اعترف زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربين بأنه يعرف الجاسوس في دولة تشيكوسلوفاكيا السابقة يان ساركوتشي، لكنه نفى بشدة أن يكون زوده معلومات، أو تجسس لمصلحة الكتلة الشرقية خلال الحرب الباردة، فيما تابعت صحف اليمين حملتها ضده، مؤكدة أنه ليس الوحيد المرتبط بساركوتشي الذي «التقى بين 10 و15 نائباً من حزب العمال، بينهم الرئيس السابق لبلدية لندن، كين ليفينغستون، الملقب ب «كين الأحمر» والنائب الحالي جون ماكدونيل. وخلال مؤتمر استثنائي عقده حزب «استقلال المملكة المتحدة» (يوكيب)، المعادي للاتحاد الأوروبي، أقال الأعضاء الرئيس هنري بولتون، ما يشكل أزمة جديدة في الحزب الذي يعاني من «ضائقة مالية» قد تؤدي إلى تفككه. وفي مقابلات نشرتها صحف «ذي صن» و «ديلي تليغراف» و «ذي ميل»، وكلها يمينية، كشف الجاسوس ساركوتشي ان ليفينغستون كان يزوره باستمرار في السفارة وكان «مولعاً بشرب الخمر»، كما أنه التقى ماكدونيل في مناسبات عدة، و «عقد اجتماعات مع نواب عماليين ومسؤولين في الاستخبارات». وأشار إلى أن النواب البريطانيين «كانوا مصدراً جيداً لمعلومات» لم يوضح طبيعتها. وقال إن «السجلات الرسمية التي نجت خلال سقوط الشيوعية لم تظهر إلا جزءاً من مضمون اللقاءات. واجتمعت مع كوربين أكثر من 10 مرات، وحصلت منه على معلومات جيدة كان يمكن ان نستخدمها، هي مثل كلمات متقاطعة، لكنني لم أجد أي دليل على انضمامه إلى خلايا شيوعية في بريطانيا». وزعم الجاسوس السابق أن ماكدونيل الذي كان أحد زعماء حزب العمال وأصبح نائباً عام 1997، «كان يلتقي دائماً عميلاً سوفياتياً يدعى ب. تيبور، وحضرت اجتماعاً واحداً بينهما في غيلدفورد». على صعيد آخر، أعفى مؤتمر حزب «الإستقلال» زعيمه بولتون من منصبه، بتأثير ادلاء خطيبته جو مارني التي انفصل عنها تصريحات عنصرية ضد ميغن ماركل، خطيبة الأمير هاري غير الإنكليزية. وقال رئيس الحزب غير المنتخب بول اواكدين: «أقيل بولتون بقرار ديموقراطي ايده 63 في المئة من الأعضاء». وهكذا سيستبدل الحزب زعيمه للمرة الرابعة خلال عامين، منذ استقالة قائده التاريخي نايجيل فراج بعد استفتاء 23 حزيران (يونيو) 2016 الذي أيدّ خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت). وصرح بولتون بعد إقالته «يصعب أن ينجو الحزب من معركة جديدة على الزعامة»، في تصويت مقرر خلال 90 يوماً، علماً أن النائب في البرلمان الأوروبي جيرارد باتن سيتولى الرئاسة بالوكالة حتى تنظيم الاقتراع. وفي كانون الثاني (يناير)، صوتت اللجنة التنفيذية في الحزب على حجب الثقة عن بولتون، لكنه رفض الاستقالة. وأعلن انفصاله عن شريكته مارني، قبل أن تنشر صحف صوراً تجمعهما. وأبدى فراج استياءه من قول مارني إن ماركل التي سيتزوجها الأمير هاري في 19 أيار (مايو) المقبل، «ستشوه سمعة عائلتنا المالكة، لأنها ليست إنكليزية بيضاء». لكنه أكد دعمه بولتون خصوصاً أن وضع الحزب متدهور جداً، والبديل هو مواصلة مسيرة التدمير الذاتي، حتى يصبح الحزب بلا معنى. وربما بات الوقت متأخراً لإنقاذه».