دمشق، عمان، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب ، رويترز، أ ب - دخل الجيش السوري مدينة جسر الشغور قرب محافظة أدلب بعد حصار دام أياماً. وقال ناشطون وشهود إن نحو 200 دبابة ومدرعة وآلاف الجنود دخلوا المدينة لإنهاء الحركة الاحتجاجية فيها. وأكدت روايات متطابقة لشهود تحدثوا لوكالتي «اسوشييتدبرس» و»رويترز» أن جنوداً أنشقوا عن القوات الحكومية السورية رفضوا إطلاق النار على سكان المدينة، ورفضوا مغادرتها وشاركوا في «المقاومة» إلى جانب أهالي جسر الشغور. وقالت السلطات السورية إنها دخلت المدينة بعد «تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات»، موضحة إن اشتباكات عنيفة وقعت بين قوات الجيش و»مسلحين» وأنه تم الكشف عن «مقبرة جماعية» لرجال امن في جسر الشغور وإن «عدداً كبيراً من الناس اعتقلوا». وعن العملية الأمنية، قال ناشط لوكالة «فرانس برس» إن الجيش بدأ «منذ هذا الصباح قبيل الساعة 7 (4 تغ) بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب». وتابع «سمع دوي انفجارات وكانت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة»، مؤكداً انتشار حوالى 200 دبابة في المنطقة. فيما قال ناشط حقوقي آخر نقلاً عن سكان في المدينة «تسمع منذ هذا الصباح أصوات انفجارات في جسر الشغور وكانت أعمدة من الدخان تتصاعد» من المدينة. وبدأت المعلومات الأولى عن دخول الجيش إلى المدينة بالوصول إلى اللاجئين الفارين منها. وقال علي، البالغ من العمر 27 سنة واللاجئ الآن في تركيا:»في هذه اللحظة، يهاجمون جسر الشغور بالدبابات والمروحيات والمدفعية الثقيلة»، مؤكداً أن لديه معلومات عن أشخاص هربوا من المدينة في اليوم نفسه ووصلوا إلى الحدود «قبل ساعة». وأضاف «ثمة الآن انشقاق في صفوف الجيش وهناك مجموعة تحاول حماية الناس: لقد دمرت جسرين في جسر الشغور». ونقلت وكالة «أسوشييتدبرس» عن أحد سكان جسر الشغور قوله إن جنوداً سوريين انشقوا عن الجيش ظلوا في المدينة للقتال إلى جانب سكانها. وأوضح الشاهد إن بعض سكان المدينة قرروا البقاء «للقتال بأيديهم العارية» ضد قوى الأمن، مشيراً إلى أنهم عزل وليسوا مسلحين كما تقول السلطات. فيما قالت «اللجنة التنسيقية السورية» التي توثق للحركة الاحتجاجية إن ضابطاً و15 جندياً انشقوا عن قوات الأمن وانضموا للسكان، إلا أن «اسوشييتدبرس» لم تستطع التأكد من صحة المعلومات بسبب عدم السماح بتواجد الصحافيين في سورية. وقال ناشط سوري مقيم في لندن للوكالة إن مصدر قلق السلطات السورية لا ينصب فقط على الجنود المنشقين، بل أيضاً على الجنود «المترددين» في إطلاق النار على المدنيين، مشيراً إلى معلومات متعلقة بإعادة هيكلة بعض قوى الأمن في سورية لضم أكثر الموالين للنظام إليها. كما قال ناشط آخر من جسر الشغور يدعى جميل صايب لوكالة «اسوشييتدبرس» عبر هاتف تركي من على المنطقة الحدودية، إن عدداً من الجنود السوريين المنشقين ظلوا في المدينة وتعهدوا «الدفاع» عن سكانها. وأفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن وحدات الجيش «قامت بتطهير المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة، ودخلت المدينة بعد تفكيك متفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات». وزادت أن «اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة في محيط جسر الشغور وداخلها أدت إلى مقتل اثنين من عناصر التنظيمات المسلحة وألقت القبض على أعداد كثيرة منهم وضبطت أسلحة رشاشة بحوزتهم. واستشهد جندي وأصيب أربعة آخرون من وحدات الجيش أثناء الاشتباكات مع عناصر التنظيمات المسلحة في المدينة». ونقلت عن مراسلها في المنطقة قوله إن «أهالي قرية الكسير في جسر الشغور نفوا لوسائل الإعلام تعرض الجيش لهم مضيفاً أنهم استقبلوه بالورود والأرز». وكان اعلن أن وحدات الجيش القت القبض على «مجموعتين قياديتين للتنظيمات المسلحة» في جسر الشغور. وفي بلدة معرة النعمان التابعة لمحافظة ادلب، أفاد مصدر عسكري مسؤول أن «مجموعات من التنظيمات المسلحة هاجمت بعد ظهر اول امس من على دراجات نارية وبسيارات جيب عليها أسلحة متوسطة، مستودعاً استراتيجياً للوقود بهدف إحراقه ما استدعى استخدام الحوامات لنقل القوات من أجل معالجة الموقف وقد تمت السيطرة على المستودع ومنع التنظيمات المسلحة من إحراقه». وزاد المصدر :»نتيجة المواجهة كانت توقيف عدد من المهاجمين ووقوع آخرين بين قتيل وجريح وسيتم تقديم من تم إيقافهم للعدالة لينالوا جزاء ما اقترفت أيديهم من أعمال إجرامية». وكانت وحدات الجيش تابعت «مهمتها بملاحقة التنظيمات المسلحة»، وتمكنت أمس من مصادرة كميات كبيرة من المتفجرات التي كانت معدة لتفجير الجسور كما استولت على كميات من الأسلحة والذخائر. وأفادت «سانا» أن الوحدات «ألقت القبض على عدد كبير من المطلوبين وقتلت وجرحت عدداً من عناصر المجموعات الإرهابية المسلحة»، مشيرة إلى أن عناصر هذه التنظيمات كانت «اعتدت على القصر العدلي في مدينة معرة النعمان وسرقت محتوياته وأحرقت قسماً منها. كما هاجمت مقراً للجيش الشعبي في المدينة وسطت على عدد من مرائب السيارات واستهدفت بالتخريب المتعمد والاعتداء المسلح المرافق العامة والخاصة في المدينة وروعت المواطنين»، اضافة إلى اعتداءاتها على «عدد من المقار الحكومية في المدينة منها مبنى مديرية المنطقة وحاولت إحراقها.