هل تخلى عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني، عن نهج العنف، على ما يزعم؟ وهل يريد الحوار والإسهام في حل القضية الكردية؟ الحق أن تصريحاته في وسائل الإعلام لا تؤذن بالخير. فهو يطالب بدولة كردية في الدولة التركية، واحتفاظ الأكراد بقوة مسلحة للدفاع عن أنفسهم. وهو يريد تحويل عناصر «حزب العمال الكردستاني» قوات بشمركة تحرس الأكراد في جنوب شرقي تركيا . و قبل 10 أعوام، دعا أوجلان حزبه الى ترك السلاح في أيلول (سبتمبر) 1999، وقال ان القتال المسلح يقطع الطريق على ارساء حقوق الإنسان والديموقراطية. وفي العشرية الأخيرة توقف القتال، وخطت تركيا خطوات نحو الديموقراطية، وتخفف الأتراك من الحرج والخوف في كلامهم عن القضية الكردية وضرورة حلها. ولكن، أوجلان، اثر مبادرة الحكومة الى البحث عن سبل حل القضية التركية، دعا الى الاحتفاظ بقوات مسلحة. وهو يقول أنه تخلى عن فكرة انشاء دولة كردية، ويزعم أنه يرفض انشاء الأكراد فيديرالية على غرار فيديرالية شمال العراق. ويعطي أوروبا درساً في الديموقراطية. فينتقد نظام الأقاليم فيها، ويرى أنه يفتقر الى الديموقراطية! ثم يطل علينا باقتراح عجيب، ويدعو الدولة التركية الى الاعتراف بالشعب الكردي، وبحق الأكراد في انشاء مؤسساتهم الخاصة في ميادين التعليم والرياضة والبلديات والمؤسسات دينية. ولا شك في أن ما يدعو اليه اوجلان هو اقامة حكم قومي ذاتي فيديرالي. وهو لا يعالج مسألة إلقاء حزبه السلاح. ويبدو أن أوجلان يرمي الى عرقلة مساعي الحكومة وضع خريطة طريق لحل القضية الكردية. وتصريحاته هي محاولة للفت الأنظار اليه. وهو يرغب في الظهور في مظهر ممثل الأكراد الأوحد في تركيا والمخول مفاوضة الحكومة. ولكن نبرة بعض السياسيين الأكراد من أمثال أحمد تورك، زعيم حزب المجتمع الديموقراطي الكردي، تغيرت. وهذا حذّر من الوقوع في فخ سياسات عرقية وإثنية سبق أن زرعت الفرقة بين شعوب الشرق الأوسط طوال مئات السنين . والحكومة مدعوة الى مواصلة مساعي حل القضية الكردية، والى منح الأكراد حقوقهم الثقافية. وحري بها نزع «سلاح حزب العمال الكردستاني»، وترك اوجلان لنظرياته السياسية المتضاربة التي ترمي الى عرقلة حل هذه القضية. * صحافي (قومي) تركي عن «مللييت» التركية، 18 /8/2009