سجلت السعودية الإنجاز رقم 23 في سلسلة فصل التوائم السيامية، وذلك عندما نجح فريق طبي يقوده وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة في فصل التوأم المغربي عزيزة وسعيدة في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض أمس، بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي تكفل بنفقة الجراحة كاملة. ومرت جراحة فصل التوأمين اللتين تشتركان في الكبد والبنكرياس وجزء من الاثني عشر والجزء الأعلى من الأمعاء الدقيقة، بسبع مراحل على مدى 15 ساعة، بدأت بمرحلة التخدير الكامل ثم الإعداد والتعقيم وبعدها مرحلة فتح منطقة الالتصاق باستخدام مشرط الليزر الحراري للتقليل من النزف، وعمل فتح في المنطقة الأمامية من الالتصاق، وفصل الجلد وعضلات الصدر والبطن وغشاء القلب المشترك، ففصل الكبد والبنكرياس والأمعاء، ثم نقل التوأمين إلى طاولتين منفصلتين للبدء في عملية الترميم، ونقلهما إلى وحدة العناية المركزة. وشارك في العملية طاقم طبي كبير من أقسام جراحة الأطفال والقلب والتجميل والتخدير والأشعة. وقال وزير الصحة عقب المرحلة الرابعة من العملية، وهي عملية فصل الكبد والبنكرياس: «إن حالة التوأمين جيدة ومستقرة والأمور تسير كما هو مخطط لها». وأكد اختصاصي التخدير عبدالعليم العطاسي، أن الخطة التي حددها الأطباء لم تتغير حتى في المرحلة الصعبة من الجراحة وهي الفصل النهائي، مشيراً إلى أن الطبيبة السعودية عواطف فادن من مستشفى الملك خالد الجامعي شاركت للمرة الأولى في تخدير الطفلتين. وذكر اختصاصي التخدير محمد الجمال، أن الفريق الطبي واجه صعوبات عدة، وهي أن العمود الفقري لم يكن مستقيماً والكبد واحدة وحجمها كبير، فيما كان الفريق الطبي يظن أن أنها جزأين، لكنه أكد أن الفريق تجاوز تلك العقبات بنجاح، مشيراً إلى أن عملية فصل الكبد استمرت أكثر من أربع ساعات، وزع جزء الكبد بشكل متناسب بين الطفلتين. وأضاف أن تخدير الطفلتين استمر 45 دقيقة، واستخدم الفريق الطبي نوعان الأول تخدير جزئي يوفر عدم الإحساس بالألم مطلقاً، وتخدير كلي يجعل التوأم في حال قريبة من النوم ليعطي أفضل النتائج. وقال: «لم يتم استخدام البالون الذي يساعد في تمدد الجلد وارتخائه أثناء الجراحة للاستفادة منه في تغطية الجرح، لأن منطقة البطن متمددة ولا تحتاج إلى ذلك». وأعرب والد الطفلتين عزيزة وسعيدة عن شكره العميق لخادم الحرمين الشريفين على بادرته الإنسانية. وقال ل«الحياة»: «اشكر الله أن تحقق حلمي في رؤية سعيدة وعزيزة وهن منفصلات بعد معاناة امتدت عامين، فمنذ ولادتهما لم تغادرا المستشفى، وكنا نضطر إلى أن نسافر لزيارتهما مرة كل أسبوعين عن طريق حافلة، إذ نبعد عن المستشفى في مدينة تارودان المغربية مسافة بعيدة». وأشار إلى أن سعيدة كانت تحصل على غذاءٍ كافٍ على عكس شقيقتها. وكان التوأم السيامي المغربي عزيزة وسعيدة وصلتا إلى السعودية السبت 28 جمادى الأولى الموافق 23 أيار (مايو) بطائرة الإخلاء الطبي بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين بفصلهما على نفقته. وبذلك فأن مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في الرياض تكون نجحت منذ بدء إجراء العمليات السيامية عام 1990، في إجراء 23 عملية فصل توائم سيامية، منها 2 لتوأمين سوادنيين، و4 سعوديين، و3 مصريين، و3 مغربيين، وعراقيان، وكاميروني وعماني وصومالي وماليزي وفيليبيني وبولندي.