تعلق ادارة الرئيس بيل كلينتون اهمية كبيرة على قمة "واي بلانتيشن" في ولاية ماريلاند، التي ستبدأ الخميس المقبل وتضم الرئيس الاميركي معظم الوقت والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتانياهو، بهدف التوصل الى اتفاق حول اعادة نشر القوات الاسرائيلية في الضفة الغربية حسب الافكار الاميركية. وظهر شعور بالتفاؤل في اوساط كبار المسؤولين في واشنطن بأن هذه القمة، التي ستستمر على الأقل حتى الاثنين المقبل، ستؤدي الى النتيجة المطلوبة، وستؤمن احتفالاً جديداً في البيت الأبيض يُضم الى انجازات الرئيس كلينتون الذي يواجه صعوبات داخلية ومحاولات لمحاكمته تمهيداً لعزله بسبب فضيحة "مونيكا غيت". وأكدت مصادر وزارة الخارجية امس ان القمة الثلاثية ستبدأ باحتفال رسمي في البيت الأبيض صباح الخميس قبل ان ينتقل عرفات ونتانياهو ووفداهما ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت الى المنتجع في ماريلاند لبدء جلسات طويلة من المفاوضات بعيداً عن الإعلام. والجدير بالذكر ان عملية السلام في الشرق الأوسط ليست غريبة عن "واي بلانتيشن" كونه شهد جانباً كبيراً من المفاوضات السورية - الاسرائيلية التي توقفت في شباط فبراير 1996. ويأمل المسؤولون الاميركيون بأن يشهد البيت الأبيض الاثنين المقبل احتفالاً بالتوقيع على اتفاق جديد فلسطيني - اسرائيلي، رغم اعتراف بعضهم بأنه سيكون من الصعب جداً التوصل الى اتفاق كامل حول الانسحابات والمسائل الامنية خلال اربعة ايام. وأضافت المصادر ان الرئيس كلينتون يعتزم تمضية وقت كبير مع المفاوضين الفلسطينيين والاسرائيليين. اذ انه سينضم الى عرفات ونتانياهو بعد ظهر الخميس، ثم يعود الى "واي بلانتيشن" يومي السبت والأحد بعد ان يقوم يوم الجمعة بحملات انتخابية لدعم المرشحين الديموقراطيين في الانتخابات التي تجرى مطلع تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ولم يكن معروفاً امس ما يعده المسؤولون في الادارة من خطط تتعلق بالتغطية الاعلامية للقمة الثلاثية. ولكن الواضح ان هناك اختلافاً في الرأي حول مقدار هذه التغطية. فمن جهة يعتقد كبار المسؤولين المعنيين بشؤون الشرق الأوسط ان افضل وسيلة لانجاح المفاوضات هي في فرض تعتيم اعلامي عليها حتى التوصل الى اتفاق، لكن هذا الرأي يصطدم من جهة اخرى برغبة البيت الأبيض في ابراز الرئيس كلينتون اعلامياً بأنه معني مباشرة بتحقيق الانجاز الفلسطيني - الاسرائيلي. ويتوقع ان تنتصر وجهة نظر البيت الأبيض على الأقل في الشكل، بدليل انه تقرر اقامة مركز اعلامي على مسافة خمسة اميال من "واي بلانتيشن" لمتابعة الحدث. ويبدو الاسبوع الحالي اسبوعاً مهماً للرئيس كلينتون كونه سيظهره رئاسياً ليس فقط على الصعيد الداخلي، وهو يسعى الى اقناع الكونغرس بالموافقة على الموازنة وتفادي اغفال الحكومة لعدم توفر الاعتمادات، وإنما على الصعيد الخارجي في مواجهة الازمة في كوسوفو وعملية السلام في الشرق الأوسط. والملفت ان بداية الاسبوع حملت للرئيس كلينتون انباء طيبة من خلال استقصاء للرأي اجرته صحيفة "واشنطن بوست" اظهر انه قد بدأ يربح معركة الرأي العام. ووجد الاستقصاء ان 67 في المئة من الاميركيين يؤيدون طريقة عمل الرئيس كلينتون وان 62 في المئة منهم يعارضون طريقة معالجة الكونغرس للفضيحة.