دعا ناشطون سوريون إلى تظاهرات جديدة اليوم تحت مسمى «جمعة العشائر» التي ناشدوها التحرك لدعم الحركة الاحتجاجية. ويأتي ذلك فيما دخلت دبابات أحياء عدة في مدينة حمص بينها «باب عمرو»، كما انتشر جنود سوريون بدباباتهم قرب بلدة جسر الشغور في محافظة إدلب ما دفع كثيرين من سكانها البالغ عددهم 50 ألف نسمة إلى مواصلة الهرب إلى تركيا التي قال وزير خارجيتها أحمد داود اوغلو امس «لدينا مخاوف جادة في شأن الوضع في سورية. قبل نصف ساعة تلقيت الأرقام الدقيقة... اكثر من 2400 شخص جاؤوا الآن إلى تركيا كلاجئين». وقالت صفحة «الثورة السورية 2011» على فايسبوك إن «العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان تنصر الحق ولا تخشى لومة». وقالت الصفحة التي تقف وراء تنظيم الاحتجاجات، إن عشائر القنيطرة أكدت أنها «ومنذ البداية ساندت وشاركت بشكل فاعل في الثورة .. حيا الله الرجال».أما عشائر حوران، المنطقة الواقعة جنوب غربي سورية وتضم مدينتي درعا والسويداء، فأكدت «دعمها للثورة» على الصفحة نفسها، داعية عشائر حلب ودير الزور والرقة وحمص إلى «الوقوف معنا ليرحل هذا النظام». ومع تدفق آلاف السوريين إلى تركيا هرباً من الاقتحام المتوقع للجيش لمنطقة جسر الشغور ومناطق في محافظة أدلب، قال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو أمس إن اكثر من 2400 شخص عبروا حدود تركيا فراراً من العنف. وقال اوغلو للصحافيين أثناء قمة في أبوظبي «لدينا مخاوف جادة في شأن الوضع في سورية. قبل نصف ساعة تلقيت الأرقام الدقيقة... اكثر من 2400 شخص جاؤوا الآن إلى تركيا كلاجئين.» وقال داود اوغلو إن الوقت حان لسورية كي تتصرف «بحسم اكبر» في شأن الإصلاحات السياسية. و قال الناطق باسم مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين متين كوراباتير إن اكثر من ألف سوري دخلوا تركيا هرباً من أعمال العنف في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة ولجأوا إلى مخيم هناك. وتابع: «نحن سعداء جداً بموقف تركيا من هذه المسألة... تركيا عبرت عن عزمها على فتح أبوابها للسوريين على أعلى مستوى». وقال انه بناء على أرقام الصليب الأحمر التركي ووزارة الخارجية يعيش 1577 لاجئاً سورياً في مخيم يايلاداجي بعدما تدفق 1050 شخصاً في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. ولا يوجد ممثلون للمفوضية في المخيم وهو المخيم الوحيد المتاح حتى الآن. وأصدرت السلطات في إقليم هاتاي بجنوب تركيا أوامر للشرطة بمنع اتصال وسائل الإعلام بالسوريين الذين عبروا الحدود سواء في المخيم أو المستشفيات. وتوقع كوراباتير وصول موجة جديدة من اللاجئين اليوم وقال إن الهلال الأحمر التركي يبحث عن موقع آخر لإقامة مخيم. وأضاف «تركيا تقول إنها مستعدة لعدد من التطورات المحتملة ونحن نصدقها». وتابع «أهم شيء هو إبقاء الأبواب مفتوحة لتوفير المأوى والأمان لمن تتعرض أرواحهم للخطر». وتفجرت الاضطرابات أولاً في جنوب سورية في آذار (مارس) لكن أول بضع مئات من اللاجئين فروا إلى تركيا في أواخر نيسان (أبريل) بعد امتداد