رحيل رواد الرياضة شهدت الأيام الماضية رحيل شخصيتين تعد أبرز الشخصيات التي مرت على الرياضة السعودية، إذ انتقل إلى جوار الرحمن الأمير محمد العبدالله الفيصل الشخصية الأهلاوية المعروفة بعد تاريخ حافل بالأحداث والإنجازات، كما انتقل إلى رحمة الله مؤسس نادي الهلال عبدالرحمن بن سعيد الذي ساهم كثيراً في بناء الرياضة السعودية. بعد ان انقضى موسم تحدوه القضايا من كل حدب وصوب، بدا الموسم الجديد ملتهباً وهو في مهده، إذ ان أحداثاً محتشدة في دائرة مذكرات صيف أندية دوري زين، اكتظت بها الملفات من أقل المؤسسات سلطة وصولاً لمحكمة التحكيم الدولية وفض المنازعات بلوزان السويسرية. ومن حيث تنتهي هذه المقدمة تأت البداية الفعلية لسرد الأحداث المذكورة وتحديداً عندما كان الشارع الرياضي يترقب مصير نادي الوحدة الذي هبط بعد قرار تأديبي من لجنة الانضباط الموسم الماضي كلفه 3 أطاحت به إلى دوري الدرجة الأولى، جماهير «فرسان مكة» التي احتجت على هذا القرار كثيراً عبر اعتصاماتها أمام مقر ناديها برفع لافتات معبرة حبست أنفاسها كثيراً وهي تنتظر قرار محكمة التحكيم التي أجلت إعلان مصير الوحدة في تاريخ الجلسة المنتظرة، ما جعل أفراد الشارع الرياضي يتشعبون في تأويل الحكم في الجلسة الجديدة، فإدارة الوحدة التي لم تلق بالاً لقرار لجنة الانضباط بعدم التصريح في أي قضية وهي منظورة أبدت ارتياحاً حيال ذلك التأجيل، بينما ثارت المخاوف في نادي القادسية الذي سيسقط إلى دوري الدرجة الأولى في حال كان القرار لمصلحة الوحدة، فيما وكل الاتحاد السعودي محامين من دول مختلفة للترافع عنه في القضية، وبعد طول انتظار أصدرت المحكمة قرارها الذي أكدت من خلاله عدم اختصاصها بتغيير قرار الاتحاد السعودي بخصم 3 نقاط من الوحدة، مكتفية بمقترح إعطاء المشورة للخصوم في القضية، وبناء على ذلك أسدل الستار على واحدة من أهم القضايا التي اجتاحت الكرة السعودية على مدى التاريخ وبقي القرار على ماهو عليه. اجتماع شرفي واعتراض الأعضاء ظلت جماهير النصر تنتظر اللحظة التي يعقد فيها اجتماع أعضاء شرف النادي والمحدد في 17 رمضان منذ وقت سابق، وقدمت إدارة النصر الدعوات إلى أكثر من 260 عضو شرف إضافة لإعلانها فتح الباب لمن أراد الحضور خصوصاً أن أرقام الاتصال بأعضاء شرف سابقين تغيرت وبات من الصعب الوصول إليهم، وعند عقد الاجتماع حضر رئيس النادي السابق الأمير ممدوح بن عبدالرحمن والذي عرف عنه أنه على خلاف في وجهات النظر مع الإدارة النصراوية، الأمر الذي بث التفاؤل في البيت الأصفر، ولكن سرعان ما عادت الأمور كما كانت وأثبت ممدوح صحة الخلاف ما بينه وبين الإدارة إذ غادر الاجتماع غاضباً ومعترضاً بعد أقل من 15 دقيقة من إقامته، وبرر خروجه بعد ذلك بتمسك الإدارة ببند دفع مبلغ العضوية الشرفية من جميع الأعضاء والبالغ 200 ألف ريال موضحاً انه يرى أن النصر للجميع وليس بالأموال، فيما أتمت الإدارة الاجتماع بعد ذلك ووصلت إلى قرارات عدة، وبعد ذلك قام العديد من أعضاء الشرف بتسديد رسوم العضوية الشرفية أبرزهم حسام