دعا العماد ميشال عون جميع المستائين من الوضع القائم في لبنان الى التعبير عن استيائهم ضمن "التيار الوطني الحر" الذي يتزعمه، ورفض التعليق على اختيار العماد اميل لحود رئىساً للبنان، واكتفى بالقول ان "العملية فاسدة برمّتها". وانتقد فرنسا لربطها بين السيادة اللبنانية والوضع في الشرق الأوسط. جاء ذلك في لقاء عقده عون مع نحو 700 شخص من أفراد الجالية اللبنانية في فرنسا في "قصر المؤتمرات" في باريس، مساء اول من امس، في الذكرى الثامنة لإطاحته من قصر بعبدا. وهذا اللقاء هو الأول من نوعه منذ زوال واجب التحفظ الذي فرض عليه خلال السنوات الخمس الأولى من اقامته على الأراضي الفرنسية. وقال عون "ان علاقتي بلحود مثل علاقتي بكل ضابط في الجيش اللبناني، فهو كان قريب مني خلال الدورات ولم تكن بيننا علاقة اجتماعية". وأضاف "ان الموقف منه غير شخصي، فهناك اشخاص كثيرون نحبهم ولا نضعهم في موقع المسؤولية" وأن "التعليق على لحود غير وارد بالنسبة إليّ، لكن العملية برمتها مزيفة، وإذا كنا نرفضها بأكملها فليس لنا ان نعلّق على مضمونها". وأضاف "كنت على علاقة ممتازة مع مخايل الضاهر وكذلك مع الرئىس الراحل رينيه معوض، لكن الموقف السياسي يختلف تماماً خصوصاً عندما يكون الأمر على صلة بالمسألة الوطنية. فهي ليست مفاضلة، بل رفض لتنصيب رئيس من جانب سلطة خارجية، فالعملية فاسدة برمتها وغير خاضعة لرأي الشعب اللبناني". وسأل "ماذا التزم لحود قبل الرئاسة حيال الشعب اللبناني؟ وكيف يعقل ان نتبلغ بتعديل الدستور عبر صحيفة "الأهرام" المصرية او عبر نشرات الأخبار؟". ورأى "ان جوهر الموضوع يكمن في ان نكون او لا نكون، والتعبير لا يمكن ان يكون بين جدران اربعة. حان الوقت للمجتمع اللبناني ان يفيق، والوقت إناء فارغ وإذا لم نضع فيه شيئاً فسيبقى فارغاً". وعن عزم الوزير وليد جنبلاط مقاطعة جلستي التعديل والانتخاب، قال "تجب معرفة اسباب هذه المقاطعة، وهل الهدف منها فقط الحصول على حصة اكبر في الحكم؟". وحمل عون على سياسة فرنسا في لبنان، وقال "ان السياسي الذي يربط مصير السيادة اللبنانية بحل في الشرق الاوسط سنكون له في المرصاد والانتقاد، وعندما يقال "عودة السيادة اللبنانية بالتفاهم بين سورية وإسرائيل" فما دخلي أنا؟ أنا مع سورية لكي تستعيد ارضها ولكن لا يلغوا السيادة". وأكد "ان التيار الوطني سيتصدى لهذه المواقف ضمن اطار الديموقراطية واحترام القوانين الفرنسية. فنحن سننتقد الموقف الفرنسي لكننا لن نقدم على اي شغب ضد فرنسا". ووصف الموقف الفرنسي بأنه "هرطقة قانونية لا يمكن التغاضي عنها خصوصاً ان فرنسا عضو في الأممالمتحدة، وتخطت بمواقفها قرارات مجلس الأمن". وأشار الى "ان لبنان ربما كان البلد الوحيد في العالم الذي انتقل من وضع البلد المستقل الى البلد المستعمر، فلمَ الإختباء وراء الألفاظ والقول ان هناك وجوداً سورياً؟ هناك وجود اميركي في ألمانيا، ولكن من شعر بهذا الوجود في الانتخابات الألمانية؟". ورأى "ان الخروج من المأزق يفترض الخروج من الذهنية المذهبية" وأن "هناك تحدياً مطروحاً على كل لبناني يقضي بالمطالبة بلجنة تحقيق بجرائم الحرب التي ارتكبت في لبنان ومعرفة من سمّاها بالجرائم الطائفية".ودعا مؤيدي "التيار الوطني الحر" الى "الخروج من نظام الحصص الطائفية والعمل على عودة الوطن لحقوقه الاساسية، عبر الأطر الملائمة للتعبير لا للتململ، وأن المقتنعين بالوضع الراهن "الله يهنّيهم" اما الذين يجدون ان الوضع سيئ "لا اريدهم ان يشعروا بالإحباط بل ليتفضلوا ويمارسوا معنا حقهم في التعبير". وذكر عون ان التيار ليس حزباً بل انه مفتوح امام جميع الراغبين في سيادة الوطن وأنه ليس رئيساً لحزب ولا يطلب ولاءً سياسياً من أحد، بل هو وصل الى مرحلة بات فيها "يشكل رمزاً للقضية وإذا كان هناك من يرغب في ان يحل محلي فهذا يريحني".