الاحتجاجات إلى المناطق الشمالية. وأعلنت السلطات التركية أن حدودها تظل مفتوحة مع خشيتها من تدفق كبير للاجئين بعد أن تكثف خلال اليومين الماضيين وصول السوريين بسبب المخاوف من عملية كبيرة في جسر الشغور. وسلك بعض سكان جسر الشغور القريبة من ادلب طريق تركيا المجاورة حيث تحدثوا أحياناً من على أسرتهم في المستشفيات عن قمع التظاهرات عبر إطلاق النار من مروحيات واستهداف قناصة لحشود كانت تدفن ضحاياها. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «قوات عسكرية شوهدت على بعد 15 كلم من جسر الشغور. السكان يواصلون الفرار خشية عملية عسكرية كبيرة». وروى لاجئون سوريون في تركيا أن المتظاهرين لم يمارسوا أعمال عنف، لافتين إلى أن السلطات هي التي شنت الهجمات عبر إرسال قناصة ومروحيات لإطلاق النار على الجموع. وقال أحد اللاجئين ل «فرانس برس»: «اطلق علي النار شرطيون في زي مدني. أصابت رصاصة ذراعي اليمنى». وأورد آخر أن قوات الأمن «أحرقت المقر العام لحزب البعث سعياً إلى ذريعة لقتل الناس». وأعرب رئيس المفوضية العليا للاجئين في الأممالمتحدة انطونيو غوتييريز عن قلقه البالغ حيال ازدياد عدد السوريين الذين يفرون في مدنهم، مشدداً على ضرورة مساعدة هؤلاء اللاجئين في لبنان وتركيا. إلى ذلك أفادت صحيفة «الوطن» السورية امس أن أهالي جبل الزاوية وقرى إدلب في شمال غربي البلاد «بدأوا في إخلاء منازلهم ومغادرة المحافظة فاتحين المجال أمام الجيش العربي السوري لدخول كل المناطق ومواجهة المسلحين» في هذه المنطقة. في غضون ذلك، عرض التلفزيون الرسمي خطة يحيكها «أفراد التنظيمات المسلحة» في جسر الشغور في اتصال هاتفي في ما بينهم تم التقاطه لاستغلال جثث قوى الشرطة والأمن ل «حفر مقبرة جماعية». وأفادت «الوكالة السورية للأنباء» (سانا) إن الاتصال الذي يدور بين شخصين احدهما يدعى جهاد والآخر حسين حيث يقول جهاد في الاتصال:»نريد أن نحفر لشباب الأمن العسكري الذين قتلناهم مقبرة جماعية ندفنهم فيها جميعاً مثل المقبرة التي كانت في درعا» ويسأل صديقه الثالث بسام :»هل ندفن هؤلاء الأمن في مقبرة جماعية فيجيب بسام: لكن صوروهم ولا تدفنوهم كلهم مع بعضهم البعض لأنهم قد ينكشفون.ادفنوا كل اثنين مع بعض. وقال جهاد: ندفنهم خارج البلد وبسرعة» وقال حسين «ليست قصة إذا انكشفنا أو لم ننكشف سيتم تصويرهم على أنها مقبرة جماعية من أهل جسر الشغور، وسنقول إنها مقبرة جماعية وليس لنا علم بها». ونقلت «سانا» عن عدد من مواطني مدينة جسر الشغور «أن التنظيمات المسلحة استباحت المدينة وارتكبت فيها مجازر فظيعة ورمت جثث ضحاياها في الطرقات بعد أن مثلت بها» وأشاروا إلى «أن جسر الشغور تحولت إلى مدينة أشباح». إلى ذلك، أهابت وزارة الداخلية السورية المواطنين عدم الاستجابة للدعوات التي وزعت في بعض مناطق اللاذقية تدعو الجميع للتجمع اليوم (الجمعة) في القرداحة، مسقط رأس الرئيس الراحل حافظ الأسد، أمام مسجد السيدة ناعسة حرصاً على سلامتهم وممارسة حياتهم الطبيعية، علماً أن اليوم (الجمعة) يصادف الذكرى ال11 لرحيل الرئيس حافظ الأسد.