم تكن نتيجة المباراة تعبر حقيقة عن واقعها... لم يكن الافريقي منهارا أو متراجعاً، بل استطاع أن يشكل خطورة دائمة على مرمى الفريق البحريني، لكن سوء الحظ حرم مهاجميه فوزي الرويسي وجمال الامام من تسجيل هدفين في الدقائق الأولى، وكان لتسرعهما في تحقيق نتيجة مبكرة دور في عدم فاعلية محاولات الفريق. ولعب الرفاع مدافعاً ومعتمداً على الهجمات المرتدة المنظمة بطريق جيدة، وشكل خطورة كبرى لم يعرها مدرب الأفريقي اهمية حتى ولوج الهدف الأول في الدقيقة 38 عن طريق سعد مسعود. و خلط هذا الهدف حسابات مدرب الافريقي، الفرنسي رينيه اكسبراير، الذي وقع مطرقة البحث عن التعادل وسندان الهجمات المرتدة البحرينية، ففضل أن يبحث عن التعادل مهما كلف الأمر. ومع بداية الشوط الثاني فاجأ الدولي طلال يوسف حارس الأفريقي عادل الهمامي ووضع الكرة في المرمى مسجلا هدف الرفاع الثاني في الدقيقة 47. ولم تنفع انتفاضة الأفريقي بعد هذا الهدف في تغيير شيء، فالرفاع أدى دوره بثقة وتصدى لمحاولات الافريقي مع هجمات مرتدة بالغة الخطورة. وفي الدقيقة 61، نفذ الرفاع هجمة منسقة اسفرت عن تسجيل الهدف الثالث بواسطة زياد فيصل. واقتنع لاعبو الافريقي بعدم جدوى محاولاتهم فأمضوا الدقائق الاخيرة بهدوء وعدم اكتراث حتى انهى الحكم الأردني يوسف سواركه اللقاء. تلمسان والشباب وتعادل سلبي وفي المجموعة الثانية ايضاً، تعادل الشباب السعودي وتلمسانالجزائري من دون اهداف بعدما قدما افضل مباراة في الجولة الاولى. وتقاسم الفريقان السيطرة علي أحداث اللقاء بهجمات منسقة ومحاولات جريئة للوصول الى الشباك. وأعلن فريق تلمسان انه فريق لا يقل عن المرشحين لنيل اللقب وان حظوظه للقيام بدور بارز في البطولة كبيرة. وبدأ تلمسان المباراة بسيطرة واضحة وكاد يترجم تلك السيطرة في اكثر من مناسبة الا ان استعجال محمد ابراهيم فوت الفرصة عليه. ولم تدم سيطرة تلمسان طويلاً واستعاد الشباب ثقته بنفسه واخذ يبادل خصمه الهجمات الخطيرة بفضل امدادات فؤاد انور وعبدالله الشيحان السخية للمهاجم مرزوق العتيبي. ولم يوفق هذا الاخير في الاستفادة من هذه الامدادات فأهدر اكثر من فرصة. ومع بداية الشوط الثاني استهل لاعبو تلمسان هجماتهم بتسديدة من علي دحلب تلتها هجمات عدة شكلت خطورة حقيقية على مرمى حارس الشباب راشد المقرن. ومع تواصل الضغط التلمساني اوعز مدرب الشباب البرازيلي هيليو فييرا للاعبي خط الوسط بمساندة الظهيرين لتخفيف الضغط عليهما. ونجحت طريقة المدرب في ايقاف تطور السيطرة التلمسانية واستعاد الشباب شيئا من خطورته بفضل تحركات الانغولي اكوا الذي اقلق كثيراً مدافعي تلمسان. وفي الربع الاخير من المباراة بدأ الشباب يشكل خطورة على مرمى خصمه وكانت قمة تلك الخطورة عندما فرط عبدالله الواكد بفرصة ذهبية ووضع الكرة برأسه خارج المرمى مضيعاً على فريقه فرصة ثمينة كانت الاخطر بعد كرة الشيحان التي ارتطمت بالقائم في النصف الأول من المباراة. ومع