سُمع إطلاق عيارات نارية بأسلحة خفيفة ودوي انفجارات عند الجانب السوري من الحدود التركية - السورية، حيث يتواجد آلاف النازحين السوريين العالقين على المناطق الحدودية. وفيما أعلنت مفوضية الاممالمتحدة العليا للاجئين، أن القرى الواقعة على مسافة 40 كلم حول مدينة جسر الشغور شمال غرب سورية، والتي شهدت اعمال عنف في مطلع الشهر «مقفرة»، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، إن سورية وافقت على توسيع نطاق وصول عاملي المنظمة الى المدنيين والمناطق التي تشهد احتجاجات. وعن اطلاق النار ودوي الانفجارات على الحدود التركية - السورية، أفادت وكالة «فرانس برس» إنه يبدو أن إطلاق النار مصدره قمة تلة تطل على الخط الفاصل بين البلدين على بعد نحو كيلومتر من المكان. ولم يتسنَّ الحصول على تفاصيل حول سقوط جرحى او سبب اطلاق النار. وأصيب سوريان مساء الاحد بالرصاص على بعد كيلومترات قليلة من الحدود، بحسب وكالة انباء الاناضول التركية، ونقلا الى الداخل التركي حيث أُودعا المستشفى. ويتجمع آلاف السوريين على الحدود التركية قرب قرية غوفيتشي، مترددين في عبور الحدود الى تركيا خشية عدم التمكن من العودة الى ديارهم. ويقول النازحون إنهم تلقوا ضمانات من السلطات التركية أنه بإمكانهم عبور الحدود في حال شعروا بخطر داهم. واختار 10700 سوري في الاسابيع الاخيرة العبور الى تركيا، حيث تم استقبالهم في خمسة مخيمات يديرها الهلال الاحمر التركي. إلى ذلك، اعلنت مفوضية الاممالمتحدة العليا للاجئين، ان القرى الواقعة على مسافة 40 كلم حول مدينة جسر الشغور شمال غرب سورية، والتي شهدت اعمال عنف في مطلع الشهر، «مقفرة». وقال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين ادريان ادواردز، في تصريح صحافي، إن «المفوضية العليا شاركت مساء في زيارة نظمتها الحكومة في مدينة جسر الشغور قرب الحدود مع تركيا». وأضاف أن فريق المفوضية العليا لاحظ انه كلما اقترب من جسر الشغور كلما كانت القرى «مقفرة». وتابعت المفوضية، التي لم يشاهِد موظفوها على الارض أيضاً أشخاصاً نازحين: «لا أحد يعمل في الحقول، جسر الشغور مقفرة تقريباً، وغالبية المتاجر مغلقة». وأضافت: «كون جسر الشغور والقرى المحيطة بها مقفرة، يشير الى عمليات نزوح كبرى». واعتبر إدواردز أنه «من الصعب جداً إجراء تقييم». وقد شارك حوالى 150 دبلوماسياً وممثلاً عن الإعلام ووكالات أخرى تابعة للامم المتحدة، في هذه الزيارة الميدانية التي نظمها الجيش السوري، كما افادت المفوضية العليا. وفي 9 حزيران (يونيو)، عبَّرت مفوضة الاممالمتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي عن «قلقها»، إثر المعلومات التي أشارت إلى نزوح سكان جسر الشغور، فمنذ 7 حزيران، ينزح يومياً ما بين 500 وألف سوري نحو تركيا، حيث سجلت مفوضية الاممالمتحدة للاجئين وصول حوالى عشرة آلاف لاجئ. وكان فارون من قرية بداما الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود التركية وكانت تشكل مركز تموين للاجئين، قالوا إن الجيش السوري دخل بلدتهم. وأقام الجيش السوري مراكز مراقبة عند مختلف مداخل القرية لمنع مرور فارين إلى الحدود، كما قالت هذه المصادر. وأثارت هذه التطورات مخاوف من اقتراب الجيش من المخيمات التي أقيمت لآلاف اللاجئين على أطراف الحدود التركية، الذين يترددون في عبور الحدود خوفاً من حرمانهم من العودة إلى بيوتهم مجدداً. وتم تجميع اللاجئين في «قرى» تضم كل منها مئات الأشخاص في شريط ضيق يبلغ عرضه بضعة مئات من الأمتار وطوله كيلومترات عدة. من ناحية أخرى، قالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، إن سورية وافقت على تيسير وصول عامليها لتجمعات سكانية أوسع نطاقاً في المناطق المضطربة، وإن دمشق تبحث طلب اللجنة زيارة معتقلين. وقال رئيس الصليب الاحمر جاكوب كيلينبرجر، في بيان صدر بعد محادثات دامت يومين مع مسؤولين سوريين كبار في دمشق: «المناقشات تركزت بشكل كامل على المسائل الإنسانية، وكانت صريحة وعملية». وأضاف: «كان المسؤولون السوريون متفهمين، ووافقوا على تيسير دخول اللجنة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر العربي السوري لمناطق الاضطرابات... وسأتابع عن كثب كيفية تنفيذ هذا التفاهم». ومضى يقول إن السلطات السورية عبّرت أيضاً عن «استعدادها لمناقشة شروط» زيارات اللجنة الدولية للمعتقلين، معتبراً أن هذه «خطوة أولى للأمام». وحتى الآن سمح للجنة بزيارات محدودة فقط لعدد من المدن، بينها درعا. وتطالب اللجنة بالسماح لها بالوصول الى المناطق المختلفة بلا قيود. وقالت اللجنة الدولية للصليب الاحمر، إن كيلينبرجر التقى مع رئيس الوزراء عادل سفر ووزير الخارجية وليد المعلم ورئيس الهلال الاحمر العربي السوري عبد الرحمن العطار ومتطوعين في الهلال الاحمر.