واي ميلز ماريلاند، واشنطن، القدسالمحتلة - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - أعلنت الولاياتالمتحدة ان محادثات السلام في منتجع واي بلانتيشن في ماريلاند قرب واشنطن، بدأت في "مناخ بناء وعملي"، على رغم اشارة مفاوضين الى "مناقشات ساخنة" بين مجموعة من المشاركين. وقال مسؤولون فلسطينيون ان المسؤولين الذين اجتمعوا لمناقشة القضايا الامنية أنهوا فجأة مساء اول من امس المحادثات بعد "مناقشات ساخنة". وصرح مفاوض فلسطيني بأن المحادثات توقفت بسبب تصريح "استفزازي" لمسؤول اسرائيلي. واستؤنفت المحادثات أمس في الساعة التاسعة صباحا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة الواحدة بعد الظهر بتوقيت غرينتش. كلينتون وكان كلينتون الذي من المقرر ان يعود الى المحادثات كلما دعت الحاجة، افتتح الجلسة العمومية الاولى في واي بلانتيشن أول من أمس متعهداً بالعمل بقوة من اجل التوصل الى اتفاق. وقال: "هناك عمل صعب جدا علينا ان نقوم به اذا كنا نريد التوصل الى اتفاق يتيح تقدم عملية السلام ويلزمنا قليل من الوقت لصنعه". وجدد التأكيد ان وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وهو شخصيا "سيعملان كل ما في وسعهما" من اجل التوصل الى اتفاق، موضحا ان الوفود الثلاثة وعدت بأن تقتصر اتصالاتها بالصحافيين على "لقاءات دورية" من أجل "تركيز طاقاتها" على المسائل التي تحتاج الى حل. وصرحت مصادر اميركية واسرائيلية بان كلينتون التقى بعد جلسة الافتتاح عرفات لمدة نصف ساعة تقريباً ثم تحدث مع مساعديه قبل ان يلتقي نتانياهو لمدة 90 دقيقة. كذلك اجتمعت أولبرايت مع كل من عرفات ونتانياهو. الدولة الفلسطينية وبث التلفزيون الاسرائيلي ان المحادثات الاولى بين نتانياهو وعرفات مع كلينتون في البيت الابيض تناولت في شكل أساسي ما سيحصل بعد الرابع من ايار مايو 1999، موعد انتهاء الفترة الانتقالية للحكم الذاتي. واكد ان الولاياتالمتحدة تحاول اقناع عرفات بإرجاء هذا الاستحقاق سنتين في مقابل اعتراف أميركي بحق الفلسطينيين في انشاء دولة. وأشار الى ان اسرائيل قد تقبل ايضا مبدأ انشاء دولة فلسطينية على ان ترسم حدودها وتحدد سلطاتها في اطار مفاوضات على الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية. "اتفاق سيء" إلى ذلك، صرح سكرتير الحكومة الإسرائيلية داني نافيه إلى التفلزيون بأنه "في حال توصل رئيس الحكومة الى نتيجة مفادها ان المفاوضات ستؤدي الى اتفاق سيء لا يلبي المطالب الامنية لإسرائيل ولا يحترم فيه الفلسطينيون تعهداتهم، سنعود بلا اتفاق". واضاف نافيه الذي يشارك في عضوية الوفد الاسرائيلي المفاوض في واي بلانتيشن: "آمل بألا يحصل ذلك، لكن الهدف ليس التوصل الى اتفاق بأي ثمن". أما نتانياهو، فاستبعد في هذه المرحلة تمديد اجتماعات القمة التي من المقرر ان تنتهي غداً. وقال للتلفزيون: "لا انوي البقاء اكثر من الوقت المحدد. واذا كان الامر يتطلب وقتا أطول سنفكر في الأمر". ودعا شركاءه في اليمين الحاكم الى التفكير مرتين قبل اطاحته، وقال: "ان هناك مخاطرة سياسية قبلت تحملها. هل يطيحون الحكومة بسبب نقاط مئوية قليلة؟ ماذا سيحدث عندئذ؟ ستأتي حكومة يسارية تسلم مئة في المئة" من الأراضي للفلسطينيين. الخلافات الامنية ورغم اشارة مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين الى ان الجانبين حققا تقدماً نحو تسوية المسائل الامنية الجوهرية قبل قمة واشنطن، الا ان مفاوضين من الجانبين تحدثوا قبل بدء القمة عن خلافات على الضمانات والترتيبات الامنية الفلسطينية التي تطالب بها اسرائيل مقابل انسحاب جديد في الضفة. وقال مسؤول امني فلسطيني ان قائد قوات الامن الفلسطينية في غزة محمد دحلان ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاؤول مفاز تنقلا معا بين نتانياهو وعرفات خلال اجتماعات الاثنين الماضي. واضاف ان مسؤولين أمنيين بارزين من الجانبين عقدوا مزيدا من الاجتماعات الثلثاء الماضي "بهدف الوصول الى ارضية مشتركة قبل محادثات واشنطن ولتمهيد الطريق امام نجاحها". وتابع ان الفلسطينيين صاغوا خطة امنية تقرر استعدادهم للوفاء بالالتزامات الواردة في اتفاق السلام الموقت الذي وقع عام 1995 بما في ذلك منع هجمات المتشددين المناهضين لإسرائيل وجمع الاسلحة غير المرخصة. واضاف ان الاسرائيليين "فوجئوا بأن لدى الفلسطينيين خطة امنية شاملة"، مشيراً إلى أن الخطة الفلسطينية تدعو أيضاً اسرائيل الى اتخاذ خطوات امنية لكبح المستوطنين في الضفة وقطاع غزة. وأكد مصدر في الوفد الاسرائيلي المشارك في محادثات واي بلانتيشن ان اجتماعات عقدت قبل القمة، لكنه اضاف ان "الفجوات الامنية لا تزال واسعة". وقال ان تقدما تحقق لكن اسرائيل تصر على ان يكون هناك اتفاق مكتوب يحدد الالتزامات الفلسطينية بأدق تفاصيلها ويتضمن آلية واضحة لضمان تنفيذها.