اطلاق الحكم المصري جمال الغندور صافرته تنفس الفريقان الصعداء فلم يكن انتصار احدهما على الآخر امر سهلاً. اول دخوله! مدرب الرفاع وهو الالماني ميكايل 36 عاماً الذي عُين في منصبه قبل المسابقة بثلاثة اسابيع اعتبر فوز فريقه على الافريقي التونسي بمثابة انتصار شخصي له، وقال: "كنت محظوظاً، وقد حققت الفوز لفريقي في اول مباراة لي معه. كما انها المباراة الاولى لي في عالم التدريب رسمياً. كانت مباراة قوية اثبت فيها ان لدي ما يمكن ان اقدمه في مجال التدريب". دحلب وقندوز مرة أخرى لفت اسم لاعبي وداد تلمسانالجزائري محمود دحلب وعبدالمجيد قندوز انتباه الجماهير المتابعة للبطولة. وظن كثيرون ان هناك علاقة قربى بين دحلب وقندوز وبين نجمي الجزائر في كأس العالم 1982 مصطفى دحلب وسمير قندوز. وتوجه فضوليون الى اللاعبين للاستفسار عن هذه العلاقة فتبين ان لا قرابة بين دحلب وقندوز 82 ودحلب وقندوز 98. بهجا اعتذر قدم لاعب الاتحاد، المغربي احمد بهجا، اعتذاره لمدربه ديمتري دافيدوفيتش على سوء سلوكه ا أثناء معسكر الفريق، وقال: "كان الخلاف بسيطاً ولم اكن اظن بأنه سيبعدني عن مباراة الوصل... اعتذرت لديمتري واعتبرت ان الامر انتهى". وكان بهجا تعمد مخالفة تعليمات ديمتري ولم يتقيد بالبرنامج الغذائي واصر على شرب المياه الغازية ما أثار حفيظة المدرب الذي طلب منه مغادرة المعسكر، فما كان من بهجا الا ان قذفه بقارورة الماء التي كانت معه! يذكر ان بهجا ابعد عن صفوف منتخب بلاده المغرب مراراً بسبب سلوكه وكانت المرة الاخيرة عندما طرده مدرب المنتخب المغربي هنري ميشال من المعسكر قبل كأس العالم الاخيرة في فرنسا. مباراتا اليوم وتستأنف اليوم مباريات المجموعة الثانية الاكثر اثارة بلقاء بين الشباب السعودي والرفاع البحريني متصدر المجموعة. ويأمل الشباب في تحقيق اول فوز له في البطولة بعد تعادله في مباراته الاولى امام تلمسانالجزائري وليضمن حظاً في المنافسة القوية على انتزاع بطاقة التأهل الى الدوري النصف نهائي. ويخطط مدرب الشباب البرازيلي هيلو لانقاذ فريقه من التعثر خصوصاً انه يتوقع دفاعا حصيناً من الرفاع الذي سيبحث عن التعادل امام اندفاع الشباب وحاجته الماسة لنقاط المباراة جميعها. ويعول هيلو كثيراً على فؤاد انور وعبدالله الشيحان والانغولي اكوا في تحقيق نصر مهم يبعد الفريق عن الدخول في حسابات معقدة. وفي المقابل فإن مدرب الرفاع لن يغامر كثيراً في التحرش بإمكانات خصمه القوي وسيحاول ان يتفادى الخسارة على الاقل خصوصاً ان التعادل امام الشباب سيفتح له طريقا اقرب للعبور الى الدور الثاني. ويخشى ميكايل ان تتسرب الثقة الزائدة الى نفوس لاعبيه وان ينعكس ذلك على أدائهم. ويعتمد الرفاع على جهود خميس ومرجان عيد وطلال يوسف وزياد فيصل. وفي الشق الثاني من منافسات اليوم، يصطدم الأفريقي التونسي حامل اللقب بقوة تلمسانالجزائري، وتكمن اثارة المباراة في أنه لا غنى لكل منهما عن الفوز.