كابول، إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - قتل عناصر ينتمون الى حركة «طالبان» الأفغانية ستة شرطيين في هجوم على حاجز تفتيش في منطقة موشاكي بولاية غزنة (وسط)، احد معاقل الحركة التي كثفت هجماتها اخيراً في انحاء البلاد، واستهدفت خصوصاً حكاماً ومسؤولين بارزين وآخرين في الشرطة او مجرد عناصر وجنود. وتبنى الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد الهجوم الذي جاء غداة قتل انتحاري في صفوفها مدنيين اثنين لدى تفجيره عبوة ناسفة حملها امام مكاتب حاكم ولاية بروان (شمال) التي اعتبرت سابقاً في منأى نسبية عن اعمال العنف. الى ذلك، نقلت وكالة «باجهووك» عن مسؤولين أمنيين أفغان ان جنوداً باكستانيين أطلقوا مجدداً النار عبر الحدود، مشيرين الى سقوط قذائف في منطقتي ناري ودانغام. وحذر قائد شرطة المنطقة الشرقية أمين الله أمرخل ان بلاده سترد على الجنود الباكستانيين في أقرب وقت، علماً ان 14 شخصاً على الاقل قتلوا خلال الأيام العشرة الماضية بنيران أطلقت عبر الحدود. وفي باكستان، قتل خمسة متمردين على الاقل وشرطي في مكمن وهجوم بقنبلة استهدفا نقطتي تفتيش في منطقة القبائل الباكستانية (شمال غرب). ونصب حوالى 30 مسلحاً المكمن قبل الفجر عند حاجز تفتيش سرباند قرب بلدة بارا بأقليم معبر خيبر، ما تسبب في اشتباك مع رجال الشرطة الذين قتلوا خمسة مسلحين فيما جرح عنصران منهم». اما الهجوم باستخدام قنبلة فاستهدف حاجز تفتيش في بلدية جمرود بخيبر، حيث قتل شرطي وجرح ثلاثة آخرون. وقتل حوالى 4500 شخص في انحاء باكستان في هجمات نسبت الى «طالبان» وشبكات متمردة اخرى تتمركز في منطقة القبائل منذ ان هاجمت القوات الحكومة مسجداً للمتطرفين في إسلام آباد منتصف عام 2007. على صعيد آخر، اظهر استطلاع للرأي اجراه مركز «بيو» للبحوث معارضة غالبية الباكستانيين العملية التي نفذتها قوات كوماندوس اميركية لتصفية زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن في بلدهم مطلع ايار (مايو) الماضي، وقلق غالبية واسعة منهم ايضاً من دور الولاياتالمتحدة في العالم ومن طريقة ادارة بلادهم. وأظهر الاستطلاع دعم نسبة قليلة من الباكستانيين ل «القاعدة»، لكن نسبة كبيرة منهم ابدوا خشيتهم من انعكاسات تصفية زعيمها على يد قوات اميركية خاصة في بلدة ابوت آباد غير البعيدة من العاصمة إسلام آباد. وأيدت العملية فقط نسبة 10 في المئة من المستفتين الذين بلغ عددهم 3221، في مقابل رفض 63 في المئة منهم تنفيذها. وأعلن 8 في المئة من المستفتين انهم يثقون في حسن ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما القضايا العالمية، وهي النسبة المتدنية ذاتها التي نالها سلفه جورج بوش في العام الاخير من ولايته. وقال مركز «بيو» إن «معظم الباكستانيين يعتبرون الولاياتالمتحدة عدواً ومصدر تهديد عسكري محتمل، ويعارضون جهود مكافحة الإرهاب التي تقودها الولاياتالمتحدة». ويضع الرفض السائد للأهداف الأميركية والجهود التي تبذلها في منطقة القبائل إسلام آباد والجيش الباكستانيين في موقف صعب يحاولان فيه إرضاء الشعب والتعاون في الوقت ذاته مع الولاياتالمتحدة، علماً ان باكستان التي ايدت «طالبان» الأفغانية في مرحلة اولى، اصبحت الشريك الأكبر للولايات المتحدة في مكافحة الارهاب بعد اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001. وكشف الاستطلاع ايضاً تأييد 37 في المئة من المستفتين فقط الاستعانة بالجيش لقتال المتشددين في مناطق القبائل، في انخفاض نسبته 16 في المئة عن درجة التأييد للمسألة ذاتها قبل سنتين. كما زادت النظرة السلبية لخصم باكستان التاريخي الهند التي اعتبرها 57 في المئة من المستفتين مصدر التهديد الاول لبلدهم. وأبدى 92 في المئة من المستفتين عدم رضاهم عن الاتجاه الذي تسلكه بلادهم، مؤكدين خشيتهم من تردي الوضع الاقتصادي في السنوات المقبلة. في المقابل، اكد الاستطلاع الدعم القوي للجيش الباكستاني (79 في المئة)، على رغم الانتقادات التي طاولته بعد مقتل بن لادن، والتي دفعته الى خفض عدد الجنود الأميركيين المتمركزين في البلاد، وأنهاء دورهم في تدريب جنوده الذين يشاركون في مكافحة المتشددين.