عمان - رويترز - فر آلاف السوريين من بلدة معرة النعمان الأثرية هرباً من القوات والدبابات التي تتقدم في شمال البلاد في حملة عسكرية آخذة في الاتساع لسحق احتجاجات مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد. وفي تركيا التي تستقبل آلاف اللاجئين السوريين الفارين من الهجمات العسكرية عقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان محادثات مساء أمس مع مبعوث للرئيس السوري مع سعي أنقرة لاقناع جارتها بانهاء الحملة على المحتجين التي وصفها اردوغان بأنها "وحشية". وقال سكان ان طابور مدرعات وصل الى قرية مانتاس على بعد 15 كيلومتراً الى الشرق من معرة النعمان بينما اصبح طابور آخر على مسافة 20 كيلومتراً غرباً في قرية الخوين. واضافوا قولهم انه استمر أيضاً نقل القوات جواً بالمروحيات الى معسكر على بعد كيلومترين من البلدة. وقال شاهد في قرية معرشمشة على أطراف معرة النعمان: "الجنود يطلقون النار بشكل عشوائي على ضواحي معرة النعمان لإفزاع السكان الأمر الذي جعل المزيد من الناس يهربون خلال الليل". وقال ان النيران قتلت رجلاً يدعى محمد عبد الله وان اطلاق الرصاص كان كثيفاً الى درجة انه تم دفن الرجل في فناء منزله. وقال شاهد آخر: "السيارات مستمرة في الخروج من معرة النعمان في كل اتجاه. الناس يحملونها بكل شيء.. أغطية وحشايا". وقال احد الشهود انه في ضاحية هاراستا المحافظة في دمشق اطلقت قوات الامن الذخيرة الحية لفض مظاهرة ليلية قامت بها 200 امرأة يطالبن بالافراج عن ازواجهن وأقاربهن الذين اعتقلوا في حملة امنية آخذة في الاتساع لاخماد الانتفاضة التي مضى عليها ثلاثة اشهر. وقال الشاهد: "كن يحملن لافتات تقول أين زوجي وأين أخي وصور المعتقلين. ولم يصب أحد بسوء ولكن لم يمض عشر دقائق حتى فتحوا النار على المظاهرة". وقال السكان ان الآلاف من سكان معرة النعمان ذهبوا الى حلب والى تركيا التي شهدت بالفعل تدفقاً متزايداً للاجئين في اعقاب هجوم عسكري على بلدة جسر الشغور القريبة من الحدود التركية والتي شهدت ايضاً احتجاجات كبيرة. وقالت "وكالة الانباء السورية" الحكومية ان الحملة الامنية في جسر الشغور والتي قالت الحكومة ان 120 من قوات الامن قتلوا فيها في وقت سابق من هذا الشهر قد حققت الامن هناك وان الآلاف بدأوا العودة إليها. غير ان أكثر من 8500 شخص أغلبهم من جسر الشغور لجأوا طلباً للأمان إلى تركيا التي اقامت اربعة مخيمات على الحدود على بعد نحو 20 كيلومتراً من البلدة. وقال لاجئون انه لم تحدث عودة جماعية للاجئين وان عشرة آلاف آخرين يأوون داخل سورية بالقرب من الحدود. وقال خالد وهو احد اللاجئين على الجانب السوري بعد فراره من جسر الشغور "الاتراك لا يسمحون لنا بالدخول كما كان الوضع من قبل. ولولا ذلك لفر آلاف آخرون". وتوجه وزير الخارجية أحمد داود أوغلو الى الحدود وتحدث الى اللاجئين ومنهم رجال جرحى ممددون على أسرّة في مستشفيات المخيمات. وقال الوزير التركي للصحافيين بعد زيارة مخيم في يايلاداجي على الجانب الآخر من الحدود من بلدة جسر الشغور السورية التي تبعد 20 كيلومتراً "سوف اتحدث مع تركماني وأبلغه بصراحة تامة وجهة نظري. إننا نرى أزمة انسانية هنا والتطورات تثير القلق". وأضاف قوله انه سيلتقي وتركماني في انقرة اليوم. وكانت السلطات التركية شددت الرقابة على الحدود وجعلت من الصعب على السوريين العبور بشكل غير رسمي. وقال مسؤول في الهلال الاحمر التركي طلب عدم نشر اسمه انه تجري اقامة المزيد من المخيمات على الجانب التركي من الحدود التي تمتد بين البلدين لمسافة 800 كيلومتر قرب مدينة ماردين بعيداً من المنطقة الحالية لتوافد اللاجئين.