تبث وسائل الإعلام الايطالية أمس الأحد اعترافات أكراد عراقيين بأن تركيا شجعت هجرتهم بأعداد كبيرة الى ايطاليا وقدمت لهم تسهيلات للدخول الى أراضيها وأمنت حافلات نقلتهم من الحدود الى المرافئ كما غضت الطرف عن جوازات سفر مزورة كان بعضهم يحملها. ولوحظ ان لاجئين أكراداً آخرين وصلوا الى اليونان، أدلوا باعترافات مماثلة الى وسائل الإعلام المحلية، ما عزز الاتهام الذي وجهته قوى سياسية كردية الى أنقرة بالعمل على "تصفية حساباتها مع الأوروبيين عبر اغراق بلدانهم باللاجئين الأكراد". ومعلوم ان تركيا استاءت استياء شديداً من قرار القمة الأوروبية الأخيرة استبعادها حالياً من المفاوضات للانضمام الى عضوية الاتحاد الأوروبي. وكانت جبهة التحرير الوطني الكردستانية أصدرت بياناً أمس قالت فيه ان "تركيا قررت تصدير مشاكلها الداخلية الى أوروبا بتشجيعها هجرة الأكراد، لأن قمة لوكسمبورغ استبعدت ترشيحها للانضمام الى الاتحاد الأوروبي". وجاء ذلك في وقت أفادت أنباء من مصادر كردية ويونانية وبافارية، ان آلاف المهاجرين الأكراد يتجهون الى أوروبا وخصوصاً ايطاليا. ورأت الجبهة القريبة من حزب العمال الكردستاني الذي يتزعمه عبدالله اوجلان ان الدولة التركية لا تستطيع ان تدعي ان لا امكانات لديها للسيطرة على عملية نزوح تطاول آلاف الأكراد الى ايطاليا هي التي تملك جيشاً من أكثر الجيوش تمرساً في حلف شمال الأطلسي اضافة الى قوات درك وميليشيا شبه عسكرية ووسائل تكنولوجية متقدمة. وأضافت الجبهة الكردية في بيانها "ان محاولة إعادة العلاقات مع أوروبا الى توازنها باستخدام الأكراد، هي خيار سياسي تركي ولا ينبغي أن تسمح أي دولة أوروبية لتركيا باتباع مثل هذه السياسة... ومفادها: "اذا لم تقبلوا بنا في الاتحاد الأوروبي سنصدر مشاكلنا الى بلادكم وهذا سيحملكم على إعادة النظر في موقفكم". وخلص البيان الكردي الى "ان ما يحدث مقصود والدولة التركية تتستر عمداً على تهريب المهاجرين". وكانت جبهة التحرير الكردية حذرت في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في روما من أن "نزوحاً تاريخياً" للأكراد يتم التحضير له وأن عشرين ألفاً على الأقل مستعدون للرحيل وهذا العدد "قد يتضاعف عشر مرات". ووصلت سفينتان تنقلان 831 و386 مهاجراً على التوالي الى جنوبايطاليا في الاسبوع الماضي. اعترافات وتبث وسائل الإعلام الايطالية اعترافات عدد من اللاجئين الأكراد العراقيين بأن السلطات التركية قدمت لهم التسهيلات لتنظيم هجراتهم الى ايطاليا واليونان في تشجيع منها لهجرة موجات بشرية كردية عراقية وتركية من أجل الضغط على الدول الأوروبية. وأكد بعض اللاجئين ان السلطات التركية اعطتهم تأشيرات للدخول الى أراضيها وقدمت لهم حافلات لتسهيل انتقالهم من المناطق الحدودية الى المرافئ كما غضت الطرف عن وثائق سفر مزورة يحملها بعض منهم. وهذه جوازات تكون عادة تركية ولا يقل ثمن الواحد منها عن 200 دولار أميركي وتباع بكل سهولة في أماكن متعددة بمدينة زاخو العراقية الحدودية. ثم تبدأ رحلة اللاجئ نحو أوروبا الغربية تحت تنظيم وإدارة عصابات تركية منظمة تحترف تهريب البشر. في غضون ذلك، أعلن وكيل وزارة الداخلية الايطالية جان لوكا سينيزي عن احتمال وصول ما يقرب عشرة آلاف نازح كردي خلال الأيام القليلة المقبلة. وطمأن سينيزي الألمان الذين زادت انتقاداتهم لاجراءات الحكومة الايطالية الى أن النازحين الأكراد لن يستطيعوا مغادرة ايطاليا" الا في حال موافقة الدول التي يرغبون بالتوجه اليها. وكرر السفير التركي في روما انتقادات حكومته للاجراءات "الخاطئة" التي اتخذتها الحكومة الايطالية بمنح الأكراد حق اللجوء السياسي، وقال ان مثل هذا الاجراء سيشجع الأكراد على الهجرة بأعداد كبيرة جداً. ورأى السفير ان تركيا "هي البلد الوحيد في العالم الذي ساعد الأكراد العراقيين وتحمل معاناتهم". وأكد رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي ان ظاهرة هجرة الأكراد تتطلب تكثيف الاتصالات مع الحكومات الأوروبية ومواجهة هذه المشكلة بصورة جماعية لأنها تعني كل الدول الأوروبية دون استثناء، فهي قضية سياسية دولية. وأعلنت السلطات الأمنية الايطالية انها ألقت القبض على اثنين من أفراد طاقم فروا في زورق تاركين سفينتهم المكتظة باللاجئين قبالة السواحل الايطالية.