تجنب الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان ان يكون "زنْد البندقية" لغارات عسكرية يقوم بها حلف شمال الاطلسي على اهداف صربية لحسم النزاع في كوسوفو، كما تجنب في الوقت ذاته ان يكون "صمام الأمان" بعدم استخدام سلاح الغارات العسكرية. وقدم انان تقريراً الى مجلس الأمن لم يتضمن موقفاً واضحاً من خيار الغارات العسكرية التي يبحثها حلف شمال الاطلسي للضغط على حكومة بلغراد. راجع ص7 وأوضح مستشارو الأمين العام ان انان يتمسك بموقفه المبدئي بأن "الديبلوماسية المدعومة بالقوة العسكرية" افضل من الاكتفاء بالديبلوماسية وحدها للتوصل الى تسوية سياسية في نزاع كنزاع كوسوفو. وأجرى الرئيس الروسي بوريس يلتسن اتصالاً هاتفياً مع انان استمر 25 دقيقة، حسب الناطق باسم الأمين العام فرد اكهارت، الذي قال ان يلتسن بحث مع انان "الوضع الخطير" في كوسوفو و"شرح الجهود التي تقوم بها الحكومة الروسية لضمان امتثال حكومة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية التي يترأسها سلوبودان ميلوشيفيتش لقرار مجلس الأمن 1199". ومعروف ان روسيا تعارض لجوء حلف شمال الاطلسي لغارات عسكرية على اهداف صربية. وقال انان في تقريره الى مجلس الأمن: "في حين انني اشارك مشاركة تامة في الاحساس بالسخط والاشمئزاز ازاء ما يجري في كوسوفو، فان المجتمع الدولي يتعين عليه الا يغيب عن نظره ابداً الحاجة للتوصل الى حل سياسي شامل في نهاية المطاف. والا فاننا لن نعالج سوى اعراض المشكلة وليس اسبابها". ودعا انان الى اجراءات عاجلة "للحؤول دون وقوع مأساة انسانية" في كوسوفو. وقال انه خلال الاسابيع القليلة الماضية "شهد المجتمع الدولي اعمالاً وحشية مفزعة وقعت في كوسوفو، تذكّر بالماضي القريب الذي شهدته اجزاء اخرى من منطقة البلقان". وكرر ادانته "التامة لأعمال القتل والتدمير الطائشة"، مؤكداً انه "ليس ثمة شك في ان الغالبية العظمى من هذه الاعمال ترتكبها قوات الأمن في كوسوفو التي تعمل تحت سلطة جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية ... لكن وحدات ألبان كوسوفو شبه العسكرية تقوم ايضاً بأعمال مسلحة، وثمة سبب قوي يدعو الى الاعتقاد بأنها ايضاً ارتكبت اعمالاً وحشية، ويجب ان يقدم الى العدالة جميع من شاركوا في اعمال القتل وسوء معاملة المدنيين وتدمير الممتلكات". وقال انان ان الامر يحتاج الى "اجراء تحقيق شامل، تحت مراقبة دولية فاعلة، او بمشاركة دولية، في كل حالات الفظائع وانتهاكات حقوق الانسان". وحذر من انه "في حال استمرار الامور الراهنة على ما هي عليه، فان الآلاف قد يموتون خلال الشتاء". ودعا الى "اتخاذ خطوات عاجلة للحؤول دون وقوع مأساة انسانية". وذكّر الأمين العام بأن الأممالمتحدة ليس لها "وجود سياسي مباشر على ارض الواقع"، وعليه "فليس لديّ الوسائل الضرورية لتقديم تقويم مستقل عن مدى الامتثال للقرار 1199 الا في ما يتعلق بالحال الانسانية". وتابع: "لذا، قد يرغب المجلس في ان يصدر حكمه الذاتي على اساس هذا التقرير".