بدت حكومة بنيامين نتانياهو امس منقسمة على نفسها بين مؤيد ومعارض قبل توقيع اتفاق واي ريفر في وقت وصف معسكر اليمين المتطرف في الدولة العبرية الاتفاق بأنه "خيانة". لكن نتانياهو الذي يقول المقربون منه انه سيعود محصناً باتفاق "امن مقابل سلام" وفوقه "هدية" اطلاق الجاسوس الاميركي جوناثان بولارد لن تواجه حكومته خطراً حقيقياً ينذر بإطاحتها. وأيد الرئيس الاسرائيلي عيزرا وايزمان الاتفاق قائلاً انه "يصرّ على القضايا الحيوية ولا يهمل المصالح الاسرائيلية". ودعا رئيس الائتلاف الحكومي في الكنيست البرلمان الاسرائيلية اعضاء الحكومة الى دعم نتانياهو والاتفاق، محذراً من ان البديل سيكون "سيطرة حزب العمل على الحكم في اسرائيل". ويتخذ اربعة وزراء اسرائيليين موقفاً موحداً معارضاً للاتفاق، هم رافائيل ايتان من حزب "تسوميت" واسحق ليفي وشاؤول يهلوم من حزب "مفدال" الديني المتطرف وأدلي ادلشتياين من حزب "اسرائيل بعليا" الذي يضم اليهود الروس، فيما لم يحدد سبعة وزراء موقفهم من الاتفاق، وهم ليمور ليفنات وناتان شارانسكي وسينان شلوم وتساكي هنغبي ويعقوب نئمان وموشيه كتساب، وارييل شارون. اما المؤيدون بالاضافة الى نتانياهو فهم وزير الدفاع اسحق موردخاي وايلي سويسا وايلي بشاي شاس ويهوشع متسا ليكود وأفيغدور كهلاني الطريق الثالث. ويتوقع ان يحسم عدد من المترددين موقفهم من تأييد الاتفاق خصوصاً ان ليفنات اشادت بعد لقاء مغلق مع هنغبي وشلوم ب "الانجازات المنقطعة النظير التي حققها الوفد الاسرائيلي في واي ريفر" في ما يخص التعهدات الفلسطينية الامنية الا انها قالت انها ستنتظر الى حين عودة نتانياهو والاطلاع على كامل الاتفاق قبل الاعلان عن رأيها. واعلن قادة المستوطنين في الضفة الغربية عزمهم تقويض الاتفاق بالتظاهر واغلاق الطرق في الاراضي الفلسطينية لليوم الثالث على التوالي. واكد المستوطنون سحب تأييدهم لرئيس الوزراء الاسرائيلي معتبرين انهم جاؤوا به الى الحكم. وقال رئيس مجلس المستوطنات اهارون دومب ان "المستوطنين ملتزمون بفكرة وليس شخصاً". واصفاً الاتفاق بأنه "خيانة ستنعكس سلباً على علاقة المجلس بنتانياهو". ومن المقرر ان يقدم حزب "مفدال" اقتراحاً للكنيست بتقديم موعد الانتخابات الذي أُقر بالقراءة الاولى واحيل على لجنة القانون والقضاء. وقالت مصادر برلمانية اسرائيلية انه اذ قرر "مفدال" الانسحاب من الائتلاف الحكومي سيكون على نتانياهو تقديم الانتخابات او طرح حكومة "وحدة وطنية" تضم حزب العمل المعارض الذي اعلن انه سيشكل "شبكة امان" لنتانياهو في حال التصويت على الاتفاق في الكنيست، وكذلك فعلت الاحزاب العربية وحزب "ميرتس" اليساري.