بلغ الشباب السعودي وتلمسان الجزائري المباراة النهائية لكأس الأندية العربية الرابعة عشرة ابطال الدوري في كرة القدم أثر فوزيهما على الإتحاد السعودي والوصل الإماراتي 1- صفر و3 - 1 على التوالي على ملعب رعاية الشباب في جدة. وثأر الشباب من الاتحاد صاحب الضيافة في مباراة مثيرة وهو الذي خسر أمامه في نهائي كأس الإتحاد السعودي قبل نحو 15 يوماً . وشهدت المباراة سيطرة من قبل الإتحاد الذي أضاع مهاجموه أهدافاً محققة، ولم يستطع المغربي بهجا والهولندي فيتشغه في الهزيمة عن فريقهما برغم محاولاتهما الجادة لتغيير النتيجة. في المقابل قاد المخضرم فؤاد أنور فريقة الى فوز ثمين وأثبت أنه قوة ضاربة في وسط الشباب، وأن وضع الفريق واداءه يختلفان بين حضوره وغيابه. ونجح مدرب الشباب البرازيلي فييرا في برمجة أداء لاعبيه وتعامل مع المباراة بفكر كروي ناضج، حيّد بموجبه نقاط القوة في الإتحاد وحول مدربه البلجيكي ديمتري الى متفرج لا يملك من أمر تغيير المجريات شيئاً. وبرغم خطورة الهجمات الإتحادية ووفرتها ألا أن الشباب كان في قمة حضوره فتألق الحارس راشد المقرن، وأبلى صالح الداود بلاء حسناً في إجهاض تحركات مهاجمي الإتحاد. وساهم فؤاد أنور في إمتلاك الشباب منطقة الوسط، وسبب المهاجم عبدالله الشيحان صداعاً مزمناً لمدافعي الإتحاد... فاستحق الشباب الظافر بالمباراة. ولم يكن هناك خلل واضح في أداء الفريق الاتحادي باستثناء إهدار الفرص المحققة التي وصلت الى خمس، ولتغيير الواقع أخطأ ديميتري خصوصاً بالاستغناء عن خميس الزهراني وروب فيتشغه أنشط لاعبين في خط وسطه، ماجعل الإمدادات تنقطع في الشوط الثاني عن لاعبي المقدمة ولينشطر الفريق الى قسمين أحدهما يهاجم والأخر يدافع من دون رابط بينهما . وبدأ الإتحاد المباراة بهجمات متكررة على مرمى الشباب بغية تسجيل هدف السبق، وسدد بهجا كرة قوية من خارج المنطقة تصدى لها حارس المرمى المقرن ببراعة 7، ثم "غربل" هو نفسه مدافعي الشباب ومرر الكرة الى أحمد خريش على خط المرمى فأهدرها فوق العارضة 12، وكاد بهجا يسجل لكنه فشل في استثمار كرة انفرادية حيث أنقذها المقرن بصعوبة 15، وأعلن فؤاد أنور حضوره بكرة رأسية مرت فوق المرمى الإتحادي 19. ورد حمزة أدريس هداف البطولة على محاولة أنور برأسية مماثلة كادت تلج المرمى لولا يقظة المقرن 20، إنفرد بهجا مرة أخرى وسدد في أحضان الحارس 21... ومع سيل الهجمات الإتحادية المتواصلة راهن الجميع أن الشباب لن يصمد وأن سقوطه أصبح وشيكاً، وعاد بهجا مرة أخرى الى غربلة الدفاع الشبابي ووصنع كرة متقنة للزهراني فسددها في يد الحارس 43. وفي غمرة السيطرة الإتحادية أحتسب الحكم المغربي محمد كزاز خطأ على مدافعي الإتحاد خارج المنطقة نفذه البرازيلي بدرو اليساندرو ببراعة حيث اسكن الكرة في مرمى الحارس حسن حليفة محرزاً الهدف الوحيد 