اقتحمت القوات السورية مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا بعد أن قصفتها بالدبابات والمروحيات ليل السبت الأحد، في أحدث هجوم لسحق انتفاضة بدأت قبل ثلاثة أشهر ضد الرئيس بشار الأسد ودفعت آلاف اللاجئين للنزوح إلى تركيا، حسبما ذكر السكان ونشطاء سوريون. ووصف نشطاء على الإنترنت هذا القصف بأنه الأعنف منذ «بداية الهجوم على الأبرياء». وقال شاهد عيان: إن انشقاقًا حدث في صفوف القوات الموجودة في جسر الشغور وإن فرقًا من القوات الموالية للنظام تقصف فرقًا أخرى انشقت عنه. ورصد النشطاء توجه المزيد من المروحيات نحو البلدة للمشاركة في العملية التي بدأها الجيش السوري قبل يومين. ويؤكد النشطاء أن الهدف من العملية هو القضاء على الاحتجاجات المناهضة للنظام، بينما تؤكد التصريحات الرسمية أن الهدف منها هو «استعادة الأمن». من جانبه ذكر التلفزيون الرسمي السوري أن الجيش دخل أمس الأحد مدينة جسر الشغور بمحافظة ادلب شمال غرب البلاد لطرد «التنظيمات المسلحة» منها. وأفاد التلفزيون أن «وحدات الجيش تدخل جسر الشغور وتطهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة». وأوضح أن «وحدات الجيش تدخل المدينة بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات». وأكد وقوع «اشتباكات شديدة بين وحدات الجيش وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها». وأفادت وكالة أنباء الأناضول أن أكثر من 400 سوري عبروا الحدود التركية ليل السبت الأحد، ما يرفع إلى 5051 عدد اللاجئين الذين أتوا من سوريا للعيش في مخيم جنوب تركيا. من جهة أخرى أعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون السبت عن «قلقها الشديد لتدهور الوضع الإنساني» في سوريا، مجددة نداءها إلى السلطات السورية بالتوقف عن قمع المتظاهرين وبالسماح بوصول الوكالات الإنسانية. وقالت آشتون في بيان مساء السبت: إنها تشجب «التصعيد في استخدام القوة الوحشية ضد المتظاهرين في سوريا خلال الأيام الماضية». وأضافت: «أنا قلقة جدا لتدهور الوضع الإنساني الناجم عن أعمال السلطات السورية، وأطالبها بالسماح فورا بدخول مراقبين دوليين لحقوق الإنسان ووكالات إنسانية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وتأتي دعوة آشتون بعيد ساعات على اتهام البيت الأبيض للنظام السوري بالتسبب ب»أزمة إنسانية» بقمعه العنيف للحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد ومطالبته دمشق بالسماح فورا بدخول فرق الإغاثة الطبية. إلى ذلك طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس الأحد مجلس الأمن الدولي باتخاذ «موقف واضح» بشأن سوريا بإصداره قرارا يدين القمع الذي تمارسه القوات الحكومية ضد المحتجين في هذا البلد، حسبما ذكر تلفزيون سكاي نيوز.