أنقرة، لندن - «الحياة»، أ ف ب - فيما يتزايد قلق تركيا من تطورات الأوضاع في سورية، خصوصاً أن المناطق الحدودية تشهد تدفقاً للاجئين السوريين، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن «من غير المطروح» أن تقفل تركيا أبوابها في وجه اللاجئين الذين يهربون من أعمال القمع في بلادهم. وكان أردوغان يتحدث بعد وصول مجموعة جديدة من نحو 180 لاجئاً سورياً فروا من أعمال القمع، ومعظمهم من النساء والأطفال، إلى منطقة في جنوب تركيا القريب من الحدود السورية خلال الليل وصباح أمس. وأكد أردوغان «في هذه المرحلة، ليس مطروحاً أن نقفل الأبواب» (الحدود)، داعياً مرة جديدة الرئيس السوري بشار الأسد إلى إجراء الإصلاحات التي يطالب بها شعبه. وأوضح أردوغان الذي كان يرد على أسئلة الصحافيين في أنقرة أنه يتابع «بقلق» الأحداث في سورية المجاورة. وقال إن «قلقنا يتزايد... فلنأمل في أن يقوم النظام السوري بخطوات عاجلة على صعيد الإصلاحات وبطريقة تقنع المدنيين». وكرر وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو تأكيد مخاوف بلاده من اضطرارها الى مواجهة تدفق اللاجئين السوريين. وقال داود أوغلو في تصريح لشبكة «ان تي في» الإخبارية التلفزيونية التركية أمس: «اتخذنا كل التدابير الاحتياطية الضرورية على الحدود»، مشيراً إلى أن السلطات التركية «تسيطر على الوضع» في الوقت الراهن. وتتقاسم تركيا وسورية حدوداً يبلغ طولها 800 كلم. كما دعا داود أوغلو النظام السوري إلى إحراز «تقدم في اتجاه إصلاحات سياسية واسعة في إطار جدول زمني محدد يمكن تبريره للشعب. واعتبر وزير الخارجية التركي أن «السوريين يأملون في انتهاء الأزمة... يجب أن تعلن دمشق عن خطة عمل» لإقناع الناس. إلى ذلك وصل ما لا يقل عن 60 شخصاً من اللاجئين السوريين إلى تركيا، ليصل بذلك عدد من دخلوا إليها 180 شخصاً خلال الليل وصباح أمس. وتولى عناصر الدرك الأتراك الاهتمام بالمجموعة التي يتألف معظم أفرادها من البالغين، وقد كانوا ينتظرونهم في ضواحي قرية غوفشتشي في محافظة هاتاي (جنوب). وقالت مصادر محلية إن المجموعة المؤلفة من 180 شخصاً، ومعظمهم من النساء، وصلوا من مدينة جسر الشغور واجتازوا بطريقة غير قانونية الحدود ووصلوا عند الساعة 21.00 (18.00 تغ) الى قرية كربياز كيو في محافظة هاتاي بجنوب تركيا. ودقق عناصر الدرك في الهويات ثم نقلوا أفراد المجموعة الى مخيم للاجئين أقامه الهلال الأحمر التركي في يايلاداجي الذي يبعد 15 كلم عن غوفشتشي. وذكر القرويون أن ثلاثة جرحى هم بين أفراد المجموعة. واستقبل المخيم أواخر نيسان (أبريل) مجموعة من 250 سورياً هم من سكان القرى الحدودية. وأفاد إحصاء لوكالة «فرانس برس» أن 450 لاجئاً سورياً في الإجمال وصلوا إلى تركيا منذ ذلك الوقت. من جهة أخرى، أدخل عشرات السوريين المصابين، إلى مستشفيات أنطاكيا في الأيام الأخيرة. وأظهرت لقطات أذاعها التلفزيون التركي جرحى ينقلون إلى مستشفيات في جنوب تركيا. وأقامت تركيا علاقات قوية مع سورية في السنوات القليلة الماضية وهي تمارس ضغوطاً متزايدة على الرئيس السوري لإجراء إصلاحات لإنهاء هذه الاضطرابات.