اعتبرت مصادر جيش تحرير كوسوفو ان الاتفاق بين المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك والرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش "غير مقبول لانه اعاد الازمة في الاقليم الى نقطة الصفر". وشددت المصادر نفسها على انه "لا يمكن الوثوق بالرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش". وفي المقابل، اشادت بلغراد بالاتفاق باعتباره يتماشى مع هدفها بقاء اقليم كوسوفو ضمن الاراضي الصربية. راجع ص 7 واتفقت الدول الكبرى على الترحيب بالاتفاق على رغم مواقفها المتباينة اثناء الازمة وتصاعد التهديدات المتبادلة. واثنى هولبروك على المساعدات الروسية "التي لا غنى عنها" في التوصل الى اتفاق. وجاء الاعلان عن الاتفاق امس الثلثاء في مؤتمر صحافي عقده هولبروك في بلغراد عقب اختتام محادثاته مع الرئيس ميلوشيفيتش. واشار الى ان "مراقبة التنفيذ سيتولاها فريق من ألفي عنصر اوروبي على الارض بالاضافة الى طائرة غير عسكرية للمراقبة من الجو تابعة لحلف شمال الاطلسي". واضاف ان السفير الاميركي في مقدونيا كريستوفر هيل "سيواصل الوساطة في شأن مساعي دعم التسوية السياسية بين سلطات بلغراد وزعماء ألبان كوسوفو". ووصف الناطق باسم جيش تحرير كوسوفو برديل محمودي الاتفاق بأنه غير مقبول وقال: "اننا سنرفض عرض الحكم الذاتي ونصر على الاستقلال الكامل لاننا لا يمكن ان نعيش داخل صربيا". واضاف في حديث ادلى به في مقر اقامته في سويسرا ان "جيش تحرير كوسوفو سيقبل رغم ذلك اتفاقاً يمنح شعب كوسوفو حق تقرير المصير بعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات". واعتبر ان اي اتفاق مع ميلوشيفيتش "لا يمكن الوثوق به" لكنه اوضح ان جيش تحرير كوسوفو "سيواصل الالتزام بوقف النار الذي اعلنه الاسبوع الماضي رغم القصف الصربي في كوسوفو". من جهته، اعلن الرئيس ميلوشيفيتش ان الاتفاق "يجنب البلاد خطر الضربة العسكرية" واضاف قائلاً ان "الحل يضمن حكماً ذاتياً لكوسوفو ولكن ضمن وحدة الاراضي الصربية واليوغوسلافية ويؤمن حقوقاً متساوية للمواطنين كافة في الاقليم". ويذكر ان اقليم كوسوفو كان يتمتع بحكم ذاتي واسع في عهد الزعيم الراحل تيتو والغاه ميلوشيفيتش في 1989. ورحب الرئيس الاميركي بيل كلينتون بالاتفاق مؤكداً انه "اذا تم تنفيذه، لن تكون هناك حاجة الى استخدام القوة". وبعدما قدم عرضاً سريعاً لبنود الاتفاق مشيداً بآلية الرقابة البرية والجوية التي تضمنته، اكد كلينتون ان الولاياتالمتحدة وحلفاءها لن يعتمدوا على ما سيقوله ميلوشيفيتش بل ما سيفعله. واشار الى ان المجتمع الدولي يفضل تقيد الصرب بالاتفاق بدلاً من الدخول في نزاع معهم. واعتبر وزير الدفاع الاميركي وليام كوهين الاتفاق "تطوراً ايجابياً ونصراً لسياسة تعتمد القوة والديبلوماسية معاً". كما اعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير عن تقويمه الايجابي للاتفاق مشيراً الى ان الحلف الاطلسي "لا يزال مستعداً لاستخدام القوة لضمان التزام الرئيس ميلوشيفيتش بالاتفاق". واعتبرت موسكو الاتفاق مخرجاً لازمة كبيرة واعلنت استعدادها للمشاركة بفريق منظمة الأمن والتعاون الاوروبية الذي سيتأكد من تطبيقه. واعلن رئيس مجلس الدوما الروسي انه "سيتم ارسال وفد لتقصي الحقائق الى كوسوفو". ورأت مصادر ديبلوماسية ان المفاوضات التي ستترتب على الاتفاق "ستكون طويلة وشاقة". ودعا زعماء دول البلقان وبينهم رئيس وزراء يوغوسلافيا مومير بولاتوفيتش الى "اقامة حكم ذاتي في اقليم كوسوفو". ورحبوا بالانباء عن "تحقق انجاز في محادثات المبعوث الاميركي هولبروك في بلغراد". وجاء ذلك في بيان صدر امس الثلثاء في مدينة انطاليا التركية بعد اختتام اعمال قمة شاركت دول المنطقة.