45. وأسقط في يد المدرب ديمتري الذي أفقده الهدف توازنه فأخرج الزهراني وأشرك بدلاً منه خالد الشمراني، وكان التغيير الذي كلفه المباراة... لم يكن الشمراني جيداً بل تسبب في عرقلة هجمات فريقه بفرديته الطاغية ومنع كثير من الكرات من الوصول الى بهجا وإدريس، وكانت حسنته الوحيدة الكرة التي توغل بها وسددها قرب مرمى الشباب 46. ومع خروج الزهراني قلّت محاولات الإتحاد الجادة وبدأ بهجا يفقد خطورته وإنعدمت التمريرات الخطرة الى المهاجمين، وأصبحت هجمات الإتحاد عشوائية، وفي واحدة منها مرر بهجا كرة أنفرادية الى المدافع أحمد جميل أمام مرمى الشباب فأهدرها 51. ومع تراجع الشباب وإعتماده على الكرات المرتدة أصبحت مهمة لاعبي الإتحاد شبه مستحيلة وقد اعتمدوا على الكرات العرضية وكاد أدريس يسجل هدف التعادل من كرة رأسية أبعدها المقرن 54، وأرسل بهجا كرة جانبية سددها فيتشغه بقوة الا أن المقرن تصدى لها أيضاً 55، وشدد الإتحاديون من هجماتهم واستبسل مدافعو الشباب وأحبطوا محاولة بهجا الأنفرادية 68. واستعان مدرب الشباب بخدمات سعيد العويران للحد من تقدم لاعبي وسط الإتحاد 23، ونجح فييرا في ما سعى اليه، وأصبحت الهجمات الشبابية تشكل خطورة كبرى على مرمى الإتحاد، وكاد العويران يسجل هدف فريقه الثاني من كرة مرتدة مررها له الشيحان أمام المرمى لكنه لم يوفق في السيطرة عليها فمرت من تحت أقدامه 70. وتوالت الهجمات الشبابية المرتدة فأضاع الشيحان هجمة خطرة 72 وتلاه السبيعي بتسديدة خطرة 75. تلمسان يسقط الوصل وانتزع تلمسان الجزائري فوزاً مستحقاً على الوصل الإماراتي 3-1 بعدما فرض علي دحلب ورفاقه سيطرتهم على أجواء المباراة. واستطاع مدرب تلمسان يونس افستان أن يلغي أدوار لاعبي الوسط في الفريق الخصم وأن يمتلك بفريقه منطقة الوسط بأكملها فسيطر تلمسان على المباراة وكان الفريق الأفضل طوال فتراتها، وبرغم الأفضلية التلمسانية ألا أن البداية كانت للوصل الذي هدد مرمى تلمسان بهجمة نفذها الفرنسي أوتوكوريه 5 . وأعلن تلمسان عن حضوره بتسجيله الهدف الأول عن طريق لاعبه محمد بوجلطي من ركلة جزاء أحتسبها الحكم السعودي عبدالرحمن الزيد ضد ناصر خميس 17، ومع تسجيل هذا الهدف تقدم لاعبو الوصل بحثاً عن التعادل الذي أدركوه عن طريق ناصر عيسى من كرة متقنة أرسلها له ناصر خميس 22. وأضاع المخضرم ناصر خميس فرصة ثمينة للوصل فأهدر ركلة جزاء 35. وسيطر لاعبو تلمسان مجدداً وبدأ دحلب يرسل كرات خطرة الى المهاجمين، ووصلت إحداها الى عيسى أدره الذي استغل ارتباك مدافع الوصل اسماعيل راشد وحارسه صلاح حسين فأودع الكرة داخل الشباك محرزاً هدف تلمسان الثاني 49. وبسط التلمسانيون سيطرتهم على وسط الميدان وأحكموا قبضتهم على الأطراف فتوغل علي دحلب من الجهة اليسرى ومرر الى عيسى أدره الذي أسكن الكرة مرمى الحارس صلاح حسين