القدس المحتلة - رويترز، أ ف ب - بعد اسبوع من المماطلة، عقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس اجتماعاً لحكومته بهدف التصويت على اتفاق واي ريفر. واعتبر المعلقون السياسيون الاسرائيليون ان النقاشات ستستمر ساعات عدة، ورجحوا استئنافها اليوم. لكن مسؤولا توقع ان يتأخر التصويت على الاتفاق حتى بعد غد الاحد بعد عطلة السبت اليهودية بسبب احتمال ان يتحدث كل وزير لفترة طويلة، وقال: "من الواضح انهم يشعرون ان ما يقولونه يهم الاجيال المقبلة نظرا لاهمية الاتفاق". وبدا أمس ان الاتفاق سيحظى بموافقة غالبية الوزراء ال17. وتوقع مسؤول اسرائيلي ان يؤيد تسعة وزراء الاتفاق وان يعارضه اربعة، في حين لم يحدد اربعة وزراء موقفهم وأشاروا الى احتمال امتناع بعضهم عن التصويت. ونقلت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي قوله ان الاتفاق "سيصادق عليه بغالبية ساحقة". لكن وزير النقل اسحق ليفي، وهو من الحزب القومي الديني، قال للاذاعة: "سنبذل ما في وسعنا حتى لا يتم التصديق على الاتفاق"، متوقعاً ان يسفر ذلك عن تقديم موعد الانتخابات المقررة عام ألفين. وقال افيف بوشينسكي الناطق باسم نتانياهو ان رئيس الوزراء بدأ الاجتماع بشرح وجهة النظر الاسرائيلية القائلة بان الانسحاب وتسليم الارض للفلسطينيين سيتوقف على قيام المجلس الوطني الفلسطيني الذي، يضم 700 عضو، بتعديل الميثاق في كانون الاول ديسمبر رسمياً. واستناداً إلى الاذاعة الاسرائيلية يفترض ان يعرض نتانياهو على وزرائه خلال الاجتماع للمرة الأولى خرائط اعادة الانتشار العسكري الذي تعهدت اسرائيل بالقيام بها في الضفة الغربية وكذلك الضمانات الخطية المختلفة التي تلقاها من الاميركيين. واضافت انه كلف خمسة من وزرائه الاشراف على تطبيق الاتفاق بينهم اثنان يعارضان بشدة الاتفاق، هما وزيرا النقل ليفي والهجرة والاستيعاب يولي ايدلشتاين، اضافة الى اثنين ينتقدان الاتفاق هما وزيرا الخارجية ارييل شارون والزراعة رافائيل ايتان. ولا يؤيد الاتفاق سوى موردخاي. يذكر انه بعد مصادقة الحكومة الاسرائيلية، لا بد من مصادقة الكنيست البرلمان الاسرائيلية مبدئياً في 12 من الشهر الجاري. إلا أن الأوساط السياسية الاسرائيلية تشير الى ان نتانياهو ضمن غالبية مريحة، في الحكومة كما في الكنيست، لإقرار الاتفاق لان المعارضة العمالية اعلنت عزمها التصويت لصالحه. وكان نتانياهو اعلن انه وافق على عقد اجتماع للحكومة بعد ان تلقى مساء اول من امس من الولاياتالمتحدة "التوضيحات" التي كان ينتظرها من الفلسطينيين على الصعيد الامني. وقال بوشنسكي لوكالة "فرانس برس": "اننا راضون عن التوضيحات التي كنا ننتظرها في شأن شروط اعتقال السلطة الفلسطينية 30 ناشطاً فلسطينياً تبحث عنهم اسرائيل". واضاف: "في كل مرحلة من تطبيق الاتفاق يتم اعتقال ثلث الفارين" اي بعد الاسبوع الثاني والسادس وال12. وأوضح المسؤولون ان هذا القرار اتخذ في واي ريفر، لكنه كان مجرد تعهد شفهي للفلسطينيين في حين طالب نتانياهو بضمانة اميركية خطية. ويبدو ان الرئيس ياسر عرفات يحرق المراحل اذ اعلن اول من امس ان 12 من الفلسطينيين الپ30 اعتقلوا. يذكر ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت اتصلت هاتفيا بنتانياهو اربع مرات خلال ثلاثة أيام لحل الخلاف في شأن اعتقال فلسطينيين. من جهة أخرى، أفادت مصادر فلسطينية ان المبعوث الاميركي لعملية السلام دنيس روس أبلغ الجانب الفلسطيني ليل اول من أمس بتأجيل زيارته الى المنطقة والتي كان مفترضاً ان تبدأ امس. وقالت ان التأجيل "له علاقة في ما يبدو باقرار الحكومة الاسرائيلية اتفاق واي ريفر، اذ يريد روس ان يأتي الى المنطقة بعد اقراره". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن اكد ان اتفاق واي ريفر اتفاق جيد. واضاف: "لم نفاجأ بأن تبحث الاطراف عن توضيحات واستنتاجات نظرا للالتزامات التي اتخذت"، لكن "النقطة المحورية هي ان الاتفاق اتفاق جيد للطرفين". واعتبر ان مطالبة اسرائيل للفلسطينيين بجدول زمني لاعتقال 30 مطلوباً فلسطينياً تتجاوز الاتفاق، إذ "توجد آلية للتعامل مع هذه القضية وتمت معالجتها. ولا نعتقد بأن الفلسطينيين تقاعسوا عن التصرف بطريقة تتماشى مع الاتفاق".