الصالح الذي أيضاً كان على خلاف مع الإدارة ولكن اجتماع مصغر جمعه بإدارة النادي والأمير وليد بن بدر والأمير عبدالحكيم بن مساعد أعاد الأمور لمجاريها. تويتر والأندية سلكت الأندية مسلكاً جديداً تماشياً مع وسائل الاتصال الحديثة ممثلة تحديداً في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وبدأها رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد الذي أنشأ حساباً في الموقع وبدأ في التحاور مع جماهير النادي بشكل مباشر، إضافة لإعلانه عن مخططات الفريق والصفقات عن طريق الموقع، بل وخصص بن مساعد يوماً كاملاً لتلقي الأسئلة من الجماهير والجواب عنها ما زاد من شعبية هذا الأمر، وبعد فترة وجيزة أعلن رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي إنشاء حسابه الخاص في تويتر أيضاً ليكون قناة رسمية لجماهير النصر، وبالفعل بدأ فيصل بن تركي في النقاش مع جماهير ناديه وأعلن أيضاً صفقاته وكان أبرز ما أعلنه هو إيقاف المفاوضات مع الكويتي بدر المطوع، إضافة لعدد كبير من أعضاء الشرف مثل عبدالله بن مساعد من الهلال وعبدالحكيم بن مساعد في النصر، وأيضاً عدد كبير من الإعلاميين . رباط هرماش وفي الهلال عاودت الإدارة فتح باب الانتقالات مجدداً بعد إغلاقه مع الكاميروني ايمانا، ولكن هذه المرة لم تكن العودة من أجل عدم قناعة بأداء أحد اللاعبين، بل لإصابة لاعب خط وسطه المغربي عادل هرماش الذي أثبتت الفحوص إصابته بقطع في الرباط الصليبي الأمر الذي يعني غيابه عن الملاعب لمدة لن تقل عن 5 أشهر النبأ الذي صدم الهلاليين وجعلهم يعودون مجدداً للمفاوضات وفتح ملفات اللاعبين الأجانب، إضافة لتفكيرهم باستمرار السويدي ويلهامسون، وحتى هذه اللحظة لم يحسم الهلاليون أمرهم في هذا الموضوع. النصر والمطوع وعلى اتجاه آخر على خريطة أندية الدوري عانى النصر الأمرين في مسألة تمديد عقد المهاجم الكويتي بدر المطوع الذي كان معاراً له منذ فترة الانتقالات الشتوية في الموسم الماضي، فالمطوع الذي سجل 13 هدفاً مع «العالمي» خلال ثلاثة أشهر تعرض للإقالة من عمله الرسمي في الكويت «الحرس الوطني» جرّاء تغيبه لأكثر من 4 اسابيع من دون عذر مسبق نظير احترافه في السعودية، وبعد نهاية منافسات الموسم قرر هداف العالم بحسب اتحاد التاريخ والإحصاء العودة لعمله من جديد وسعى إلى ذلك جاهداً وكانت الأنباء تشير بعدم قبول المسؤولين بعودته مجدداً وعند اقتراب النصر من تمديد عقده بعد ما يقارب شهرين من المفاوضات ما بين أطراف أربعة «النصر، القادسية الكويتي، بدر المطوع، الحرس الوطني الكويتي» لم يعد مهاجم منتخب الكويت لاعباً في النادي السعودي، ولم ينجح في العودة إلى عمله وحافظ فقط على دفاعه عن ألوان القادسية، إذ أعلن رئيس النصر بعد أكثر من شهرين إيقاف المفاوضات نهائياً معه. أبناء عطيف وفي الشباب قرر الجهاز الفني بقيادة المدرب البلجيكي ميشيل برودوم الاستغناء عن لاعب خط الوسط علي عطيف في خطوة أخذت حيزاً إعلامياً واسعاً، خصوصاً أن علي عطيف قدم مستويات عالية بداية ظهوره مع الفريق، قبل