محرزاً الهدف الثالث 70. وتعقدت مهمة الوصل بولوج هذا الهدف بل صارت شبه مستحيلة في ظل السيطرة الواضحة للاعبي تلمسان... لكن الوصل لم يستسلم وراح يهاجم ويهدد مرمى تلمسان، واستثمر مدرب تلمسان تقدم لاعبي الخصم فأشرك محمد إبراهيمي وقندوزي للاستفادة من حيويتهم وخبرتهم الهجومية. وفي غمرة حماس لاعبي الوصل لادراك التعادل، طرد الحكم لاعب الوصل جاسم بلال لتعمده ضرب لاعب تلمسان قندوزي 43، ولم يستفد لاعبو الوصل كثيراً من الدقائق الاضافية الست التي أحتسبها الحكم عبدالرحمن الزيد ، فأستمرت النتيجة كما هي وتأهل تلمسان الى المباراة النهائية متوجاً عروضه القوية منذ بداية البطولة بهذا الأنتصار المستحق . أفراح شبابية وأحزان إتحادية وفي الوقت الذي طغت فيه الفرحة على غرفة الملابس الخاصة بلاعبي فريق الشباب، عم الحزن والبكاء غرفة الملابس الاتحادية، فكان هذا الوضع المتناقض مقياسا لحال المباراة التي انتهت بهدف للشباب، حيث ذهب الضغط الاتحادي المكثف طوال المباراة مصحوباً بالمساندة الجماهيرية ادراج الرياح امام الصمود الشبابي الرهيب طوال حوالي 50 دقيقة هي عمر الشوط الثاني، كون الهدف الشبابي سجل في الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول. وفيما اعتذر لاعبو الاتحاد عن الحديث عن اجواء المباراة، بارك الرئيس الاتحادي احمد مسعود للشبابيين التأهل الى النهائي وتمنى لهم حظاً طيباً للفوز بالكأس". اما فؤاد انور قائد الشباب، فكان في قمة السعادة وهو يبارك للجماهير الشبابية هذا التأهل ممتدحاً الدور الرائع والكبير لمدافعي الفريق الذين صمدوا امام الطوفان الاتحادي رغم حداثة تجربتهم الكروية كالحمدان والعصفور والخثران والسبيعي... وتمنى انور ان يحالف الشبابيين التوفيق للفوز بكأس العربية واهدائها الى كل السعوديين، ممتدحاً الدور الاداري الكبير للأميرين خالد بن سلطان عضو شرف النادي وخالد بن سعد رئيس النادي. فرحة جزائرية واحتفل الجمهور الجزائري مع لاعبيه عقب المباراة، ورقص اللاعبون والمدرب على أنغام موسيقى "الراي" الجزائرية التي تغنت بها الجماهير. وقال المدرب يونس أفستان: "لعبنا مباراة قوية مع خصم قوي وكنا حريصين على أن نظهر في المباراة النهائية وأن نستمر في تقديم العروض القوية". وعن مباراة تلمسان المقبلة ضد الشباب السعودي في نهائي البطولة رفض المدرب أفستان الحديث واكتفى بالقول: "دعوني أفرح اليوم ولا تحدثوني عن المباراة المقبلة... لقد قمنا بعمل جيد ويجب أن نحتفل به ومن ثم سنفكر في الشباب". بوركيبيو مستاء مدرب الوصل الإماراتي البرازيلي بوركيبيو أبدى استياء كبيراً من أداء لاعبيه وخروجهم من البطوله وقال: "خسرنا من فريق جيد لكننا لم نقدم المستوى المطلوب فأهدرنا ركلة جزاء وفرصاً سهلة أخرى، وكان بمقدورنا الخروج بنتيجه أفضل لو استثمرنا الفرص الكثيرة".