انتشرت القوات السورية في الطرق حول منطقة جسر الشغور، في محافظة أدلب، باستثناء طريق واحد يفر عبره السكان الى الحدود التركية هربا من عملية عسكرية متوقعة. وتزامن ذلك مع دعوة ناشطين الى تظاهرات جديدة اليوم تحت اسم «جمعة العشائر» التي حضوها على الانضمام الى الاحتجاجات الشعبية في أسبوعها الثاني عشر. وفيما تعمل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة في نيويورك على اقناع دول مجلس الامن بتمرير قرار أدانة ضد دمشق، اعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ان موسكو «تعارض بقوة» اي قرار ادانة، مشيرا الى ان من شأنه ان يزيد الوضع خطورة في سورية، وإلى ان سلطات دمشق تحتاج الى مزيد من الوقت لتطبيق الاصلاحات التي وعدت بها. وفيما اعلن السفير البريطاني في الاممالمتحدة مارك ليال غرانت ان مشروع القرار الاوروبي لادانة سورية سيطرح على التصويت «في الايام المقبلة»، اتهم وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه النظام السوري بارتكاب مجازر بحق المدنيين، واعتبر مواقفه «غير مقبولة». ونقلت وكالة «فرانس برس» عن جوبيه «ان موقف سورية غير مقبول. لا يمكن مواصلة ذبح المدنيين بذريعة ان الشعب يتطلع الى المزيد من الحرية والديموقراطية». ميدانيا، قال ناشطون حقوقيون إن آلاف المدنيين فروا من جسر الشغور مستخدمين دراجات نارية وشاحنات. فيما قال الشهود إن شاحنات عسكرية وناقلات جند ودبابات توجهت من حلب الى جسر الشغور. وأوضح ناشط لوكالة «فرانس برس» ان متظاهرا قتل وجرح ستة آخرون على الطريق الرئيسية بين حلب وادلب بينما كانوا يرشقون القافلة بالحجارة. كما دخلت دبابات وأنتشرت قوى امنية في أحياء عدة في حمص بينها «باب عمرو»، بالاضافة إلى محافظة حلب. من ناحيتها، قالت صفحة «الثورة السورية 2011» على «فيسبوك» في دعوتها ل»جمعة العشائر» إن «العشائر كل العشائر من البداية مع كل ثائر. العشائر تأبى الذل والهوان والضيم والعدوان. تنصر الحق ولا تخشى لومة». وقالت الصفحة التي تقف وراء تنظيم الاحتجاجات، إن عشائر القنيطرة أكدت أنها «ومنذ البداية ساندت وشاركت بشكل فاعل في الثورة... حيا الله الرجال».أما عشائر حوران، المنطقة الواقعة جنوب غربي سورية وتضم مدينتي درعا والسويداء، فأكدت «دعمها للثورة» على الصفحة نفسها، داعية عشائر حلب ودير الزور والرقة وحمص إلى «الوقوف معنا ليرحل هذا النظام». وعلى الصعيد الانساني، وصل نحو 600 لاجىء سوري جديد الى تركيا امس، ليبلغ بذلك العدد الاجمالي لهؤلاء النازحين 2500، كما اعلن وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو بحسب ما نقل عنه تلفزيون «ان تي في» التركي. وقال اوغلو أمس: «لدينا مخاوف جادة في شأن الوضع في سورية. قبل نصف ساعة تلقيت الأرقام الدقيقة... اكثر من 2400 شخص جاؤوا الآن إلى تركيا كلاجئين»، موضحا إن الوقت حان لسورية كي تتصرف «بحسم اكبر» في شأن الإصلاحات السياسية. وكانت وكالة «اسوشييتد برس» نقلت تصريحات لرئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ليل اول من امس في مقابلة مع تلفزيون «سي ان ان ترك» قال فيها إن الجيش السوري نشر دبابات في محافظة حلب. واضاف اردوغان:»هناك دبابات في الشوارع... يبدو انهم يفقدون السيطرة». وفيما دعت مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي السلطات السورية الى وقف الهجمات على المدنيين، وابدت اسفها ازاء «لجوء اي حكومة لقمع مواطنيها لارضاخهم». في موازاة ذلك، أكدت مصادر سورية مطلعة ل «الحياة» في دمشق أن «لقاء تشاورياً» سيُعقد في الأيام المقبلة يضم نحو مئة شخصية من «الأطياف الوطنية»، من معارضين ومستقلين وممثلي عدد من احزاب «الجبهة الوطنية التقدمية»، التي تضم الاحزاب السياسية المرخصة، لترتيب عقد مؤتمر وطني في اقرب وقت ممكن. وفي باريس، قررت قناة «فرانس 24» الفرنسية رفع دعوى امام النائب العام ضد امرأة بتهمة «انتحال وظيفة وشخصية عاملين» في سفارة سورية في فرنسا، وذلك بعد وقوع القناة ضحية تلاعب من جانب سيدة ادعت انها السفيرة السورية لمياء شكور، واعلنت استقالتها من منصبها على الهواء. وكررت القناة انها حصلت على رقم السفيرة وصورتها التي بثت مع النبأ من السفارة. واضافت انها «لا تشك في ان السيدة شكور وسفارة الجمهورية العربية السورية، اللتين سارعتا الى التنديد بتلاعب قد تكونا ضحيته مثل فرانس 24، في دعمهما الكامل لهذه الدعوى، ومساعدتها في التحقيقات التي سيتم اجراؤها بعد هذه الدعوى».