أن تؤكد إدارة «الليث» أنها تسير وفق نظام احترافي بحت وهي ليست مسؤولة عن تحديد حاجات الفريق فنياً بوجود مدرب عالمي يملك القرار في هذا الجانب، وبعد فتره زمنية تجاوزت شهراً ونصف الشهر أصدرت الإدارة الشبابية بياناً تؤكد فيه عدم وجود اللاعب الدولي عبده عطيف ضمن قائمتها التي ستمثل الفريق الموسم المقبل مبينة أن صانع الألعاب الذي تعرض لإصابة في الرباط الصليبي الموسم الماضي يملك فرصة شراء ما تبقى من عقده والانتقال للنادي الذي يرغب بتمثيله، كما أكدت أن عطيف الذي مثل المنتخب السعودي في كأس آسيا الأخيرة وضع على قائمة الانتقالات، وفتح هذا البيان باب التنافس على مصراعيه لدى الأندية للظفر بخدمات عبده. معاذ ينتقل إلى صفوف النصر قبل أن يسدل الستار على استعدادات الصيف نجحت إدارة نادي النصر في توقيع عقد إعارة مالك معاذ لمدة موسم واحد في مقابل 3 ملايين ريال في صفقة لم تكن مرتقبة، خصوصاً أن النصر كان يتحرك لاستقطاب لاعب آسيوي رابع كانت الأنباء ترجح أن يكون مهند المحارمة إلا أن الإدارة الصفراء قامت بالتوقيع مع معاذ الذي لم يسطع أخيراً على المستطيل الأخضر على أمل أن يستعيد أنفاسه كمهاجم مخضرم ومتمكن ويعزز من قدرات الهجوم النصراوي. «كوبري» الغامدي وفي القادسية فُتح باب واحدة من أكبر قضايا الموسم عندما اختتم مدافعه الواعد خالد الغامدي موسمه بالتوقيع مع نادي اف سي ويل السويسري الذي قدم لاعبه الجديد في صورة تم بثها على القنوات الإعلامية، في خطوة أثارت الشكوك بأن يكون ما يكنّى ب «الكبري» قد وقع، والكبري عبارة عن وسيلة تقوم بعض الأندية باللجوء إليها لنقل اللاعب التي ترغب لصفوفها بالاتفاق مع نادٍ خارجي من دون أن تنالهم أي عقوبة نظامية، وخرج اللاعب حينها في تصاريح لبعض الوسائل الإعلامية يؤكد خلالها أنه في حال عدم استمراره مع ناديه الجديد فلن يعود من جديد للقادسية، بينما أكد رئيس القادسية عبدالله الهزاع أنه لن يترك هذا الأمر يمر مرور الكرام، مبيناً أنه سيلجأ للقانون لأخذ حق ناديه في حال كان أحد الأندية سبباً في انتقال الغامدي للقادسية، وطالت القضية، الأمر الذي دعا لجنة الاحتراف لاستحداث بنداً جديداً في لائحتها يقضي بعودة اللاعب المحترف خارجياً لفريقه السابق إن لم تتجاوز فترة احترافه مدة سنتين، ووجد القرار اعتراضات من اللاعبين والأندية وظهرت تأكيدات بأن هذا القرار لا يتلاءم مع لوائح وأنظمة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، وبعد أن ظهرت أسماء اندية وأخذت القضية مسار الهدوء أكثر أسدل الستار عليها عندما وقع اللاعب عقداً احترافياً مع النصر. صعوبة التعاقد مع إيمانا وفي الجانب الآخر من العاصمة استقر الهلال على اختيار اللاعب الكاميروني ايكيل ايمانا للمحترف في صفوف ريال بيتيس الإسباني، إلا أن ذلك الخيار لم يكن سهل المنال وبدا مزعجاً في بعض الأحيان لإدارة وجماهير «الزعيم» إذ أخذت المفاوضات منعطفات عدة فعندما نجحت الإدارة بإقناع الكاميروني الذي يجيد صناعة اللعب والتهديف بارتداء القميص الأزرق وبعقد