بدأ المنسق الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط السفير دنيس روس جولته المكوكية الجديدة في المنطقة أمس في ظل حكومة اسرائيلية اكثر تطرفاً ويمينية بعد استقالة الوزير الوحيد المحسوب على المعتدلين فيها، وزير الخارجية ديفيد ليفي. وعبّر وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي هو الآخر أمس عن استيائه من موقف حكومته من تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع الفلسطينيين بتغيبه عن اجتماع للحكومة المصغرة خصص للاعداد للقاء نتانياهو مع روس. وأوضح موردخاي، الذي أبدى بتغيبه نوعاً من الاستياء، انه فضّل الذهاب الى المنطقة المحتلة في لبنان لزيارة ميليشيا جيش لبنان الجنوبي التابعة لاسرائيل. وقال الوزير للصحافيين: "علمت من الاذاعة ان هذا الاجتماع المصغر سيعقد. ونظراً الى ان موقفي من اعادة الانتشار العسكري معروف جيداً لم أرغب في الغاء ارتباط سابق هو زيارة جنود جيش لبنان الجنوبي". وأعرب موردخاي عن الأمل في "ألا يظل الوحيد" في الحكومة الذي يدافع عن مواقف معتدلة نسبياً بعد استقالة وزير الخارجية ديفيد ليفي. وأعرب ايضاً عن الأمل بأن "تنفذ الحكومة قرارها" المبدئي باجراء انسحاب عسكري في الضفة الغربية. ونظراً لغياب موردخاي واستقالة ليفي تحول لقاء اعضاء الحكومة الأمنية المصغرة الأربعة الى لقاء على انفراد بين نتانياهو ووزير البنى التحتية ارييل شارون. ويعتبر شارون زعيم الجناح المتشدد في الحكومة الذي تعزز موقفه منذ استقالة ليفي. وأوضحت الاذاعة ان اجتماع نتانياهو وشارون تناول موقف اسرائيل المتعلق باعادة الانتشار العسكري. وأكدت مصادر سياسية اسرائيلية ان موردخاي امتنع عن المشاركة في جلسة الحكومة المصغرة "لتخوفه من ان يشكل موقفه من اعادة الانتشار أقلية في وجه كل من نتانياهو وأرييل شارون" بعد استقالة ليفي. وقالت المصادر ذاتها ان موردخاي بات الوزير المعتدل المتبقي في حكومة نتانياهو بعد استقالة ليفي ودان ميريدور، مشيرة الى ان شارون ونتانياهو يشكّلان جبهة منسجمة سياسياً. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي قبل اجتماعه مع روس امس ان حكومته انتخبت من أجل تحقيق تقدم في العملية السلمية "على أساس التبادلية"، معتبراً ان التبادلية تعني ان تفي السلطة الفلسطينية "بالتعهدات الواردة في الاتفاقات بحذافيرها". وقال روس انه سيعقد "سلسلة من اللقاءات امتداداً لاجتماعات وزيرة الخارجية الأميركية" مع كل من نتانياهو والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.