واشنطن، إسلام أباد - أ ف ب، يو بي آي - افادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس، بأن الولاياتالمتحدة طالبت باكستان بالسماح لها بتوسيع مجال عمل طائراتها من دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) لاستهداف عناصر من حركة «طالبان» داخل مناطق القبائل المحاذية للحدود مع افغانستان، وفي مناطق محيطة بمدينة كويتا عاصمة اقليم بلوشستان القبلي (جنوب غرب). واعلنت ان باكستان رفضت الطلب، لكنها وافقت على إجراءات اكثر سرية، بينها تعزيز وجود «سي آي إي» في كويتا، حيث أنشأت الوكالة بالتعاون مع الاستخبارات الباكستانية فرقاً تسعى إلى اعتقال قادة في الحركة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين اميركيين قولهم إنهم «يعتقدون بأن قياديين في طالبان الأفغانية يتمركزون في كويتا، التي تعتبر أيضاً مركزاً لإرسال مال ومجندين ومتفجرات إلى متشددي الحركة في أفغانستان». ونسبت ايضاً الى مسؤول في قوات الحلف الأطلسي (الناتو) قوله: «إذا فهموا موقفنا سيعرفون أن الصبر بدأ ينفد». وتستهدف غالبية الغارات الجوية الاميركية حالياً اقليم شمال وزيرستان القبلية، حيث يتجمع مقاتلو تنظيم «القاعدة» و «طالبان» الباكستانيين والافغان الذين يستخدمون المنطقة قاعدة خلفية لعملياتهم ضد الجيش الافغاني وقوات الحلف الاطلسي (ناتو) على الجانب الآخر من الحدود. وشهد الاقليم 101 غارة منذ بداية السنة، بينها 47 غارة منذ أيلول (سبتمبر) الماضي. وردّ مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية على الطلب متسائلاً: «هل تريدون ان نفتح مجالنا الجوي كي تستطيعوا التحليق في كل مكان؟ في اي بلد يحصل ذلك؟»، فيما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية محمد عبد الباسط ان الوزارة ابلغت الولاياتالمتحدة بوضوح أن قواتها ستطبق بنفسها الإجراءات ضد المسلحين على الأراضي الباكستانية. وقال: «نحن حلفاء للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب، لكننا لن نساوم على سيادتنا»، لافتاً إلى أن واشنطن تعلم جيداً تداعيات توسيع هذه العمليات إلى مناطق أخرى داخل باكستان. وأكد ضرورة زيادة التعاون الاستخباري بين إسلام آباد وواشنطن، مشدداً على أنه لا يمكن في أي حال من الأحوال توسيع هجمات الطائرات الأميركية لتشمل مدينة كويتا المكتظة بالسكان. ويعزو مسؤولون اميركيون قلق باكستان إلى خشية إسلام آباد من أن تستخدم واشنطن طائرات الاستطلاع من دون طيار لمراقبة نشاطاتها النووية في بلوشستان. على صعيد آخر، أحرق مسلحون 10 صهاريج وقود تابعة لقوات الحلف الأطلسي في مدينة بيشاور (شمال غرب). وأخمدت عناصر الإطفاء الحريق بعد نحو نصف ساعة من اندلاعه، فيما فككت الشرطة عبوة زنتها 2.5 كيلوغرام عثر عليها في الموقع. وفي افغانستان، قتل 3 مدنيين وجرح 25 آخرون في انفجارين في دراجتين في مدينة مهترلام عاصمة ولاية لغمان (شرق)، علماً ان 26 منظمة محلية ودولية دعت هذا الاسبوع قادة الحلف الاطلسي المجتمعين في لشبونة لمناقشة الجدول الزمني لنقل مسؤوليات الأمن في البلاد الى القوات الافغانية، والى تحسين حماية المدنيين، خصوصاً ان السنة الحالية اعتبرت الأسوأ بالنسبة إلى المدنيين منذ بداية الحرب في نهاية عام 2001. وتقول الاممالمتحدة ان 1271 مدنياً افغانيا قتلوا خلال الشهور الستة الاولى من 2010، بزيادة نسبتها 21 في المئة عن الفترة ذاتها في 2009 . وأعلن الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد مسؤولية الحركة عن الهجوم الذي «استهدف شرطيين وعملاء للاستخبارات الافغانية، علماً ان مقاتلي الحركة هاجموا السبت الماضي قاعدة عسكرية اجنبية في مطار جلال آباد (شرق). على صعيد آخر، وصل رئيس مجلس السلام الأفغاني برهان الدين رباني الى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين استهلها بلقاء الأمين الأعلى لمجلس الأمن القومي الإيراني سعيد جليلي. وسيزور النائب الأول للرئيس الأفغاني قسيم فهيم طهران قريباً بدعوة من نظيره الإيراني.