أرجأ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، للمرة الثانية في اسبوع، اجتماع حكومته للمصادقة على "مذكرة واي ريفر"، في خطوة تستهدف تأخير الجدول الزمني لتنفيذ اسرائيل التزاماتها. وبرر نتانياهو هذا التأجيل بأنه يريد ان يطلع على "حرفية خطة مكافحة الارهاب الفلسطينية"، فيما اكدت واشنطن امس ان السلطة الفلسطينية "وفت بالتزاماتها التي تؤدي الى تنفيذ الاتفاق". وفي حين نجح نتانياهو بالاطلاع على الخطة التي سلمتها السلطة الفلسطينية الى واشنطن، كما ينص الاتفاق، اكد وزير دفاعه اسحق موردخاي ان عدم اقدام السلطة الفلسطينية على اعتقال 30 شخصاً يشتبه في انهم قتلوا اسرائيليين يؤخر التصديق على اتفاق "واي بلانتيشن". وكان الرئيس ياسر عرفات وافق اول من امس على طلب من نتانياهو تأجيل بدء تنفيذ الاتفاق اياماً حتى يتسنى له عرضه على حكومته، ومصادقة الكنيست عليه. وكان مقرراً ان تجتمع الحكومة الاسرائيلية للمصادقة على الاتفاق امس في الواحدة ظهراً، الا انه في الوقت المحدد اعلن تأجيل الاجتماع حتى الساعة الثالثة بعد الظهر وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي مبرراً موقفه، "ان هناك جزءاً حيوياً في خطة مكافحة الارهاب لم يقدمه الفلسطينيون بعد الى الاميركيين. وانه اذا لم يستكمل الفلسطينيون هذا الجزء" فانه لا يمكنه ان "يعرض الاتفاق على حكومته منقوصاً". وأضاف انه تحدث الليلة الماضية أول من أمس مع السيدة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية عن هذه المسألة. وأعلن بعد الظهر ان نتانياهو اتصل بأولبرايت هاتفياً، وأطلعها على قراره عدم عقد اجتماع لحكومته، في انتظار حصوله على هذا التعهد. فيما لوحظ ان الرئيس الفلسطيني غادر ظهراً غزة متوجهاً الى اسبانيا في زيارة كانت مقررة. وفي المساء أعلن ناطق باسم الحكومة الاسرائيلية، بعدما غادر عرفاتغزة الى مدريد في زيارة مقررة سابقاً، ان الحكومة لن تعقد اجتماعها، ما لم تستلم التعهد المذكور لتقديمه الى الوزراء. وقارن الموقف الحالي لرئيس حكومته بما حدث في "واي ريفر"، عندما هدد نتانياهو بمغادرة المفاوضات ما لم يتلق الخطة الفلسطينية. وخلص الى القول "ان تهديدنا الآن سيؤدي الى تلقي هذا التعهد"، نافياً ان تكون الحكومة الاسرائيلية تحاول تضييع الوقت بهذه الطريقة. وفي الجانب الفلسطيني، اتهم وزير التخطيط والتعاون الدولي، الدكتور نبيل شعث نتانياهو بالعودة مرة اخرى الى اسلوبه القديم في المماطلة. وقال شعث: كنا نتمنى ان يكون قد خرج من مفاوضات "واي ريفر" بأسلوب جديد ورغبة حقيقية بأن يكون شريكاً، ولكن للأسف كل ما يمكن قوله الآن انه لا زال على عاداته". ودعا كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الادارة الاميركية الى التدخل لحمل رئيس الوزراء الاسرائيلي على "الكف عن ألاعيبه القديمة الجديدة". وقال ان الجانب الفلسطيني وفى بكل التزاماته، فيما رئيس وزراء اسرائيل ما زال يفتش عن ذرائع للتهرب من تنفيذ التزاماته كعادته". في واشنطن رويترز قال جو لوكهارت الناطق باسم البيت الأبيض: "ما زلنا نعتقد بأن الفلسطينيين وفوا بالتزاماتهم التي تؤدي الى تنفيذ اتفاق واي بلانتيشن". وأضاف ان نتانياهو "طرح مخاوف اخرى. ونحاول ايجاد تسوية لها".