على وقع انتظار جلسة محكمة الدمام الكبرى المتتالية، والألم المترسخ بفقدان صغيرهم «مشاري»، الذي غادر الحياة متأثراً بسم الفئران، حلت في منزل أحمد عبد الرحمن البوشل، قبل أيام «ضيفة جديدة»، هي «دانا»، التي يأمل والدها أن «تخفف أحزان جميع أفراد العائلة، وبخاصة والدتها». وتستأنف المحكمة، يوم الاثنين المقبل، النظر في القضية المتهمة فيها عاملة منزلية إندونيسية الجنسية، وضعت «سم الفئران» ممزوجاً بأدوية تسكين الألم في رضاعة حليب «مشاري»، ما أدى إلى تدهور صحته ووفاته في وقت لاحق. وقال البوشل، في تصريح ل «الحياة»: «ستشهد الجلسة، وهي الخامسة، مناقشة المتهمة، في حضور مترجمين إلى اللغتين الاندونيسية والإنكليزية، في حيثيات القضية»، مبيناً أن الجلسة الأخيرة شهدت إنكاراً من جانب المتهمة وبشدة وإصرار، لتهمة قتل ابني مشاري، حين سألها القاضي. وكانت تتحدث في شكل عصبي وبتوتر، إذ نفت ما كانت أقرت به أثناء التحقيق معها في الشرطة وهيئة التحقيق والإدعاء العام. وأخبرها القاضي أنها وقعت وبصمت على محاضر التحقيق، بما فيها اعترافاتها بقتل الطفل، التي كتبت باللغة الإندونيسية، فأصرت على النفي». وأشار والد الطفل المقتول، إلى تزايد الرسائل والاتصالات التي ترده من قبل أسرة المتهمة، من داخل المملكة وخارجها، للمطالبة بالعفو عنها. وأضاف «تلقيت اتصالاً من أحد أقارب المتهمة، وهو يجيد اللغة العربية، مطالباً بالعفو عنها. وأخبرني أنها مُطلقة، ولديها ابنتان (10 و12 سنة). وكرر طلبه بالعفو عنها. ثم كرر عبارة «حسبي الله ونعم الوكيل». ردى عليه بمثل ما قال. وأكد انه وأسرته، «متمسكون بطلب تنفيذ شرع الله على المتهمة، التي قتلت طفلي، دون أن يقترف ذنباً، فهو لم يتجاوز حينها ثلاثة أشهر». واستعادت أسرة البوشل، أجواء الفرح الأسبوع الماضي، حين أطلقت الصغيرة دانا صرختها الأولى. وقال أحمد: «عوضنا الله بهذه الطفلة، التي دفعت والدتها فور رؤيتها إلى الانخراط في نوبة بكاء ممزوجة بالفرحة، لأنها تشبه «مشاري». كما فرح أبنائي عبد الرحمن، وركان، وأفنان، وأريام، ولم أر هذه الفرحة على وجوه أسرتي منذ وفاة مشاري. كما عمت الفرحة الأقارب والأصدقاء والجيران، الذين عبروا جميعاً عن تفاؤلهم بقدوم الطفلة».