سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نوع من الرقابة الدولية للوضع في كوسوفو ... والسفارات الاجنبية تواصل إجلاء موظفيها عن بلغراد ."اتفاق جزئي" في محادثات "اللحظة الأخيرة" بين هولبروك وميلوشيفيتش
انتظر حلف شمال الاطلسي نتائج محادثات "اللحظة الاخيرة" التي اجراها المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك مع الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش في بلغراد امس الاثنين بغية التوصل الى حل للأزمة في كوسوفو. وافادت مصادر ديبلوماسية انه تم التوصل الى اتفاق حول غالبية النقاط المطروحة. وانصبّت المساعي لتحديد نوع المراقبة للوضع في كوسوفو وهل ستنفذها الشرطة الدولية او طائرات تابعة لحلف شمال الاطلسي. في غضون ذلك، المح وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الى التزام الصرب "جزئياً" بمطالب مجلس الامن وان جهات استخبارية غربية تتابع الاوضاع في كوسوفو. لكنه شدد على ان حلف شمال الاطلسي يواصل استعداداته للقيام بضربات جوية ضد اهداف صربية اذا فشلت المساعي السياسية. وتباينت مواقف دول منطقة البلقان في شأن التعامل مع الاجراءات الغربية لاستخدام القوة ضد يوغوسلافيا، في وقت عقد مؤتمر لهذه الدول في تركيا للاتفاق حول سبل إحلال الامن والاستقرار في المنطقة. وفي بلغراد، اعلنت السفارتان الالمانية والبريطانية عن توقف اعمالهما ومغادرة كل العاملين فيهما الاراضي اليوغوسلافية. وتلقى الاميركيون العاملون في جمهورية صرب البوسنة اوامر بالانتقال الى مناطق اخرى في البوسنة - الهرسك اثر التهديدات التي اطلقتها جماعات صربية بالانتقام اذا تعرضت يوغوسلافيا لغارات جوية. وبدأ الديبلوماسيون والمراقبون الدوليون بمغادرة اقليم كوسوفو في سيارات مصفحة الى جمهورية مقدونيا المجاورة وذلك خشية وقوع اعتداءات عليهم، اذا قرر الحلف الاطلسي تنفيذ تهديداته ضد صربيا. ومن جانبها، تحدثت مصادر ألبانية في كوسوفو عن استمرار اعمال العنف والنهب واحراق قرى السكان الالبان التي تقوم بها القوات الصربية بينما تتفاقم محنة النازحين عن ديارهم. وذكرت صحيفة "كوخاديتورا" الالبانية الصادرة في بريشتينا امس ان "اشتباكات وقعت في قريتي تيرستينيك وبوبافاتس في منطقة درينيتسا. ونهب افراد الشرطة الصربية محتويات الكثير من منازل الألبان ثم احرقوها". وذكرت الصحيفة ان "اعمدة الدخان شوهدت تتصاعد من عدد من قرى بلدىة ديتشاني القريبة من الحدود مع البانيا". واستمرت المفاوضات في بلغراد بين المبعوث الاميركي هولبروك والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش لايجاد حل لمشكلة كوسوفو وتجنب التدخل العسكري للاطلسي. وافادت مصادر ديبلوماسية في بلغراد ان المحادثات حققت تقدماً في مجال الحكم الذاتي لكوسوفو والتزام يوغوسلافيا بمطالب مجلس الامن الخاصة بوقف النار، وسحب القوات وحرية تحرك منظمات الاغاثة وعودة النازحين واجراء مفاوضات بين الطرفين الصربي والالباني. واوضحت هذه المصادر ان المعضلة التي تركزت المحاولات لحلها امس، شملت مسائل حساسة تتعلق بكيفية التمكن من التحقق من ان يوغوسلافيا نفذت الامور التي جرى الاتفاق في شأنها. ورفض الرئيس ميلوشيفيتش اي وجود لحلف شمال الاطلسي في الاراضي اليوغوسلافية، لذا جرى البحث عن شكل آخر للمراقبة يعتمد على المراقبين الدوليين ذوي الصلاحيات الواسعة او افراد الشرطة الدولية او مراقبة جوية دولية. كما تناولت المحادثات تشكيل قوات للشرطة تتولى الحفاظ على الامن في كوسوفو. واقترح هولبروك ان يتوزع افرادها حسب النسب السكانية لكافة الاعراق في الاقليم. لكن ميلوشيفيتش اراد ان يكون عدد افراد القوة مناصفة بين الألبان من جهة والصرب وغيرهم، من جهة اخرى. ووصف هولبروك المفاوضات امس بأنها "اصعب ما مرّ به" وتوجه مرات عدة الى مقر السفارة الاميركية للتشاور مع واشنطن. من جهة اخرى، اعلن وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين ان الصرب "التزموا جزئياً" بمطالب مجلس الامن "لكن لا تزال هناك قوات صربية في كوسوفو". واضاف ان جهات استخبارية "تسعى الى معرفة اين تتجه القوات التي تركت مواقعها في كوسوفو". وشدد كوهين على ان على سلطات بلغراد "ان تطبق بشكل كامل المطالب الدولية والا تعرضت لضربات جوية". وافاد مسؤولون بريطانيون انه تم وضع ما يزيد عن 400 طائرة عسكرية تحت قيادة موحدة لاستخدامها في غارات على اهداف صربية "ما يجعل الموقف التفاوضي لهولبروك اكثر قوة". على صعيد آخر، تباينت مواقف دول منطقة البلقان اذ اعلنت مقدونيا انها لا تقبل باستخدام اراضيها لأي عمليات عسكرية في يوغوسلافيا، بينما وافقت بلغاريا على عبور طائرات حلف الاطلسي في اجوائها في حين سمحت رومانيا لحلف الاطلسي بالطيران لحالات طارئة فوق اراضيها. وبدأ امس مؤتمر قمة لدول البلقان وجنوب شرقي اوروبا في منتجع اناتالي في تركيا بحضور تركيا واليونان ومقدونياوبلغارياورومانيا ويوغوسلافيا والبانيا ومراقبين من البوسنة وسلوفينيا. ويستمر المؤتمر يومين ويناقش مسائل الامن والاستقرار في المنطقة وتطوير التعاون الاقتصادي والثقافي والفني وعلاقات حسن الجوار بين دولها، اضافة الى مكافحة الجرائم وتهريب المخدرات والارهاب وما شابه ذلك. وشاركت يوغوسلافيا في المؤتمر بوفد برئاسة رئيس الوزراء الاتحادي مومير بولاتوفيتش الذي حذر في تصريح له "من مغبة التدخل الدولي او الاقليمي في شؤون يوغوسلافيا الداخلية". من جهة اخرى، اعلنت الحكومة الالمانية انها قررت اعطاء الضوء الاخضر لتوجيه ضربات جوية اطلسية ضد اهداف صربية في حال عدم التوصل الى اتفاق مع بلغراد. وفي الوقت نفسه، اكد رئيس الوزراء الايطالي المستقيل رومانو برودي ان بلاده قررت السماح للحلف باستخدام قواعده على اراضيها لشن هذه الضربات. وفي المقابل، كررت روسيا تلويحها بالتدخل عسكرياً الى جانب الصرب اذا وقع تدخل اطلسي.