مغرٍ، اصطدمت بحاجز إدارة ريال بيتيس التي اتضح ترددها الكبير في قبول العرض من عدمه وبدت وكأنها في صراع مع ذاتها ما بين التفريط باللاعب وقبول العرض المادي، أو الإبقاء عليه والتفريط بالأموال، خصوصاً وأن فريقها تأهل لدوري الدرجة الأولى، فظلت المفاوضات سارية والمحادثات على قدم ساق لأكثر من شهر فقط من أجل الحصول على موافقة النادي الإسباني الذي وضع شروطاً عدة وبعد مسلسل طويل نجح الهلاليون في إنهاء الصفقة «الدراماتيكية» لمصلحتهم. قطع صليبي لحمود وفي جانب قريب تلقى النصراويون خبراً لم ينتظروه إطلاقاً عندما أصيب مهاجمهم سعود حمود بقطع في الرباط الصليبي هو الآخر ما يعني غيابه لمدة 6 أشهر بناء على الفحوص الطبية التي خضع لها اللاعب، وأجرى حمود جراحة على يد الدكتور المعروف خالد نعمان والذي عمل سابقاً مع المنتخب السعودي، وقرر الاتحاد السعودي التكفل بعلاج حمود، خصوصاً أن الإصابة لحقت به وهو في مهمة مع «الأخضر» الاولمبي في بطولة كأس الخليج للمنتخبات الأولمبية، ما جعل إدارة النصر تبحث عن مهاجم أجنبي ليكون بديلاً عنه حتى عودته. إمكانات ياتارا وفي الشباب عادت بعض المستجدات للظهور على السطح على رغم أنه أول الأندية السعودية التي أنهت كافة أعمالها من جانب التعاقدات مع اللاعبين والمدرب، وبعد الانتهاء من معسكر الفريق الذي أقيم في ألمانيا، أظهرت تقارير عدة وأنباء راجت عن عدم قناعة المدرب البلجيكي ميشيل برودوم بإمكانات المحترف الغيني ابراهيما ياتارا معللاً ذلك بسن اللاعب الذي يلامس ال30 عاماً، إضافة لإصاباته المتكررة الأمر الذي جعل الإدارة الشبابية تجدد تحركاتها في سوق الانتقالات بحثاً عن لاعب بديل للغيني وكانت الأحداث تشير إلى رغبة «الليوث» بالتعاقد مع لاعب الهلال، السويدي كريستيان ويلهامسون لولا مطالبات الهلاليين الصعبة بتخلي الشباب عن المدافع حسن معاذ مقابل خدمات السويدي، إلا أن ياتارا قدم مستويات لافتة في بطولة العين الدولية التي أقيمت أخيراً جعلت برودوم يعيد النظر في قرار الاستغناء عنه. الشهراني ومفترق الطرق لم يغلق الباب لدى القدساويين عند الانتهاء من قضية مدافعهم خالد الغامدي، فأنظار الأندية اتجهت نحو المدافع الواعد ياسر الشهراني الذي قدم مستويات مميزة مع المنتخب السعودي للشباب في كأس العالم الأخيرة في كولومبيا، وكان الهلال الوحيد الذي يسعى لنقل خدمات الشهراني لصفوفه قبل أن يدخل الاتحاد على خط المفاوضات ويتبعهما النصر وبلغت المفاوضات ذروتها عندما قدم النصر العرض الأكبر لضم الشهراني والذي حاز موافقة إدارة نادي القادسية ولكن رغبة اللاعب حالت دون إتمام الصفقة، إذ أكد أن أمنيته أن يلعب لنادي الهلال، وبقي النصر محافظاً على عرضه لدى إدارة القادسية، بينما طالبت الأخيرة اللاعب بتغيير قناعاته وقبول عرض النصر أو أن ينجح في أن يجعل الهلاليين يقبلون برفع قيمة العرض ليوازي نظيره النصراوي، وإما التجديد للقادسية بمبلغ بسيط وإعارته بعد ذلك، وحتى هذه اللحظة لم تحسم هذه القضية. للاطلاع على حصاد الصيف بصيفة pdf اضغط هنا